مستثمرو الخليج يتطلعون إلى آسيا مع تراجع الروابط التقليدية مع أميركا

أنفقوا نحو 94 مليار دولار في اندماجات واستحواذات أجنبية منذ عام 1997

TT

دبي ـ رويترز: يتطلع المستثمرون في دول الخليج بصورة متزايدة الى آسيا لاستثمار ايرادات نفطية استثنائية متلهفين الى استغلال صعود الصين والهند والتنويع بعيدا عن روابطهم التقليدية مع الولايات المتحدة.

وقال ناصر الشعالي الرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي أمام مؤتمر رويترز للاستثمار في الشرق الاوسط هذا الاسبوع «اذا نظرت الى بعض بيوت الاستثمار الكبيرة في المنطقة تجد اقبالا كبيرا على الصين».

وترمي الشركات العامة والخاصة في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم الى جلب أسماء راقية في عالم الفنادق والمنتجعات الى بكين وشنغهاي والاستثمار في محطات الكهرباء الهندية وتوجيه مليارات الدولارات الى العقارات الباكستانية.

وقال الشعالي «ما سترونه هو رؤوس أموال تتجه شرقا من الشرق الاوسط». ومركز دبي المالي العالمي منطقة استثمارية تتعامل بالدولار وتتطلع في نهاية المطاف الى منافسة مراكز مالية في لندن ونيويورك وهونغ كونغ.

وأنفق مستثمرو الخليج زهاء 94 مليار دولار في اندماجات واستحواذات أجنبية منذ عام 1997 ثلثاها تقريبا في 2005 و2006. لكن الشعالي يقول ان ما أعيد استثماره في اقتصادات المنطقة من الفوائض البالغة 1.1 تريليون دولار التي حققها منتجو النفط بين عامي 2003 و2007 لا يزيد على عشرة الى 15 في المائة.

وكانت الولايات المتحدة في السابق الملاذ التقليدي لاستثمار لعائدات النفط لكنها بدأت تفقد حظوتها، فيما يبدو حيث يأخذ المستثمرون في الحسبان خطر استهداف الاصول في الولايات المتحدة بسبب مخاوف أمنية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وقال عاطف عبد الملك الرئيس التنفيذي لبنك أركابيتا البحريني للاستثمار الاسلامي «نحاول تجنب الصفقات التي تنطوي على زاوية سياسية».

وكانت مواني دبي العالمية قد أجبرت على التخلي عن ستة أصول أميركية كانت جزءا من صفقة استحواذها في عام 2006 على شركة بي اند او البريطانية لتشغيل الموانئ مقابل 8ر6 مليار دولار وذلك في أعقاب عاصفة سياسية فجرتها مخاوف بشأن الامن القومي. وتسبب ذلك في جمود المحادثات بين الولايات المتحدة والامارات العربية المتحدة لابرام اتفاقية تجارة حرة وجعل المستثمرين في المنطقة يتوخون الحذر.

وقال ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة استثمار المملوكة لحكومة دبي «في منعطفين قصيرين نسبيا شوهنا في عقول الناس سمعة اكتسبناها على مدى 200 عام».

وأضاف جاكسون «الولايات المتحدة تتحدث عن أننا... أضخم سوق رأسمالية في العالم وأننا منفتحون أمام الجميع... لكن الادلة تشير الى عكس ذلك سواء في قضية يونوكال أو مواني دبي العالمية».

ويشير توسع مواني دبي العالمية في الهند والصين وشراء استثمار لنحو 2.7 في المائة من ستاندرد شارترد العام الماضي لاستغلال التركيز القوي للبنك ومقره لندن على اسيا الى أن القارة بصدد الاستفادة من هذا التحفظ ازاء الولايات المتحدة.

وقال سرمد الذوق، الرئيس التنفيذي للملكة للاستثمارات الفندقية المملوكة للملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال «لدينا وفرة من السيولة الفائضة والناس لا تعرف ماذا تفعل بها».

وأضاف الذوق أن مستثمري الخليج مستعدون لدفع علاوات سعرية مقابل «أصول متميزة» في الغرب بهدف تعزيز مراكزهم الاستثمارية في العالم لكن ذلك ينال أيضا من المردود.

ومضى يقول ان الاستثمارات الاسيوية تنطوي على مخاطر أعلى ومكاسب أكبر مبرزا اتجاها متناميا في أوساط الشركات العربية في الخليج لادارج اسيا في برامج لانفاق مليارات الدولارات.

وتضع شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) عينها على مشروعات لتوليد الكهرباء والغاز الطبيعي في الهند في اطار برنامج لانفاق ستة مليارات دولار هذا العام في حين تتوقع مجموعة جميرا الفندقية التابعة لحاكم دبي أن تساهم اسيا بما يصل الى 40 في المائة من ايراداتها بحلول عام 2011. وقال تيم كلارك رئيس طيران الامارات التي تضيف مثل منافستها طيران الاتحاد في أبوظبي رحلات الى مدن هندية لتلبية طلب متنام «أعتقد أن تقدمنا في الهند سيتعزز لعدة سنوات».

وبصرف النظر عن المخاطر السياسية لا يعمد مستثمرو الخليج الى العزوف عن أكبر سوق استهلاكية في العالم.

وقال بدر السميط نائب الرئيس التنفيذي لبيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ان بنك الاستثمار الكويتي يعتزم المضي قدما في خطط شراء شركة لادارة أصول مقرها في نيويورك لاستغلال قطاع ادارة الثروات الاميركي.

وقال السميط/«انها بالتأكيد ليست قضية موانئ في ما يتصل بادارة الاصول».

كما تتطلع داماك العقارية في دبي الى عمليات استحواذ في السوق العقارية الاميركية بعدما اشترت اعمار العقارية أكبر شركة عقارية عربية من حيث القيمة السوقية شركة جون لاينج هومز الاميركية العام الماضي.

وقال الشعالي من مركز دبي المالي العالمي «ستشهدون مزيدا من الاستحواذات».

وقال «العولمة العكسية... عندما يخرج لاعبون من أسواق صاعدة ويستحوذون على كيانات متقدمة... هي تيار مهما حاولت السير عكس اتجاهه سيكون سائدا بشدة في السنوات المقبلة».