نمو حجم سوق الطيران الخاص في الشرق الأوسط إلى 800 مليون دولار خلال 3 سنوات

السعودية تستحوذ على 55% من حجمه.. وتوقعات بضخ 150 مليون دولار استثمارات جديدة

TT

أكد علي النقبي رئيس مجلس إدارة اتحاد الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط MEBA ، أن سوق الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في المنطقة سينمو بحدود 10 في المائة سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة، متوقعا أن يصل حجمه إلى 800 مليون دولار تمثل حصة السعودية منها نحو 55 في المائة. وربط النقبي بين هذا التوقع وما تشهده المملكة من نمو اقتصادي وتحولات في ملكية الطائرات الخاصة، وتأسيس قسم لإدارة الطائرات ضمن منظمة أعمال شركة الوطنية للخدمات الجوية (ناس). وقال النقبي في تصريح لـ«الشرق الاوسط» إن السعودية تحتل مركزا متقدما في قطاع الطيران الخاص، وطيران رجال الأعمال حاليا، إذ تستحوذ على 50 في المائة من حجم سوق منطقة الشرق الأوسط، الذي يبلغ 500 مليون دولار.

وذكر أن السوق في منطقة الشرق الاوسط ستنمو ـ مع التحفظ حسب رأيه – بواقع 62.5 في المائة، مبينا أن السعودية سيكون لها نصيب كبير من هذا النمو وتعتبر أهم الأسواق، خاصة مع وجود مؤشرات عن دخول شركات جديدة في السوق خلال السنوات المقبلة.

وبناء على الأرقام التي ذكرها النقبي يتوقع أن يتم ضخ 150 مليون دولار كاستثمارات جديدة في سوق واعدة آخذة في النمو لا سيما في ظل الترخيص لشركات جديدة.

وفي ذات الإطار، أشار النقبي إلى أن السعودية من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط، وتوجد ثلاث شركات منها أعضاء في الاتحاد الذي يضم 30 شركة، متوقعا زيادة الأعضاء في ظل وجود آفاق كبيرة أمام السوق. واستند فيما ذهب إليه مع بروز تطور مهم في السوق السعودية يتمثل في توجه بدأ يتبلور يتيح انضمام طائرات خاصة تحت مظلة شركة «ناس» والتي هي جزء من برنامج (نت جتس) Net Jets، للتملك والتأجير الجزئي للطائرات الخاصة وضمن قسم جديد لإدارة الطائرات الخاصة، وهو ما سيدعم السوق السعودية مستقبلا.

يذكر أن اتحاد الطيران الخاص ينظم اليوم الثلاثاء وغدا أول مؤتمر ومعرض للطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في مركز معارض مطار دبي الدولي، بمشاركة 90 شركة من 40 دولة، و45 طائرة، وسيشارك 50 متحدثا من المتخصصين في علوم الطيران وصناعته، وسقام تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي، رئيس طيران الامارات. كما ستشارك الشيخة لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد في الإمارات، وخبراء الطيران من أنحاء العالم، وممثلو مصنعي الطائرات ومطورو الطيران والمشغلون.

وذكر علي النقبي أن أعمال المؤتمر تدور حول قضايا محورية، منها كيفية اختيار الطائرات وشرائها، والقوانين المطلوب سنها في المنطقة لتلبي احتياجات المستثمر ورجل الأعمال، إضافة إلى التأمين على الطائرات، علاوة على أهمية سوق الشرق الأوسط في صناعة الطيران الخاص. وتوقع رئيس مجلس إدارة MEBA زيارة 3000 شخص المعرض، والذي سينتقل في دوراته المقبلة العام المقبل إلى دولة أو مدينة من مدن ودول الشرق الأوسط بشرط توافر مقومات النجاح.

يشار إلى أن ممثلين لاتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط MEBA زاروا المملكة مؤخرا، بهدف زيادة عدد العضوية واستقطاب شركات من المشغلين ومقدمي خدمات الطيران لرجال الأعمال.

