خارطة طريق لـ«آرامكو السعودية» لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون

عبد الله جمعة في محاضرة بجامعة هارفارد: رفع إنتاج النفط إلى 12 مليون برميل خلال عامين والتوسع في الطاقة التكريرية

TT

أكد عبد الله صالح بن جمعة رئيس شركة أرامكو السعودية أن العالم سيشهد خلال الـ25 سنة القادمة نموا كبيرا في حجم الطلب على الطاقة، مفيدا أن الطريق لتلبية ذلك الطلب يأتي بتبني مسار ثنائي متزامن يتم فيه تطوير تقنيات الطاقة البديلة والتغلب على معوقاتها الفنية والتجارية.

وأضاف أنه في نفس الوقت لمواجهة ذلك لا بد من التركيز بشكل أكبر على تطوير تقنيات استكشاف واستخدام الطاقة البترولية ورفع كفاءتها البيئية.

وكان جمعة يتحدث أمس الأول في مركز البيئة بجامعة هارفارد بمدينة بوسطن الأميركية، بحضور نحو 300 من طلبة وأساتذة الجامعة تحت عنوان «الطريق إلى مستقبل الطاقة».

وشرح رئيس شركة أرامكو في المحاضرة جهود السعودية في تنفيذ مشاريع عملاقة ورائدة لضمان توفير إمدادات موثوقة من الطاقة والإسهام في استقرار الأسواق.

وقال إنه «إلى جانب برنامج الشركة الطموح لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى مستوى قياسي يبلغ 12 مليون برميل في اليوم عام 2009، وتوسعة طاقتها التكريرية حول العالم إلى نحو 6 ملايين برميل في اليوم خلال السنوات الخمس القادمة، وضعت أرامكو السعودية خارطة طريق لتطوير تقنية إدارة الكربون بهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون». وعدد جمعة أنشطة الشركة في ذلك الأمر ومن بينها: تنظيم أول ندوة من نوعها في الشرق الأوسط حول إدارة الكربون بحضور علماء من جميع أنحاء العالم لمناقشة التقنيات الحديثة والمسائل الفنية المرتبطة بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وزيادة الوعي الإقليمي بهذه القضية البيئية العالمية.

وأضاف أن «أرامكو السعودية» تسهم في الجهود المبذولة عالميا لتطوير أنواع أنظف من وقود النقل، والحد من الانبعاثات الناجمة عن أعمالها وتحقيق هدفها الرامي إلى خفض استهلاك الطاقة اللازمة لإنتاج برميل الزيت بنسبة 50 في المائة خلال العقد القادم).

وبين رئيس أكبر شركة للنفط في العالم، أن قضايا الطاقة بالنسبة لأي بلد تعد من بين أهم القضايا وأكثرها حساسية وتعقيدا، كما أن الحصول على إمدادات موثوقة من الطاقة هو أمر ضروري لتحقيق الرفاهية، والقضاء على الفقر، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح أن مسائل استهلاك موارد الطاقة وآثارها البيئية المحتملة تشكل تحديا للعالم حيال مسؤوليته تجاه الأجيال المستقبلية، الأمر الذي يعني ضرورة أن تتلازم القرارات الخاصة بالطاقة مع تلك الخاصة بالتنمية الاقتصادية والبيئية.

وأشار جمعة إلى أن التطورات التقنية ستظل تلعب دوراً رائداً في الجهود الدولية المبذولة للموازنة بين الحاجة الملحة لحماية البيئة والحصول على إمدادات موثوقة ومتزايدة من الطاقة. وأعرب عن قناعته بقدرة العقول البشرية على ابتكار تقنيات مستقبلية تساعد في دعم الاحتياطيات الحالية الثابتة من الزيت الخام البالغة نحو 1.2 تريليون برميل بما لا يقل عن 1.5 تريليون برميل من الاحتياطيات غير التقليدية (الزيوت الثقيلة والقطرانية)، إلى جانب تريليوني برميل تقريبا من الاحتياطيات التي لم تكتشف بعد ومن زيادة معدلات الاستخلاص في الحقول الحالية.

وأكد جمعة أن النفط سيظل صاحب الدور الأكبر في تلبية الاحتياجات العالمية من الطاقة لعقود طويلة قادمة فيما يتواصل تطوير مصادر الطاقة البديلة للتغلب على العقبات الفنية والتجارية التي تحول دون تبنيها وانتشارها، وأن تلك العملية لن تتم بين يوم وليلة كونها تتطلب سنوات كثيرة.

وذكر جمعة أن نمو تعداد السكان العالمي الى ما بين 7.9 الى 10.9 مليار نسمة خلال الخمسين سنة القادمة وصعود اقتصادات ضخمة كالهند والصين بالإضافة الى حجم قاعدة الطلب الكبيرة في الدول الصناعية تستلزم الاسهام المشترك لمصادر الطاقة التقليدية والبديلة وأن العلاقة ستكون تكاملية بين تلك المصادر لتلبية الطلب المتوقع على الطاقة. لكنه نبه إلى ألا يؤدي فرط الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة إلى تبني برامج غير عملية وسياسات غير متوازنة تكون لها آثار ضارة بالتنمية الاقتصادية، وألا يكون ذلك على حساب الاهتمام بالاستثمار في تطوير مصادر الطاقة التقليدية كالزيت والغاز وإحداث نقلات نوعية لجعلها أكثر توافقا مع البيئة، وأن يتم النظر إلى هذه المسائل بنظرة تستند إلى فهم عميق للوضع التقني والتجاري السائد للمصادر التقليدية والمصادر البديلة.