المغرب يعتزم إطلاق حملة دولية لتسويق السواحل المتوسطية المجاورة لتطوان

تحت الاسم التجاري الموحد «تمودا باي»

TT

تعتزم وزارة السياحة المغربية ترويج ثاني منتوج ساحلي متكامل لها، بعد منتوج اكادير، انطلاقا من سواحل جهة طنجة ـ تطوان، تحت عنوان «تمودا باي» او «خليج تمودا»، مستعملة بذلك الاسم التاريخي القديم للمدينة الفينيقية التي كانت موجودة بالقرب من تطوان.

ويضم هذا الاسم التجاري جميع السواحل المتوسطية المجاورة لتطوان: المضيق، الفنيدق، ريستينغا، مارينا سمير، كابيلا، وكابونيغرو.

ويتعلق الأمر بمجموعة من السواحل التي تعوّدت النخبة الاقتصادية والادارية والسياسية المغربية ان تقصدها في الصيف، بدون ان تحظى بالدعاية المناسبة على المستوى الدولي، لذا يعتزم المسؤولون في القطاع السياحي العمل على تسويق هذه الوجهة دوليا كوحدة متكاملة ابتداء من الصيف المقبل، مع الحفاظ على خصوصية كل ساحل من السواحل المذكورة.

وقال مصدر اقتصادي ان المشروع الذي دخل مراحل التنفيذ، يركّز على ابراز الخصوصيات التي تميز كل ساحل في الاطار الاشهاري (الاعلاني) العام «تمودا باي»: رمال مارتيل والفنيدق، فضاءات الرياضات المائية، الترويض البحري في كابيلا. فيما يتضمن نفس المشروع مدينة تطوان نفسها عبر مناطق جبل موسى والحوز في اطار سياحة الثقافة والطبيعة الخضراء.

غير ان مجموعة من المناطق المعنية لا تزال تعاني مشاكل مرتبطة بالبنية التحتية مثل مشكلة المياه العادمة بمارتيل والفنيدق حيث يرتبط حل هذه المشاكل بما ستنجزه شركة «أمانديس» المكلفة قطاع التطهير السائل والصلب بشمال المغرب. في حين تعاني مناطق كابيلا ومارينا سمير وغيرها من تبييض الاموال في مشاريع وعقارات تبقى معطلة، ومن كثافة الضغط عليها في شهر اغسطس (اب) الى درجة يصعب معها التنقل على الطرقات المزدحمة، غير ان المشاريع الطرقية المرتبطة ببناء ميناء طنجة المتوسطي قد تخفف من هذا الوضع.

وتمّ تكليف وكالتين اعلانيتين باعداد الجانب الفني والتقني من المشروع هما وكالة «بينطالفا» المغربية و«التنين الاحمر» الفرنسية، اذ سيتم التركيز على التداخل بين الطبيعة والثقافة في منطقة جميلة وضاربة في القدم احتضنت حضارات عريقة منذ العهد الفينيقي، وهو ما يعكسه شعار الاسم التجاري «تمودا باي» المكوّن، اضافة الى الشمس، من عناصر مستوحاة من الخط العربي والزليج الذي يحيل على الآثار الموجودة بالمنطقة، وكل ذلك على خلفية بيضاء تذكّر باسم تطوان «الحمامة البيضاء». وسيتم استعمال الشعار الجديد في كل الحملات الاعلانية الوطنية والدولية قصد ترسيخ هوية بصرية موحّدة في عملية بيع المنتوج السياحي الساحلي لهذه المنطقة من شمال المغرب. وتركز هذه العملية على توضيح الميزات المتعددة لمنطقة «تمودا باي» لاستهداف اربع فئات مختلفة من الزبائن، وتوفير اربعة منتوجات مختلفة تبعا لرغباتهم، تتمحور كلها حول الساحل البحري.

وتستهدف الصيغة الاولى الأسر عبر توفير التنشيط والتجهيزات المريحة والآمنة. وتدخل هذه الصيغة في اطار السياحة الراقية الموجهة للفئات العالية الدخل. وتخصص الصيغة الثانية للجانب الرياضي للفئات الاجتماعية المتوسطة والعالية الدخل، في حين تخصص الصيغتان الباقيتان لاستهداف الفئات المتوسطة الدخل، وتشملان انشطة وترفيها وثقافة واكتشافا.

وسيتم تكليف مجموعة من الشركات الدولية المتخصصة بتسويق المنتوج المغربي وترويجه، ومحاولة احتلال موقع الى جانب دول حوض البحر الابيض المتوسط الاخرى التي تتفوق كثيرا على المغرب في هذا الباب، وخاصة منها مصر وقبرص واسبانيا. ومن شأن هذه المبادرة ازالة الاهمال الذي كان يطال سواحل الشمال المغربي حتى فترة قريبة، إلا ان المشكلة الاساسية تكمن في أن الصيغ السياحية المقترحة تظل هي تركيز أغلب المشاريع الكبيرة والتصورات الاستثمارية على استقطاب السياح من ذوي المداخيل المرتفعة وتقديم منتوجات مرتفعة الثمن، وتقديم منطقة «تمودا باي» كوجهة منتمية الى قطاع السياحة الراقية، الشيء الذي يحتمل ألا يخدمها بسبب طبيعة المحيط الحضري للمنطقة، وهشاشة بنياتها الحالية، وبسبب شراسة المنافسة الاسبانية والمصرية اللتين تلعبان أكثر من المغرب على التنويع في المستوى المادي للسياح المحتملين، مما يجعل سياسة الاسعار، المعتمدة حتى الآن في بيع المنتوج السياحي المغربي، بدون مستوى المنافسة في دول حوض البحر الابيض المتوسط، ويدفع اعدادا، متصاعدة من السياح المغاربة الى شراء المنتوج السياحي الاجنبي والاسباني خاصة.

ويسهم تركّز الموسم السياحي بشمال المغرب على فترة محدودة من الصيف في جعل المنطقة تعاني الفراغ خلال بقية ايام السنة، والازدحام وتدني مستوى الخدمات في الموسم الصيفي. كما ان السواحل المتوسطية للمنطقة ما زالت تضم مجموعة من الفضاءات الساحلية العذراء سياحيا، والتي تملك امكانات طبيعية قوية ينتظر ان تعرف رواجا مع تواصل مجهودات تعزيز البنيات التحتية، خاصة الطرقية.