تعليق أسهم «بيشة» يدفع مؤشر الأسهم السعودية إلى خسارة 4.6%

أسهم 34 شركة تنخفض بالنسبة الدنيا وسط هبوط جميع قطاعات السوق

TT

استيقظت سوق الأسهم السعودية في بداية تعاملاتها أمس على إعلان لم تستطع أن تمتصه مما أدى إلى انخفاض مؤشرها العام بمعدل 4.6 في المائة، بعد أن أعلنت هيئة السوق المالية تعليق تداول أسهم شركة بيشة الزراعية بسبب تجاوز خسارتها نسبة كبيرة من رأس المال. حيث أدى ذلك الإعلان لدفع السوق إلى أن تتهاوى إلى مستويات جديدة لم يزورها المؤشر العام منذ 28 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2004 بعد أن أغلق على مستوى 7211 بانخفاض 348 نقطة. وافتتحت سوق الأسهم تعاملاتها على انخفاض استمر إلى مستوى 7177 نقطة قبل أن تقلص جزءا بسيطا من الخسائر لتغلق عند مستوى 7211 نقطة بانخفاض جميع القطاعات بلا استثناء وعلى رأسها قطاع الزراعة بنسبة 8.68 في المائة يليه قطاع الخدمات بمعدل 7.64 في المائة.

وكان لهذا الانخفاض أثره الكبير على أسهم جميع الشركات التي لامست أسهم 34 شركة منها النسبة الدنيا دون تفريق بين أسهم شركة كبيرة أو صغيرة أو مضاربية، فكان لقطاع البنوك نسبة من هذه الأسهم حيث أغلقت أسهم شركتين منه على النسبة الدنيا وأسهم 10 شركات من القطاع الصناعي وأسهم 14 شركة من قطاع الخدمات وأسهم 7 شركات من القطاع الزراعي. وجاءت ردت الفعل من المتداولين التي صاحبت إعلان تعليق شركة بيشة نتيجة من تخوفهم أن ينطوي هذا القرار على عدة شركات في سوق الأسهم السعودية تشارك بيشة النتائج المالية الخاسرة. ويعتبر هذا الإعلان بحد ذاته عقوبة على ملاك أسهم الشركة التي يتراوح عددها قرابة 450 مليون سهم. إلا أن القرار يطرح عدة تساؤلات في أذهان مراقبين للسوق من بينها: أليست هذه النتائج عبارة عن أخطاء متراكمة بداية من وزارة التجارة مرورا بهيئة سوق المال وانتهاء بإدارة الشركة، بسبب التهاون مع هذه الشركة ومثيلاتها في مراحل مسبقة. والتساؤل الثاني تجاهل إعلان مدقق حسابات الشركة في الربع الأول من العام الماضي تحفظاته على النتائج المالية؟، التساؤل الثالث ما هو سر إحياء القرارات القديمة في هذا التوقيت بالذات بعد أن أصبحت في نظر الجميع قوانين نائمة؟ التساؤل الرابع لماذا لا يوضع في الحسبان مصير المساهمين قبل البت في أي قرار؟ هذه التساؤلات معظمها تداوله بعض المساهمين في صالات التداول أمس وهي تعبر عن آرائهم بالدرجة الأولى وهم يرون أموالهم ومدخراتهم تضيع نتاج إهمال متراكم. من جهة ثانية، بين لـ«الشرق الأوسط» خالد العمري أن مؤشر سوق الأسهم السعودية بعد هبوط أمس أكمل الموجة الثالثة الهابطة عند مستوى 7177 نقطة ودخل في الموجة الرابعة الصاعدة التي تستهدف مستوى 7370، مشيرا إلى أن المؤشر يواجه في ارتفاعه مقاومة عند مستوى 7252 نقطة ويقف فوق دعم قوي عند مستوى 7177 نقطة. لكن في المقابل يرى عبد الرحمن العواد مراقب لتعاملات السوق، أن إغلاق المؤشر العام للسوق عند مستوى7211 نقطة يعطي إشارات سلبية تؤكد بحث السوق عن مستويات سعرية وقيعان جديدة. وتوقع العواد أن يكون مستوى 7111 نقطة منطقة قوية تدعم ارتداد السوق منه وستشهد دخول سيولة مضاربية، ومن ثم تعود السوق لتكمل مسلسل الهبوط مرة أخرى إلى مستوى 6880 نقطة التي تمثل منطقة دعم قوية قد تدفع المؤشر بعدها إلى تحقيق قفزات سعرية كبيرة في المرحلة المقبلة ـ حسب وصفه.

من جانبه، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبد الله البراك المحلل المالي وعضو جمعية المحاسبين السعوديين، أن أنظمة سوق الأسهم تعاني من نواقص منذ أمد من ناحية توفير المعلومات التي يحتاجها المستثمر في السوق، مستشهدا بإعلانات الشركات التي ينقصها شيئا من الإفصاح.