الأسهم السعودية: السيولة الانتهازية تستدرج قوى الشراء المترددة

البنوك تقود المؤشر العام للارتفاع 2.8 % في أول ساعة قبل تقليص الأرباح

TT

افتتحت سوق الأسهم السعودية أمس على ارتفاع قوي وصل بالمؤشر العام إلى مستوى 7380 نقطة بفارق 200 نقطة عن إغلاق تداولات اليوم الذي سبقه. وجاء هذا الارتفاع الصاروخي بسبب انتفاضة القطاع البنكي في أول التعاملات الذي أوصل أسهم إحدى شركاته إلى النسبة القصوى، لكن هذا الارتفاع لم يدم سوى 45 دقيقة من فترة التداول ليعود بعدها إلى الهبوط التدريجي. وهذا السلوك بالارتفاع مع الافتتاح وبفارق عن الإغلاق السابق، غالبا ما يدفع المتردد في الشراء والمترقب لتأكيد الارتفاعات ومن ثم الشراء إلى التسرع بدخول السوق لاعتقاده باستمرار الصعود فيكون قد اتخذ قرار الشراء في وقت تنفيذ قرار البيع من أصحاب السيولة الانتهازية التي دخلت مسبقا.

وكان هذا الارتفاع عبارة عن امتداد لتعاملات الأحد الماضي الذي أغلق مرجحا كفة مواصلة مساره الصاعد ولكن جاء بوتيرة أسرع، وهذا التصاعد القوي حدا البعض بأن يطلق عليه ارتفاعا صاروخيا بسبب تجاوزه للارتفاعات المعتادة للسوق التي لا تتجاوز متوسط 70 نقطة كحد أعلى. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملات أمس على ارتفاع 5.5 نقطة فقط بنسبة تعادل 0.08 في المائة عبر تداول 287.5 مليون سهم بقيمة 11.1 مليار ريال ( 2.9 مليار دولار) بارتفاع ضعيف لبعض القطاعات باستثناء قطاع الكهرباء الذي أغلق على ارتفاع 4.08 في المائة.

وكانت ردة فعل المتعاملين إثارة التساؤلات عن الهبوط الذي أعقب هذه الارتفاعات التي يرجحون أنها ناتجة عن شراء حقيقي، لكن هذا الاعتقاد بدا غير صحيح في ظل ظهور إعلان من هيئة السوق المالية بعد إقفال السوق تضمن إدراج أسهم شركة البولي بروبلين في السوق اعتبارا من يوم السبت المقبل. وبالتالي أوحى هذا الخبر للبعض أن هذا الهبوط استبق الإعلان عنه بعد تسربه كما هي عادة سوق الأسهم السعودية عند إدراج أية شركة جديدة للتداول. أمام ذلك، أوضح لـ«الشرق الأوسط» سعد البقمي محلل فني، أن سوق الأسهم السعودية شهد أمس في بداية تعاملاتها على ارتفاع يدعمها نفسيات المتداولين نتيجة لتخلص بعض الأسهم التي يعتقد بمجاراتها المالية لشركة «بيشة» التي تم تعليق تداول أسهمها مطلع الأسبوع من النسبة الدنيا.

وأضاف أنه مع ذلك عاشت أسهم أغلب الشركات تذبذبا في نطاق ضيق ومحصور عند أرقام معينة مما يدل على التصريف المقنن. وأفاد البقمي أن السبب في تراجعات الأمس هو ضغط قطاع الاسمنت على المؤشر وكذلك وصول أسهم أغلب الشركات لسعرها المستهدف فنيا، إضافة إلى اصطدام بعض أسهم شركات القطاع البنكي بمقاومات قوية مما تسبب بقلة دفع السيولة لهذا القطاع وفشله في حمل السوق على متابعة الارتفاع. ويتوقع البقمي استمرار التذبذب للمؤشر بين مستوى 7070 و7210 نقطة مدعوما بالقطاع البنكي ومساندة لحظية من أسهم شركة «سابك» مع هدوء في أغلب الشركات المتوسطة والصغيرة.

وأشار إلى أن المؤشر العام ما زال في مساره الهابط على المدى الطويل، مرجحا عودة السوق لهذا المسار في تعاملات اليوم نتيجة لإنهاء الموجة الدافعة القصيرة عند مستوى 7380 نقطة ما لم يستطع السوق تجاوز مستوى 7390 نقطة لمدة يومين وإغلاق فوقها بتداول عالي. على الجانب الآخر، ذكر سعد الجارالله مراقب لتعاملات السوق، أن ما حدث في تعاملات أمس عبارة عن ارتفاع مفتعل لمحاولة تصريف ما بقي من كميات لدى المتداولين الكبار، وبرهن على ذلك ارتفاع أسهم شركة «أنعام» إلى النسبة القصوى ومن ثم هبوطه إلى النسبة الدنيا واستمرار تمسك أسهم بعض الشركات الخاسرة بنسبها الدنيا لليوم الثاني على التوالي.

ويرجح الجارالله وصول المؤشر في تعاملات اليوم إلى منطقة دعم عند مستوى 7120 نقطة، مرجعا السبب الرئيسي حسب اعتقاده من الهبوط الذي تعرضت له السوق أمس إلى الإعلان عن تداول أسهم «البولي بروبلين» السبت المقبل، لكن عبد الرحمن العواد محلل فني، لمح إلى أن إغلاق أمس أوحى على حسب المؤشرات الفنية إلى تخبط السوق بين الشراء والبيع التي تتحكم فيه السيولة الزائفة التي تعتبر مضاربية.