وتوقع النقبي أن يزداد عدد أعضاء الاتحاد من السعودية خلال عامين فقط إلى أكثر من 50 عضوا، في الوقت الذي يستهدف فيه الاتحاد الوصول بعدد الأعضاء بحلول عام 2012 إلى 300 عضو من دول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن دول الخليج تمثل العصب الرئيسي للاتحاد، والذي يستحوذ على أكثر من 75 في المائة من حجم السوق.

وأفاد أن من أهم مؤشرات نمو سوق الطيران الخاص في المملكة، اعتزام شركة (ناس) تنفيذ خطة توسعات في أسطولها بضخ ملياري دولار لضم 75 طائرة جديدة ليصل أسطولها إلى أكثر من 100 طائرة بحلول العام 2010، وستعمل الشركة على تنوع أسطولها ليضم طائرات من ايرباص وغلف ستريم وريثيون.

وقال رئيس مجلس إدارة MEBA هناك طلب كبير على الطيران الخاص في المنطقة، وفي منطقة الخليج بشكل خاص، نظرا لحجم النمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، وبالتالي استقطاب شركات ومستثمرين من مختلف دول العالم.

وأضاف أن ما يعزز نمو سوق الطيران الخاص في المنطقة ما تشهده من نمو في صناعة المؤتمرات والمعارض التي تستقطب كبار الشخصيات ورجال الأعمال والمسؤولين من أنحاء العالم.

وكشف النقبي أن هناك ثلاث شركات طيران خاص تحت الدراسة في قطر، ستظهر الأولى منها في النصف الأول من العام الجاري بينما لازالت الشركتان الأخيرتان محل دراسة.

وتطرق إلى وجود مفاوضات مع شركات طيران كويتية للانضمام إلى عضوية اتحاد الطيران الخاص، علاوة على شركتين أعضاء حاليا، إلا أنه أشار إلى أن السوق البحرينية ما تزال متواضعة في مجال الطيران الخاص، إذ لا توجد بها سوى شركة واحدة فقط، مفيدا بأن MEBA تعمل حاليا مع مستثمرين بحرينيين لتعزيز وزيادة حجم هذا السوق.

ويسعى الاتحاد إلى تنظيم سوق الطيران الخاص، والمطالبة بالسماح بتسجيل الطائرات الخاصة في دول المنطقة، بدلا من لجوء أصحاب الطائرات لتسجيل طائراتهم في دول أجنبية، وتطوير القوانين المنظمة للطيران الخاص.

وأبان أن تأسيس اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط، جاء بهدف زيادة حجم السوق وتكبيره بما يتناسب مع التطور الاقتصادي في المنطقة، إضافة إلى السعي لسنّ وتطوير القوانين اللازمة لتنظيم قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال، وإيجاد البنية القانونية الكفيلة بالارتقاء بمستوى القطاع، وسد الفجوة القانونية الحالية.

وأضاف «نسعى من خلال MEBA لإيجاد صوت واحد للتحدث باسم شركات الطيران الخاص في المنطقة، سواء مع الحكومات أو الإعلام، أو مع المؤسسات والمنظمات الدولية ودوائر الطيران المدني، علاوة على إيجاد قاعدة بيانات واضحة حول صناعة الطيران الخاص وسد الفجوة الحالية في هذه البيانات وربط هذه القاعدة بالعالم من خلال الاتحاد».

وذكر أن ذلك سيساهم في تشجيع الاستثمار في القطاع وانفتاح السوق على العالم، مشيراً إلى أن نمو وتطور الطيران الخاص جزء من الطفرة الاقتصادية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، ومن المهم تطوير القطاع بما يتناسب وحركة النمو اقتصاديا.

وكشف النقبي ان الاتحاد يعمل على فتح حوار مع هيئات ودوائر الطيران المدني حول استصدار تصاريح الطيران الخاص بسهولة، ووضع أسعار تكاليف هبوط وإقلاع مناسبة، والاقتناع بأهمية دور الطيران الخاص في التنمية الاقتصادية.