«أوبك» توازن بين التشدد بشأن أسعار النفط وإثارة قلق الهند

في ظل انعقاد مؤتمر «بتروتك» في نيودلهي الاثنين

TT

سنغافورة ـ رويترز: يواجه وزير النفط السعودي علي النعيمي ونظيراه في أوبك من ايران ونيجيريا، معضلة عندما يتجهون الى الهند الاسبوع القادم؛ هل يستخدمون حلو الكلام مع مستهلك رئيسي أم يتشددون بشأن تدهور أسعار النفط ويخاطرون بإثارة استياء مضيفهم.

وفي حين يقول كثير من المحللين إن أوبك ستجد نفسها مضطرة الى اتخاذ اجراء جديد بخصوص المعروض لكبح تراجع في الاسعار بلغ 14 في المائة منذ مطلع العام، إلا أن مؤتمرا للصناعة في سادس أكبر مستهلك للنفط في العالم لن يكون المكان المثالي لإعلان ذلك.

وقال يونجهون جونج من مركز أبحاث الطاقة في آسيا والمحيط الهادي، إن المؤتمر يعقد «في الهند... (وهي تمثل) جزءا كبيرا من الطلب. مع تراجع الأسعار يصبح أمن الطلب مهما لأوبك وبصفة خاصة إيران».

وعن طريق عقود توريد طويلة الأجل واستثمارات مشتركة في مصافي التكرير أو تعهدات حكومية، يقدم مستهلكون آسيويون آخذون في التوسع مثل الهند والصين مصدرا مضمونا وناميا لمبيعات النفط لعقود قادمة، ومن شأن تراجع الأسعار أن يحفز هذا الطلب. وقال جونج «الهند تريد سعرا أقل من هذا».

ويحضر وزير النفط السعودي مؤتمر بتروتك في نيودلهي؛ وهو أبرز فعاليات صناعة النفط والغاز الهندية من 15 الى 19 يناير (كانون الثاني) مع وزير النفط الايراني كاظم وزيري هامانه ووزير الطاقة النيجيري ادموند داوكورو. كما يحضر المؤتمر وزراء من اليمن والسودان.

والاستثمار أحد الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر. ويسعى المنتجون من الشرق الاوسط لإبرام صفقات تكرير مع دول مثل الهند والصين، بحيث يقدمون الخام الى قطاع التكرير بالمنطقة الآخذ في النمو. وتجري ايران محادثات مع مجموعة ايسار الهندية لبناء مصفاة تكرير في ايران.وسيكون المنتدى أول فرصة عامة للنعيمي لتناول تراجع أسعار النفط بما يصل الى تسعة دولارات في الاسبوعين الاخيرين فقط، حيث يكبح طقس شتوي دافئ على غير المعتاد في هذا الوقت من السنة الطلب الأميركي على النفط ويعزز المخزونات، مما يساهم في موجة من مبيعات الصناديق. وأضعفت هذه العوامل من أثر خفض انتاج أوبك 1.2 مليون برميل يوميا من أول نوفمبر (تشرين الثاني). ويقول محللون انه حتى الخفض الاضافي بواقع 500 ألف برميل يوميا المقرر سريانه من أول فبراير (شباط) غير كاف فيما يبدو لإنعاش الأسعار.

وقال توني نونان من وحدة إدارة المخاطر بميتسوبيشي كورب «على أوبك أن تستيقظ... ينبغي أن يدركوا أن الطقس استقطع جزءا كبيرا من الطلب. اذا أرادوا إنقاذ السوق فان أفضل طريقة للقيام بذلك هي زيادة خفض فبراير». وشدد النعيمي في الآونة الاخيرة على الحاجة لخفض مخزونات الخام المتضخمة لدى المستهلكين بدلا من استهداف أي أسعار محددة للنفط، لكن وزراء آخرين منهم وزيرا ايران وفنزويلا المتشددتين بشأن الاسعار، لا يخفون رغبتهم في الحفاظ على سعر 60 دولارا للبرميل.

ومن المستبعد أن تلقى هذه الرسالة ترحيبا في الهند. ومع اجتماع المنتجين الثلاثة في الهند يتكهن محللون بشأن فرصة عقد اجتماع طارئ قريبا لاتخاذ إجراء سريع لتصحيح هبوط السعر. والاجتماع المقرر التالي للمنظمة التي تضم 12 بلدا في 15 مارس (آذار).