رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية: قطاع الاستثمار السياحي لدينا يجتذب رجال أعمال عرباً وأجانب

أحمد الخادم لـ «الشرق الأوسط»: هدفنا زيادة عدد السياح إلى 20 مليونا عام 2020

TT

في إطار زيارته لأثينا أخيرا للمشاركة في الأسبوع السياحي الذي نظمته الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة بالتعاون مع السفارة المصرية لدى اليونان واستضافه فندق هيلتون أثينا، التقت «الشرق الأوسط» في أثينا رئيس الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي أحمد محمد الخادم الذي ذكر أن عدد السياح الذين زاروا مصر عام 1981 كان 1.5 مليون سائح، وصل عام 2006 أي بعد 25 سنة إلى أكثر من 9 ملايين سائح، وتهدف مصر بحسبه إلى أن يصل عدد السياح القادمين اليها بحلول عام 2020 إلى 20 مليون سائح سنويا أي بمعدل زيادة من 7 إلى 8 في المائة سنويا، مشيرا إلى أن هذا هو الهدف الرئيسي للهيئة في الفترة المقبلة، كما أكد أن الهيئة تسعى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية في مصر ومضاعفة الليالي السياحية، وهذا هو نص الحوار:

> ما هي الحركة السياحية في مصر بالأرقام؟

ـ أريد أن أشير إلى أن عام 1981 كان عدد السياح إلى مصر 1.5 مليون سائح، وعام 2006 أي بعد 25 سنة وصل عدد السياح إلى أكثر من 9 ملايين سائح سنويا أي تضاعفت الأعداد، وفي مصر حاليا يوجد نحو 300 ألف سرير في 1500 حجرة فندقية وهناك عدد مماثل تقريبا تحت الإنشاء وفي مراحل مختلفة، وتهدف الدولة إلى أن يصل عدد السياح إلى مصر بحلول عام 2020 إلى 20 مليون سائح سنويا أي بمعدل زيادة من 7 إلى 8 في المائة سنويا.

> ما هي عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح في مصر العام الماضي؟

ـ العام الماضي 2006 بلغ عدد السياح 9.1 مليون سائح وقضوا في مصر 89 مليون ليلة سياحية وأنفقوا 6.7 مليون دولار أي بزيادة قدرها 5.6 في المائة عن العام السابق وزيادة قدرها 7 في المائة في الإيرادات السياحية.

> ما هي أهم الدول المصدرة للسياح إلى مصر؟

ـ السوق الرئيسي للسياحة في مصر هو من أوروبا، وتلي أوروبا الدول العربية ثم بقية دول العالم، والجنسية الأولى التي زارت مصر عام 2006 هم البريطانيون وتجاوز عددهم 998 ألف سائح ثم الألمان 900 ألف سائح ثم جنسيات أخرى.

> بما أننا في أثينا، فما هو حجم حركة السياحة بين مصر واليونان؟

ـ عدد السياح اليونانيين الذين زاروا مصر عام 2006 كان 37 ألف سائح، وقد مثل هذا العدد نسبة انخفاض 15 في المائة عن العام السابق وهذا رقم قليل لقرب المسافة والعلاقات الحميمة بين البلدين، كما وصل عدد المصريين الذين زاروا اليونان للسياحة عام 2006 إلى 28 ألف سائح بخلاف رجال الأعمال والمشاركين في مؤتمرات ومعارض وخلافه. > ما هو الشيء الذي يجعل مصر مميزة سياحيا عن غيرها من الدول؟

ـ مصر دولة تتميز بمناخ معتدل طوال العام وذلك يجذب السائح الأجنبي الذي يسعى إلى الشمس والجو الدافئ، كما تتميز مصر بطبيعتها الساحرة وشواطئها الرائعة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر بجانب الارث الحضاري الكبير من الآثار والذي تركته الحضارة.

> ما هو ترتيب مصر سياحيا على مستوى العالم؟

ـ في آخر إصدار عن منظمة السياحة العالمية الذي صدر عام 2005 كان ترتيب مصر رقم 24 في العالم من حيث عدد السائحين وكان قد تحسن لأنها كانت قبل ذلك تحتل الترتيب رقم 27.

> رغم كل التسهيلات والامتيازات التي تمنح للمستثمرين الأجانب، لا تزال هناك عوائق أمام الاستثمار السياحي الأجنبي في مصر؟ ما تعليقكم؟

ـ لاشك أن المستثمر يسعى للحصول على مستقبل آمن لاستثماراته، ونحن نسعى في مصر إلى إزالة العوائق وتسهيل القوانين للاستثمار السياحي، والطرفان يريدان الربح، وننظر لمؤشرات الاستثمار الأجنبي في صناعة السياحة في مصر فلم يسبق لها مثيل وفي بعض الوقت يسبب لنا مشكلة كبيرة، لان طابور المستثمرين في السياحة طويل جدا وهذا ليس جيدا عندما يزيد الشيء عن حده، وهذه الاستثمارات قادمة من المستثمرين العرب لارتفاع أسعار البترول وقيمة تبديل العملة ووجود سيولة مالية كبيرة. وفي السنة المالية 2005ـ2006 لعبت الاستثمارات الأجنبية إلى مصر دورا كبيرا، إذ بلغت أكثر من 7 مليارات دولار و50 في المائة من هذه المبالغ كان في مجال السياحة.

