السعودية: عيد الأضحى ورأس السنة الميلادية يرفعان حجوزات السفر إلى الذروة

تزامنهما يحدث لأول مرة منذ عقود والفنادق تسجل أعلى نسبة إشغال في التاريخ

TT

بدأت قوافل السياح السعوديين انطلاقتها من مدن البلاد متجهة صوب مناطق العالم في واحد من أكثر المواسم ازدحاماً، نظراً لتزامن ثلاث مناسبات متباينة مع بعضها البعض، حيث موسم الحج وعيد الأضحى ورأس السنة الميلادية. وخلافاً لموسم السياحة الديني السنوي المتمثل بالحج يبدأ السعوديون اعتباراً من يوم الاثنين المقبل 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حمل حقائبهم متجهين إلى مناطق الجذب السياحي لقضاء إجازة عيد الأضحى الذي تزامن حلوله مع احتفالات أعياد رأس السنة يوم الأحد 31 ديسمبر.

وسجلت كل من القاهرة ودبي والبحرين وباريس ولندن وجنيف والمدن الألمانية السياحية محطات مهمة للسعوديين والمقيمين فيها لقضاء الإجازة خارج الوطن بعد أن نجحوا في الحصول على مقاعد لهم من شركات الطيران المحلية والأجنبية في وقت مبكر.

وابلغ «الشرق الأوسط» أمس الدكتور ناصر بن عقيل الطيار رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، أن الموسم الحالي الذي يحل بعد أيام يعد الأبرز نظراً لتزامن مناسبتين مع بعضهما وهما: عيد الأضحى المبارك، ورأس السنة الجديدة وهو ما لم يحدث منذ عقود.

وأشار الطيار إلى أن توافق المناسبتين مع إجازتيهما سبب ضغطاً كبيراً على شركات الطيران، حيث أن الحجوزات غير متوفرة منذ أكثر من شهر، كما أن نسبة الأشغال في الفنادق والسكن في الدول السياحية وصلت إلى أوجها بتسجيلها نسبة اشغال 100 في المائة.

وأوضح الطيار أن كثيراً من راغبي السفر في هذه الأيام لم يجدوا لهم مقاعد على رحلات الطيران المختلفة نظراً لإشغالها حجوزات مسبقة، لافتا إلى أن شركات الطيران الأخرى مشغولة بنقل الحجاج ولا تستطيع لأسباب تتعلق بالجدوى الاقتصادية العودة بركاب يرغبون في قضاء إجازتهم في الدول التي قدم الحجاج منها، حيث تفضل هذه الشركات عودة طائراتها خالية من الركاب كما يحدث في شركات الطيران العالمية.

وحدد الطيار كلا من مصر والإمارات والبحرين وعموم دول أوروبا مناطق جذب للسياحة، في حين سجلت بيروت التي كانت محطة سياحية لافتة للسعوديين، تراجعاً في الإقبال عليها بسبب الأحداث السياسية التي طغت على ساحة هذا البلد وحالت دون توجه السياح إليها معتبراً مصر محطة مهمة وبديلة للبنان، وهو ما رفع معدل السفر إليها هذه الأيام وإشغال فنادقها ومساكنها السياحية إلى الذروة.

وشدد على أن ما حدث في سوق الأسهم المحلي لم يؤثر على سوق السفر والسياحة دليل الإقبال الكبير على السفر في هذا الموسم من قبل السعوديين، لدرجة أن البعض غير محطات السفر التي اعتادوهها إلى محطات أخرى، بسبب عدم توفر مقاعد فيها، كما أن البعض اضطر لاستخدام وسيلة أخرى غير الطيران في الرحلات السياحية للدول المجاورة التي يمكن الوصول إليها عن طريق المركبات والحافلات. واعتبر الطيار أن ذروة السفر في إجازة العيد سيكون يوم الأربعاء المقبل الموافق 27 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، حيث نهاية الدوام للقطاع الخاص وبدء حلول الإجازة، في حين يبدأ الموسم قبل يومين من هذا التاريخ، حيث تحل إجازة المدارس والقطاعات الحكومية. ولفت رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة إلى أن التفكير في السفر في آخر لحظة ما زال مشكلة يعاني منها السعوديون والمقيمون، وهو ما يربك البعض ويحول دون تحقيق مطالبة في الحصول على مقعد على الطيران أو حجز سكن له في المحطة السياحية التي يرغب في السفر إليها.

وفي ذات السياق أوضح عدد من السعوديين أن إجازة العيد لديهم هذا العام فيها تجاذب بين قضائها في الداخل من خلال تأدية البعض لمناسك الحج أو الاحتفال بالعيد بين الأهل ونحر الأضاحي أو حمل الحقائب للسفر إلى المناطق السياحية خارج الوطن. إذ أشار فهد الخميس وهو موظف حكومي سعودي، إلى أنه كان يرغب في السفر إلى مصر لقضاء إجازة العيد هناك، لكن تفكيره المتأخر حال دون تحقيق مطلبه بسبب عدم توفر حجوزات على الطيران المحلي والمصري، فاضطر إلى نصب خيمة في البراري القريبة من مسقط رأسه وذلك خلال إجازته للتمتع مع الأقارب بالأجواء الجميلة التي خلفتها الأمطار التي سقطت مؤخراً على البلاد رغم برودة الطقس.

من جانبه، يوضح عبد العزيز المانع مصرفي سابق، بأنه اعتاد قضاء إجازة الأعياد في لبنان بحكم طبيعة البلد ذات الجذب السياحي وامتلاكه مسكناً خاصاً فيها، لكن الأحداث السياسية التي طغت على هذا البلد منذ الحرب الأخيرة، جعلته يصرف النظر عن قضاء الإجازة فيه، وبحث عن محطة بديلة ولم يجد سوى مصر، لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك بسبب عدم حصوله على مقاعد له ولأسرته على شركات الطيران لكثرة المسافرين. ورأى المانع في ظل هذا الوضع تغيير وجهته إلى الشرق وبالتحديد إلى سري لانكا التي تتمتع بمقومات سياحية وبرخص أسعارها سواء ما يخص تذكرة السفر أو السكن.