القطاع البنكي ينتشل سوق الأسهم السعودية من الغرق في بحر الـ 7000 نقطة

المؤشر العام يصمد فوق الحاجز النفسي ويقلص خسائره

TT

شهدت سوق الأسهم السعودية أمس تراجع حاد في بداية التعاملات أوصلها إلى خسارة 367 نقطة لتزور منطقة الـ7000 نقطة بعد غياب دام أكثر من 29 يوم تداول. واستمرت السوق في الخسارة الموجعة والتي استمرت من أول أمس بعد خسارة السوق 521 نقطة ليأتي تداول أمس محاولا استيعاب ردة الفعل قبل المبالغة في الهبوط الذي حدث بالفعل بعد ملامسة المؤشر لمستوى 7731 نقطة قبل أن يقلص المؤشر خسائره في آخر فترات التداول.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملت أمس عند مستوى 8015 نقطة بانخفاض 82 نقطة ما نسبته نقطة مئوية واحدة عبر تداول 284 مليون سهم بقيمة 13.1 مليار ريال (3.49 مليار دولار). وكان أبرز مبررات الارتفاع الأخير للسوق الذي تمخض عن خروجها من منطقة 7000 نقطة الارتفاع اللافت الذي حدث على القطاع البنكي والذي أغلق على ارتفاع ما يقارب 1.1 في المائة مع التزام أسهم عدة شركات بالنسب الدنيا.

وفي هذا السياق أوضح لـ«الشرق الأوسط» فضل البوعينين مصرفي وخبير اقتصادي، أن سوق الأسهم السعودية كان من المتوقع لها أن تمر في مرحلة جني أرباح طبيعية لا تتجاوز 300 نقطة في اليوم الواحد على أقصى تقدير لكن الهبوط الحاد يوم الاثنين الماضي الذي أجبر المؤشر على خسارة قرابة 520 نقطة، بالإضافة إلى خسارة السوق 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار) في يوم واحد يستدعي التصريح الرسمي من الجهة المسؤولة عن أسباب الانخفاض القوي في حينه الأمر الذي لم يحدث مما يثير الكثير من التساؤلات. وأفاد البوعينين أن التراجعات المبالغ فيها على أغلب أسهم الشركات المدرجة في السوق خلال اليومين الماضيين يعتبر من الإرهاب المالي الذي يهدف إلى زيادة الضغط النفسي لدى المتعاملين الصغار والذين يتحينون استعادة بعض رؤوس أموالهم التي فقدوها في الانهيارات الماضية. كما لمح البوعينين إلى ضرورة التعامل مع السيولة الساخنة التي تتعرض لها السوق والتي أجبرت المؤشر العام في الفترة الماضية على الارتفاع العامودي الذي نتج عنه التراجع الموجع الذي حدث أخيرا.

في المقابل يرى البوعينين أن إغلاق المؤشر العام فوق 8000 نقطة أمس أعطى شيئا من الايجابية في ظل كثرة السلبيات لأن الإغلاق تحت هذا الرقم النفسي يعتبر نذير شؤم للسوق، مؤكدا على ضرورة متابعة نهاية تعاملات الأسبوع اليوم والتي تعطي انطباعا وتصور أكبر عن الاتجاهات المستقبلية. واسترسل البوعينين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السوق السعودية ما زالت تملك قطاعات ايجابية مثل القطاع البنكي الذي يعتبر من أفضل القطاعات من ناحية الربحية والتي تعكس منطقية ارتفاع مستويات الأسعار لأسهم شركاته مع ترقب نتائج الربع الأول في الأيام المقبلة. من جانبه أشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي مراقب لتعاملات السوق، أن الهبوط الحاد الذي رافق سوق الأسهم السعودية في اليومين الماضيين يتعدى المنطقية ويعيد للأذهان سيناريو انهيار فبراير (شباط) في ظل انعدام المبررات المقنعة لهذه الخسارة الحادة في ظل بقاء السوق في مستوياتها الآمنة سعريا والجاذبة استثماريا.

ويتساءل الحميدي عن أسباب هذا الانخفاض الحاد الذي فشل في التوقيت من حيث عدم وصول الأسعار في أغلب الأسهم القيادية إلى مرحلة المستويات العادلة والتي كان لها دور كبير في إجبار السوق على التراجع المزمن. أن بعض الأسهم في سوق الأسهم السعودية شهدت أمس التدوير على النسب الدنيا بعد ارغام المؤشر على التحرك التصاعدي والذي جاء من أسهم بعض الشركات القيادية للإيهام بالايجابية لتعود بعدها السوق إلى الانخفاض هذا السلوك الذي يهدف في الغالب إلى البحث عن هذه الأسهم في أسعار أقل. وأبان لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي وهو محلل فني، أن التراجع الذي لازم المؤشر العام يأتي كجني أرباح صحي لكن المثير فيه هو حدته في الهبوط. حيث أفاد الخالدي أن التراجع إلى أمس كان بنسبة 50 في المائة من الارتفاع الماضي بعد وصول المؤشر إلى مستوى 8956 نقطة.