> الأمن يلعب دورا مهما في تنشيط السياحة، ومصر عانت من بعض الأحداث الإرهابية، فهل يستطيع السائح حاليا أن يشعر بالأمن أثناء زيارة مصر؟

ـ مصر تهتم بسلامة وأمن السائحين، وأي شخص يزور مصر يلاحظ ذلك فعلا، فهناك قوات أمن كثيرة بطريقة ظاهرة ومرئية وهناك عناصر أمن غير ظاهرة، بالإضافة إلى أن مصر تستخدم باستمرار أحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة بالتأمين، لأن الحرب ضد الإرهاب هي حرب إلكترونية عالمية ولابد من استخدام كل الطرق فيها والتكنولوجية تلعب دورا كبيرا في ذلك.

> هل أثرت العمليات العدوانية الإرهابية في العامين الماضيين على حركة السياحة في مصر؟

ـ بالنسبة للأحداث التي وقعت في مصر في شرم الشيخ ودهب العامين الماضيين، فهي بلا شك كان لهما تأثير سلبي في حركة السياحة ولكن في الحقيقة تأثير الحركة يكون محدودا في فترة زمنية من 3 إلى 6 أشهر ثم تعود الحركة إلى طبيعتها بدرجة كبيرة وعادية، إضافة إلى ذلك برغم حادث شرم الشيخ عام 2005 ودهب عام 2006 استطعنا في 2005 أن نحقق زيادة قدرها 6 في المائة عن السنة السابقة وفي عام 2006 استطعنا أن نحقق زيادة بنسبة 5.5 في المائة عن السنة السابقة، وهذا ما يؤكد ما صدر عن مؤسسة السياحة العالمية في أن اثر الإرهاب على السياحة أقل تأثيرا من أن كانت قد وقعت هذه الأحداث قبل 6 أو 10 سنوات.

> ما هي أهم المدن السياحية التي تجذب السائح في مصر ؟

ـ هذا سؤال صعب لان هذا يتوقف على رغبة السائح، ماذا يريد أو يرغب السائح في زيارته والتعرف عليه، فقد يرغب في السياحة الثقافية والأماكن الحضارية، فربما كانت القاهرة والإسكندرية والأقصر أهم المدن في ذلك. أما إذا كان يرغب في الاستجمام على البحر والشواطئ فهناك منتجعات شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم ونويبع، كما أن هناك منتجعات شهيرة جدا على البحر الأحمر وتجذب ملايين السياح كل عام. وفي السنوات الأخيرة يلاحظ اتجاه كبير من قبل السياح إلى المناطق النائية والقرى في الصحراء ومنتجعات جديدة في البحر الأبيض المتوسط قد لا تتوفر فيها البنية السياحية ولكن تجذب أعدادا كبيرة من السياح.

> ما هي الوسائل والأنشطة التي تستخدمونها في دعم السياحة المصرية؟

ـ هناك عناصر مختلفة نقوم باستخدامها لدعم وتنشيط حركة السياحة في مصر، منها العنصر الأول هو الإعلانات التي نقوم بها كهيئة تنشيط السياحة في دول السوق السياحي، هذه الحملة تكلف نحو 40 مليون دولار في العام، العنصر الثاني هي حملات دعائية مع منظمي الرحلات وهذا نقوم به بدور المناصفة في أسواق السياحة مع الشركات المختلفة وهذا نسبتها 12 مليون دولار سنويا، العنصر الثالث المعارض السياحية التي نوجد فيها ومصر تشارك في أكثر من 100 معرض سياحي في دول الأسواق المختلفة ويتكلف ذلك نحو 8 ملايين دولار سنويا، العنصر الرابع القوافل السياحية وهذه بالذات نقوم بها في البلاد العربية التي ليس فيها مكاتب سياحية للهيئة، العنصر الأخير هو استضافة المكاتب السياحية وغير السياحية والإعلاميين من دول مختلفة ليكتبوا وينقلوا الأحداث السياحية عن مصر.

> تعاني اليونان خلال الفترة الأخيرة من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فهل في اعتقادك تؤثر بشكل أو بآخر على السياحة بين البلدين ؟ ـ لا أعتقد أن الهجرة غير الشرعية أو محاولات بعض الشباب التسلل إلى أوروبا من خلال اليونان قد تؤثر بصفة خاصة على أية علاقة بين البلدين، فمصر تأخذ خطوات جادة بقدر المستطاع لوقف هذه الظاهرة، خاصة الأهوال التي يتعرض لها المهاجرون، وأن نسبة كبيرة جدا منهم يلقون حتفهم أثناء التسلل وكلما تم تفعيل اتفاقيات الشراكة في إطار الحوار بين دول جنوب وشمال المتوسط سيحين وقت تقف فيه تلك الهجرة، وأيضا كلما زادت فرص العمل داخل مصر فسوف تحد من هذه الظاهرة، ووجهة نظر الحكومة المصرية في هذا الشأن، هي أن نأمل من الدول الأوروبية الصديقة المساعدة في إيجاد فرص عمل للشباب في بلدنا حتى لا يلجئوا إلى الهجرة غير الشرعية أو الشرعية، لكن هذا يأخذ وقتا. تجدر الإشارة إلى أن قرار هيئة تنشيط السياحة بنقل مكتبها العام الماضي من أثينا إلى اسطنبول، كان قرارا صائبا حيث يتمتع السوق التركي بنحو عشرة أضعاف السوق اليوناني من حيث تعداد السكان بالإضافة إلى سياسة ترشيد النفقات، وسهولة إشراف المكتب من هناك على بقية دول المنطقة والمعرفة الجيدة للسائح اليوناني بالحضارة المصرية والمتقاربة مع الحضارة اليونانية.