شواطئ شمال المغرب تشهد استثمارات عقارية كبيرة

إسبان وإماراتيون وقطريون يعتزمون بناء آلاف الوحدات السكنية ومرافق سياحية

TT

ستتحول سواحل شمال المغرب في وقت قريب إلى أوراش عملاقة بعد أن أصبحت محط اهتمام كبير من طرف مؤسسات عربية وأوروبية ترغب في إقامة مشاريع سياحية وسكنية عملاقة في المنطقة.

وينتظر أن تعرف الشواطئ المتوسطية في شمال المغرب مشاريع عقارية كبيرة من طرف مقاولات إسبانية وإماراتية وقطرية، بدأ بعضها قبل بضع سنوات، خصوصا في المنطقة الفاصلة بين شواطئ طنجة وصولا إلى شواطئ السعيدية القريبة من الحدود مع الجزائر.

وبدأت عيون المقاولات السياحية الكبرى في أوروبا والعالم العربي تركز على الشواطئ القريبة من مضيق جبل طارق، التي عرفت قبل سنوات إنشاء منتجعات سياحية وعقارية، لكنها تظل قليلة بالمقارنة مع المشاريع السياحية التي يرتقب ان تبدأ خلال الشهور أو السنوات المقبلة. ويرتقب أن تعرف منطقة السعيدية (شرق المغرب) استثمارات عقارية مهمة عبر بناء مشاريع عقارية وسياحية تفوق 100 مليون يورو. وترى الشركات المستثمرة في هذا المجال أن شواطئ البحر الأبيض المتوسط يمكنها استقطاب السياح الأوروبيين الراغبين في حياة هادئة على السواحل المغربية، خصوصا الأوروبيين الذين يصلون الى سن التقاعد ويبحثون عن مناطق أكثر هدوءا وأقل تكلفة.

وتعتزم شركة «ديار» القطرية إقامة مشروع سكني وسياحي كبير في مدينة طنجة، على مشارف مضيق جبل طارق، بقيمة 335 مليون دولار. ويتضمن مشروع الشركة القطرية إقامة فندق فخم من فئة خمس نجوم، ومساكن فاخرة وملاعب لرياضة الغولف وإقامات سياحية إضافية تصل طاقتها الاستيعابية الى أزيد من 3000 سرير. ويرتقب أن يوفر هذا المشروع أزيد من 1500 فرصة شغل.

وفي السواحل الغربية الواقعة بين طنجة ومدينة أصيلة، التي تعد من أجمل شواطئ المغرب، يرتقب أن تبدأ مشاريع كبيرة من طرف الشركة الإماراتية «إعمار» التي بدأت قبل مدة رسم خطوطها العريضة لإقامة مشاريع مختلفة التوجهات في عدد من مناطق البلاد، خصوصا بين طنجة والرباط وجبال الأطلس. كما فتحت المؤسسة فروعا لها في مراكش والدار البيضاء، بينما عيونها ترصد فرص استثمار جديدة في البلاد.

ودخلت «إعمار» سوق الاستثمار بالمغرب بقوة بعد توقيع اتفاقية مع الحكومة المغربية يسمح لها بإقامة مشاريع في مجال السكن والسياحة والترفيه والبنيات التحتية، وهو ما أصبحت الدولة المغربية تشجعه من أجل جلب المزيد من المستثمرين، خصوصا في مجال العقار والسياحة الذي أصبح يستقطب كل يوم مستثمرين جددا. المشروع الذي سيقام على سواحل طنجة الجنوبية، والذي أطلق عليه اسم «طينجا»، سيتضمن إقامات سكنية وأسواقا تجارية على مرمى حجر من البحر، وهو ما سيشكل تحولا مهما في طبيعة المشاريع التي أقيمت في المنطقة، والتي كانت في أغلبها تعتمد على إقامة مشاريع سكنية أو سياحية متوسطة، وأحيانا لا تضمن زبائنها سواء من السكان الدائمين أو من السياح.

وينتظر أن تقيم «إعمار» جنوب طنجة ما يقارب 670 إقامة سكنية، و600 غرفة فندقية، إضافة إلى مشاريع ترفيهية أخرى ومرافق تهم البنية التحتية.

ويقول مسؤولو «إعمار» إن مشروعهم في هذه المنطقة سيكون بوابة حقيقية رابطة بين طنجة، القطب الاقتصادي والسياحي الجديد في شمال المغرب، وبين باقي مناطق وسط وجنوب المغرب، خصوصا وأن مشروع «طينجا» يقام بين البحر وبين الطريق السيار الرابط بين طنجة وباقي المدن المغربية، إضافة إلى قربه من مطار ابن بطوطة بالمدينة، الذي توسع نشاطه الملاحي ليعود تدريجيا إلى سابق عهده، حين كان يربط حركة الملاحة الجوية مع باقي المدن المغربية، إضافة إلى نشاطه المركز على ربط المغرب بعدد مهم من المدن الأوروبية.

ويشكل مشروع «طنجا»، قطعة من فسيفساء استثمارية كبيرة ستنتشر في منطقة شمال المغرب، تتشكل في الغالب من المشاريع العقارية والصناعية، في إطار توسع كبير للمنطقة، خصوصا طنجة التي تحولت إلى قطب صناعي كبير يعتبر الثاني من حيث الأهمية بعد الدار البيضاء.

وكان لإنشاء ميناء تجاري كبير على بعد 40 كلم شرق طنجة، على ضفة مضيق جبل طارق، أثر كبير في تشجيع حركة الاستثمار في المدينة، حيث سيربط شريان الاقتصاد في المنطقة مع باقي المدن المغربية عبر الطريق السيار والسكة الحديد، إضافة إلى ربطه المغرب بعدد كبير من الموانئ الأوروبية الكبرى التي عبر عدد منها عزمها التعاون مع الميناء في إطار تكاملي.

يذكر أن المغرب قدم امتيازات مغرية للمستثمرين العرب والأوروبيين في مجال العقار والبنيات التحتية والمجال السياحي، وتسهيلات ضريبية بتخفيض الضرائب من 40 في المائة إلى 10 في المائة فقط لكل مؤسسة تقيم أزيد من 2000 وحدة سكنية، وتقديم الأراضي بأسعار زهيدة. يذكر أن حجم الاستثمارات الأجنبية في المغرب وصل العام الماضي لحوالي 3 مليارات دولار، ويرتقب أن يرتفع الرقم، العام المقبل بعد موافقة الحكومة المغربية على مشاريع استثمارية إضافية.