تسري ابتداء من غد الاثنين رسوم غلاء الوقود الجديدة بزيادة تتجاوز 12 بالمائة على أسعار الشحن الجوي لشركات طيران غربية وعربية وشرق أوسطية، في حين ارتأت شركات أخرى التأجيل لبعض الوقت.
وتسري هذه الزيادة، التي تعد الأولى في العام الجاري 2007، على جميع عمليات الشحن الجوي من الشرق الأوسط ودول الخليج إلى مختلف دول العالم، وبنفس النسبة على الشحنات الواردة إلى دول المنطقة، وقد جاءت هذه الزيادة بعد الارتفاع في مؤشر الوقود الذي يحدد رسم الغلاء بشكل دوري.
وكشف مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن قرار تحديد رسم غلاء الوقود يجري حاليا بشكل فردي من قبل كل شركة طيران، ووفق اقتصاديات كل ناقلة جوية، وإمكانياتها المختلفة، موضحا بأن اتفاقا غير مكتوب جرى بين شركات الطيران العالمية والإقليمية على إلغاء ما كان يسمى بلجان مشغلي شركات الطيران للشحن الجوي والمعروفة اختصارا بـ«كاسكو» ونفس الشيء بالنسبة للجان مشغلي شركات الطيران للركاب المعروفة بـ«بار»، وبناء على هذا الإلغاء فقد تم اعتماد سياسة التطبيق الفردي لرسوم غلاء الوقود على الشحن وكذلك على تذاكر السفر للركاب.
ولفت المصدر نفسه إلى أن شركات الطيران بدأت نظاما جديدا لتطبيق رسم غلاء الوقود ليصبح جزءا من ثمن تذكرة السفر، وقد بدأت طيران الإمارات تطبيق هذه السياسة لتصبح الناقلة الأولى في العالم التي تتبع مثل هذه السياسة، وتشير التوقعات إلى أن هذه الطريقة ستتوسع في تطبيقها شركات أخرى في الشهور المقبلة، كما من المتوقع أن تطبقها الناقلات الجوية في مراحل لاحقة على عمليات الشحن الجوي.
ونوهت المصادر إلى أن اتباع السياسة الفردية في تطبيق وتحديد رسم غلاء الوقود جاء في أعقاب اعتراضات دولية ومنظمات مختلفة واحتجاجات على وجود تحالفات بين شركات الطيران ومقدمي خدمات الشحن والجوي منه بشكل خاص يمثل تكتلات ضد مصالح العملاء، يضاف إلى ذلك وجود دعاوى قضائية أمام المحاكم ضد شركات في هذا الشأن، ورفض شركات أخرى الدخول في تكتلات وتحالفات ترى أنها تضر بمنافستها وحصصها في أسواق النقل الجوي، مع منافسين أقوياء.
ويقول مدير المبيعات في شركة لوفتهانزا للشحن في الخليج وايران صلاح رشوان، إن الناقلة الألمانية ارتأت أن رسم غلاء الوقود الحالي أقل من التكاليف التي تتحملها الشركة بعد ارتفاع سعر النفط عالميا، «وهو ما يؤكده مؤشر غلاء الوقود، وبناء على ذلك قررت «لوفتهانزا» رفع رسم الغلاء ليصبح في نفس المستوى الذي كان ساريا في أوائل فبراير (شباط) الماضي، ابتداء من غد الاثنين 26 مارس (آذار) الحالي.
ووفقا لرشوان تصل الزيادة لنسبة تدور حول 12 في المائة على كل كيلوغرام شحن من جميع دول المنطقة والتي تشمل دول الخليج واليمن، الى مختلف المناطق حول العالم، موضحا ان نفس الرسم يسري على الرحلات الأخرى للناقلة الألمانية حول العالم، لتصبح هذه الزيادة هي الأولى في العام 2007.
ويصل حجم أعمال «لوفتهانزا» في عمليات الشحن الشهري من دول المنطقة الى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تترواح بين 800 الى ألف طن على مستوى دول منطقة الخليج، ويشير رشوان الى أن هذا الحجم يتم من خلال 29 رحلة طيران أسبوعيا، منها رحلتان للشحن فقط من الشارقة وواحدة من العاصمة السعودية الرياض، ويتم شحن حوالي 15 ألف طن على رحلة ركاب.