دخلت مدينة أصيلة المغربية المعروفة بموسمها الثقافي الدولي، عصر الصناعة من خلال تدشين أول وحدة إنتاجية في مدخل منطقتها الصناعية التي لا تزال قيد التجهيز. ويتعلق الامر بمعمل لتصنيع معدات الألمنيوم اقامته شركة «ايكسلابيسا» الاسبانية الدولية باستثمار أولي بلغ 80 مليون درهم. من المنتظر ان يخلق 105 من فرص العمل.
واعتبر محمد بن عيسى، عمدة أصيلة ووزير خارجية المغرب، ان افتتاح أول معمل بالمنطقة الصناعية لأصيلة من طرف مقاولة اسبانية: «امرا ذا دلالة كبيرة على صعيد العلاقات المغربية ـ الاسبانية، ولبنة اخرى تسهم في تحقيق اهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، والنابعة من ارادة الدولة في تحسين وضعية المواطنين، وضمان عيشهم في ظروف تحفظ الكرامة».
وأضاف بن عيسى ان مجلس البلدي لأصيلة، المعروفة باشعاعها الثقافي والفني، قرر ان لا تستقبل المدينة إلا الاستثمارات الصناعية الخالية من التلوث والتي تلتزم باحترام البيئة، وان هذا المشروع يشكل لبنة على درب تنمية المنطقة، متمنيا «ان تساهم المقاولة المذكورة في تشغيل اليد العاملة المحلية والمؤهلة». قبل ان يضيف ان «توسع النشاط الاستثماري للمقاولات الاسبانية بالمغرب من شأنه أن يعزز الثقة المتبادلة بين شعبي البلدين الجارين وحكومتيهما، لأن الثقة هي اساس العلاقات المتوازنة المتميزة بالتفاهم والتضامن بين الدول».
واعتبر لويس بلاناس سفير مدريد لدى المغرب، ان المعمل «يعتبر نموذجا واقعيا لمساهمة مقاولة اسبانية في مساندة حركية التشغيل والتنمية بالمغرب، ونموذجا للتعاون الاقتصادي المثمر بين الدولتين، في مدينة صغيرة صارت منارة ثقافية مشعة بفضل موسمها الثقافي المعروف دوليا. وتتجه اليوم لتصبح نموذجا للتعاون الاقتصادي بين طاقات القطاع الخاص في البلدين الجارين».
وافاد فرانسيسكو كينطا مارينو، المدير العام لفرع مقاولة «ايكسلابيسا» بالمغرب، ان المعمل بني وفق أحدث المعايير الاوروبية في المجال التقني، مع مراعاة ضوابط احترام البيئة وحماية المحيط من التلوث، اذ سيتضمن محطة تصفية ذاتية خاصة به ومحطة معالجة لنفاياته. وسوف يتم توسيع المعمل تدريجيا باضافة شبكات انتاج جديدة لرفع طاقته من 6000 طن حاليا الى 12 الف طن سنويا من منتوجات الالمنيوم قبل نهاية 2007. ويتركز نشاط المعمل على انتاج قضبان وتجهيزات الالمنيوم المستخدمة في صناعة البناء مثل الابواب والنوافذ والمصاعد والفواصل التي تقوم مقام الجدران، وتركيب مكونات وسائل النقل مثل هياكل السيارات والبواخر والقطارات. ويتراوح وزن التجهيزات والأدوات التي تصنّعها هذه الوحدة بين 50 غراما و90 كيلوغراما.
ومن المنتظر ان يوجه معظم انتاج معمل شركة «ايكسلابيسا» بأصيلة الى التصدير، فيما تخصص نسبة 3 في المائة منه لتلبية حاجيات الزبائن المحليين للشركة بالمغرب، أي في حدود ألفي طن تقريبا. وهي الحاجيات التي يتم استيرادها من الخارج الى حدود الساعة.
وتجدر الاشارة الى ان مجموعة «ايكسلابيسا» الدولية تأسست سنة 1992 في كورونيا، (شمال غربي اسبانيا). واستطاعت ان تراكم نشاطا دوليا ملحوظا مكّنها من بيع 70 في المائة من انتاجها خارج اسبانيا. وهي تمتلك معامل بكل من بريطانيا والولايات المتحدة، اضافة الى توفرها على 14 وحدة انتاجية باسبانيا، وعلى الوحدة الجديدة التي تم تدشينها في أصيلة المغربية. ويبلغ رقم اعمال المجموعة بجميع فروعها الدولية 250 مليون يورو في السنة.