50 مليار دولار استثمارات متوقعة في صناعة البتروكيماويات الخليجية

50% منها في السعودية .. والخبراء يشيرون إلى مواصلة الأداء المتميز في 2007

TT

قدّر خبراء في صناعة البتروكيماويات حجم الاستثمارات المتوقعة خلال السنوات القليلة المقبلة في هذا القطاع بمنطقة الخليج العربية بنحو 50 مليار دولار تستحوذ السعودية على 25 مليار دولار منها تغطي نحو 11 مشروعا، غير أنهم أشاروا إلى تأجيل عدد من المشاريع الضخمة بسبب كبر حجم استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات كما حدث لأحد المشاريع الكبيرة في قطر. وتوقع الخبراء أن تواصل صناعة البتروكيماويات الخليجية نموها خلال العام المقبل 2007، ذاهبين إلى أن الشركات المحلية المتخصصة في هذا القطاع ستسجل معدلات أداء متميزة مواصلة لنتائجها خلال السنوات القليلة الماضية.

وبدأت أمس في الامارات العربية المتحدة فعاليات المؤتمر الأول للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات (جيبكا) الذي ينعقد في دبي تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي ويشارك فيه نحو 430 خبيرا في صناعة البتروكيماويات في العالم.

من جانبه، توقع محمد الماضي نائب الرئيس التنفيذي لشركة سابك ورئيس مجلس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات في كلمة أثناء المؤتمر أن تحافظ «سابك» على معدل نمو أعمالها السنوي بنهاية العام الجاري والذي يقدر بنحو 10 في المائة «وهو الهدف الاستراتيجي للعام 2007».

وأضاف الماضي أن «سابك» استثمرت منذ بدء نشاطها أكثر من 35 مليار دولار في مشروعات داخل السعودية وخارجها، مؤكدا أن أداء شركته خلال العام الجاري 2006 والعام المقبل 2007 «سيكونان من الأعوام الجيدة للشركة». وأرجع توقعاته إلى تسجل الشركة معدلات أداء متميزة سواء على صعيد النمو في الطاقة الإنتاجية أو على صعيد النمو في العائدات، مشيرا إلى أن «سابك» تحقق سنويا معدل نمو قدره 10 في المائة وهو الأعلى عالميا والذي يقدر بنحو 5 في المائة. وقال الماضي في كلمته أمام المؤتمر إن دول الخليج العربي تتمتع بأهمية استراتيجية في قطاع البتروكيماويات والكيماويات العالمي، متوقعا نمو هذه القطاعات في المنطقة بشكل ملحوظ ، مطالبا بجمع الموارد بهدف تعزيز دور المنطقة بشكل فعال في الحضور الدولي بجميع المسائل المتعلقة بقطاع البتروكيماويات والكيماويات.

وأضاف أن ذلك سيرفع من التعاون الإقليمي بشكل يضمن النمو الاستراتيجي المستمر ومن هنا تبرز أهمية الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات.

ووفقا للماضي فان قطاع البتروكيماويات أمامه فرص نمو كبيرة خصوصا في مجال الاثيلين الذي سترتفع طاقاته الإنتاجية بنسبة 30 في المائة والميثانول 50 في المائة، مبيّنا أنه سيكون لصناعة البتروكيماويات الخليجية نصيب الأسد من معدلات النمو المتوقعة.

وأشار إلى أن الصناعة تواجه تحديات تتمثل في ارتفاع تكاليف المشاريع الجديدة وهو ما يؤدي إلي تأجيل بعض المشروعات كما حدث لإحدى المشروعات الضخمة في قطر، غير انه أستبعد أن يكون تأجيل المشاريع «ظاهرة» مضيفا «من المهم دراستها من جانب المستثمرين نظراً لوجود انعكاسات سلبية تتعلق بالمصروفات وأعباء التمويل».

وبحسب تقارير الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات فإن دول مجلس التعاون الخليجي ستنتج أكثر من 60 مليون طن متري من البتروكيماويات في العام 2007، ويتوقع أن تحقق الصناعة نموا بنسبة 13 في المائة مع حلول العام 2010. وأبان الماضي بأن المنطقة تتجه بشكل متزايد لتصبح مركز ثقل صناعة الكيماويات العالمية، كما يتوقع أن تصل صادرات الخليج إلى 50 مليون طن في العام 2008 مع تفوقها على مناطق أخرى بسبب توفر المواد الخام وأحدث التقنيات وموقع المنطقة الجغرافي الاستراتيجي، إضافة إلى توفر سيولة كبيرة لتمويل المشاريع في هذه الأسواق مما يعطيها خصائص تنافسية علاوة على التكاليف المنخفضة نسبياً في البناء واليد العاملة ووجود حوافز ضريبية سخية للشركاء الأجانب. من جهته، قال حمد التركيت الرئيس التنفيذي لشركة ايكويت للبتروكيماويات بالكويت ونائب رئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكماويات، إن منطقة الشرق الأوسط أصبحت أكبر مستقبل لتمويل المشاريع في العالم وفقاً لأحدث التقارير الاقتصادية «حيث بلغ إجمالي قروض تمويل المشاريع في العالم 98.5 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري جرى تخصيص 33 مليار دولار منها للمشروعات المقدمة في الشرق الأوسط، واستخدم جزء كبير من التمويل في الاستثمار في قطاع البتروكيماويات. من جانب آخر ناقش المؤتمر في يومه الأول الحاجة العالمية للمنتجات البتروكيماوية، والأمور المتعلقة بزيادة رأس المال لتوسيع الأعمال من خلال الاعتمادات البنكية وأسواق المال ومواضيع الشحن اللوجستية والتحديات ومواضيع العرض والطلب على الغاز والموارد في منطقة الخليج ودور شركات البترول الوطنية في تطوير قطاع البتروكيماويات في المنطقة وإدارة المهارات.