«سابك» تدفع مؤشر الأسهم السعودية في آخر 10 دقائق إلى الارتفاع

الاتجاه إلى الشركات الصغيرة يؤدي إلى تدني مستوى السيولة 27% عن مطلع الأسبوع الماضي

TT

دفعت أسهم شركة سابك المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية إلى منطقة الربحية، إذ أنهت أسهم الشركة والتي تعد الأكثر تأثيرا على المؤشر على ارتفاع 1.6 في المائة الأمر الذي ألزم السوق على مسايرتها والتفاعل الإيجابي مع حركة القائد الأقوى.

وكان لقدرة أسهم مصرف الراجحي على تقليص خسائره دورا في مساعدة أسهم «سابك» على امتصاص انخفاض السوق، إذ تمكنت أسهم المصرف من الإغلاق على انخفاض بربع النقطة المئوية بعد خسارته داخل التعاملات 2.5 في المائة.

وكانت سوق الأسهم بدأت تعاملات الأسبوع عاكسة المسار الفعلي للمؤشر داخل فترة التداولات. إذ استمر المؤشر العام في تذبذب هابط يسوده اللون الأحمر الذي أوصله إلى خسارة 168 نقطة تقريبا بعد تسجيله مستوى 8386 نقطة كأدنى مستوى محقق في تعاملات أمس بعد مرور ساعتين على بداية التداولات. لتبدأ بعدها السوق سالكة المسار الصاعد الذي قلص جميع خسائرها في آخر 10 دقائق ليعود إلى المنطقة الخضراء.

حيث أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 8613 نقطة بارتفاع 53 نقطة ما يعادل 0.62 في المائة عبر تداول 306.7 مليون سهم بقيمة 16.6 مليار ريال (4.4 مليار دولار).

واستحوذت أمس أسهم ثلاث شركات مضاربية في قطاع الزراعة على قرابة 15 في المائة من سيولة السوق والتي انخفضت قيمة تعاملاتها أمس عن اليوم المقابل (السبت) من الأسبوع الماضي بمقدار 27 في المائة، هذا الانخفاض في السيولة الداخلة على السوق يرجح الاتجاه المضاربي المسيطر على زمام حركة السيولة والمتركزة على أسهم صغيرة من حيث رأس المال. وأشار لـ «الشرق الأوسط» محمد الخالدي وهو محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أظهر احتراما واضحا لمتوسط 100 يوم أمس بعد سرعة الارتفاع الذي لحق بالمؤشر بعد النزول. وذكر أن التنازل عن مستوى 8500 نقطة أمس يعتبر تراجعا غير مقلق ووهمي لأنه تم بسيولة ضعيفة نسبيا والتي تدل على تغلب القوى الشرائية والرغبة في الاحتفاظ بالأسهم على البيع والتخلص من ممتلكات المحافظ كما حدث يوم الأربعاء الماضي.

ولمح الخالدي إلى ضرورة متابعة مستوى 8500 نقطة والتي تعتبر نقطة حساسة وحاسمة في عمر التداولات حيث أن الإغلاق تحتها يعطي المتابعين للسوق عن قيام المؤشر العام بعمل جديد وسلبي لم يجرؤ على فعله منذ 15 يوم تداول. من جهته أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري وهو محلل فني لمؤشرات السوق، أن الأسهم السعودية تشهد حاليا فترة إيقاف أعضاء مجالس الإدارات عن التداول انتظارا لإعلان النتائج الربعية مما يؤدي إلى خفض حجم السيولة كون أعضاء المجالس يعتبرون من شريحة كبار المستثمرين.

كما أوضح السديري أن هناك إشارات ايجابية تعطي المتابعين ثقة لمسار السوق تكمن في عدم تنازل الأسهم عن مستوياتها السعرية المحققة في الموجة السابقة مما يعني قدرة الدعوم على مواجهة أي هبوط الأمر الذي يزيد من اطمئنان ملاك الأسهم الذين وضعوا هذه النقاط بمثابة مستوى إيقاف الخسائر.

في المقابل يرى خالد الخضيري مراقب لتعاملات السوق، أن سوق الأسهم في هذه المرحلة تعيش محاولة إثبات بمعنى إظهار قدرتها في الصمود بوجه البيوع التي تواجهها من فترة لأخرى بسبب بعض الإشاعات المغرضة أو التكهنات بمواعيد طرح اكتتابات جديدة هذا الامر الذي ينعكس سلبا على نفسيات بعض المتداولين والذين يتبعون الرأي القائل دون الأخذ بالآثار العلمية الصحيحة ومدى تأثير هذا الخبر أو ذاك على مسار السوق.

واسترسل الخضيري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن على المساهمين عدم التخبط وراء الإشاعات التي تكون في معظمها توجيها فعليا لقرارات المتداولين لخدمة أطراف معينة. في المقابل يشدد الخضيري على أهمية الحذر في سوق الأسهم من أسهم بعض الشركات المتعثرة والمضاربية ووضع مبدأ وقف الخسارة من بين أساسيات التداول، مبينا أن السوق تتحكم فيه السيولة الأكبر والتي تتنقل من أسهم إلى أخرى بمجرد الانتهاء من أهداف المضاربين مما يزيد في خسائر صغار المساهمين.