خبير : دول الخليج مستعدة لمواصلة تصدير النفط في حال نشوب صراع بالمنطقة

مع امتلاكها لعدد من البدائل لنقل البترول للأسواق العالمية

TT

قال خبير مخاطر أميركي أمس، إن دول الخليج التي تصدر اكثر من 40% من الاحتياجات العالمية من النفط مستعدة لمواصلة عمليات تصدير البترول الخام في حال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وايران.

وهددت ايران غير مرة بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تمر منه صادرات دول الخليج من النفط الخام الى الاسواق العالمية.

وقال جيمس بيريس مسؤول العمليات الدولي في مؤسسة «مارش» التي تقدم استشارات حول المخاطر والتأمين للشركات النفطية، إن دول الخليج لديها عدة بدائل لنقل نفطها الى الاسواق العالمية.

وذكر لـ«الشرق الاوسط» ان هذه البدائل لم تكن وليدة البارحة بسبب تصاعد المخاطر الجيوسياسية في المنطقة نتيجة صراع محتمل بين الولايات المتحدة وايران وإنما وضعت على مدار اكثر من عقدين «لأن المنطقة تتسم بعدم الاستقرار تاريخيا». وكان قائد الاسطول الخامس الاميركي المتمركز في مياه الخليج قد حذر قبل اسبوعين من امكانية لجوء ايران الى تلغيم مضيق هرمز لإيقاف حركة الملاحة الدولية في حال نشوب صراع مسلح مع الولايات المتحدة.

ويعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، إذ تعبره 20 ـ 30 ناقلة نفط يوميا بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة.

وحتى تحافظ الاسواق على استقرارها في حال نشوب صراع مسلح بين الولايات المتحدة وايران يؤدي لإغلاق مضيق هرمز ينبغي تزويد الاسواق العالمية بـ18 مليون برميل من النفط يوميا. ويمكن للسعودية اكبر منتج للنفط في العالم ان تستخدم طريق بديلة للتصدير يتمثل في انبوب نفط لا يستخدم كثيرا في الوقت الحالي تبلغ طاقته 5.5 مليون برميل يوميا ويمتد عبر المملكة الى جدة. وهناك ايضا خط أنابيب للتصدير بطاقة 1.6 مليون برميل يوميا يمتد من العراق عبر السعودية، إلا انه لم يستخدم منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990.

وللعراق خط انابيب للتصدير بطاقة 1.2 مليون برميل يوميا يمتد نحو الشمال الغربي عبر تركيا الى ساحل البحر المتوسط . ومن البدائل الاخرى، لجوء السعودية والامارات الى انشاء خط انابيب عبر شبه جزيرة مسندم العمانية يقطع عمان الى الى بحر العرب. الا ان جميع هذه البدائل، بما فيها البديل الاخير الذي من غير المرجح تنفيذه كما يقول خبراء، لا تفي باحتياجات الاسواق العالمية البالغة 18 مليون برميل يوميا يتم تصديرها من المنطقة.

وقال بيريس، إن من شأن تعرض المضيق لأي مشكلة من جابب طهران تقود الى إعاقة حركة ملاحة ناقلات النفط ان يزعزع الاسواق العالمية ويرفع اسعار النفط الى مستويات عالية جدا. وقال ان شركات النفط في المنطقة تضع المخاطر الجيو ـ سياسية الحالية في الحسبان لأنها جزء من منظومة ادارة المخاطر بصورة عامة. وكانت آخر مرة لجأت فيها ايران الى تلغيم مياه الخليج عامي 1987ـ 1988 أدت الى اصابة العديد من السفن الاميركية وناقلات النفط الكويتية.