الأسهم السعودية: اللون الأخضر في أغلب القطاعات يخالف إشاعات الهبوط

المؤشر العام يرسم رقما متفائلا على شاشة تداول

TT

خالفت سوق الأسهم السعودية أمس التوقعات التي تخبطت في احتمالية تعرض السوق لهبوط موجع مصغية للإشاعات التي يحاول البعض الاستدلال بصدقيتها من خلال اقتراب المؤشر من منطقة الخطر المتمثلة بمستوى 7500 نقطة والتي تعكس منطقية شرائية مع عدم قدرة السوق في الابتعاد عنها خلال تداولات الأيام الأخيرة.

حيث استطاعت السوق أمس الإغلاق داخل المنطقة الخضراء برقم متفائل انعكس على شاشة تداول مع انطلاق صافرة نهاية التداولات أمس ليقف المؤشر عند مستوى 8666.6 نقطة بارتفاع 75 نقطة، ما يعادل ارتفاع بنقطة مئوية واحدة عبر تداول 298.5 مليون سسهم بقيمة 13.6 مليار ريال (3.6 مليار دولار).

كما انعكس هذا التفاؤل في مسار السوق على ارتفاع جميع القطاعات باستثناء القطاع البنكي الذي أغلق على انخفاض طفيف ما نسبته 0.6 في المائة. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الضحيان، المدير التنفيذي لشركة الإدارة والتطوير للاستثمار، أن كارثة الهبوط التي اكتسحت سوق الأسهم السعودية يوم الاثنين قبل الماضي أثرت نفسيا بشكل كبير والتي كانت بتصرف فردي انعكست أضراره بشكل جماعي وأعادت للأذهان أن السوق لا يزال يعاني من صورة الانزلاقات السعرية القوية والمفاجئة والتي تطرح التساؤلات عند بعض المساهمين حول إمكانية تكرار سيناريو انهيار فبراير (شباط).

وأفاد الضحيان أنه من خلال حجم التداولات على الأسهم ذات العوائد المرتفعة مقارنة في حجمها في الأوقات العادية تثبت أن ما حدث من أوامر بيع، مقصود منها إحباط السوق، ولم تكن مبنية على فكرة جني الأرباح بقدر ما هي لإخضاع السوق بأسلوب التخويف واثبات الإشاعات السلبية التي تدور حول استقبال السوق للهبوط. مشيرا إلى محاولات من بعض المضاربين لتكريس هذه الإشاعات السلبية عبر استغلال خاصية البيع بسعر السوق التي عكسها تضرر القطاع الإسمنتي بعد خسارته في أسبوع تداول واحد أكثر من 20 في المائة نتيجة لأن هذا القطاع لا تنتابه حركات سريعة في البيع والشراء الذي نتج عنه الانخفاض بسرعة لافته.

ويفيد الضحيان أن هذه الخاصية المتمثلة بالبيع بسعر السوق كانت قاسية على مسار السوق في أيام الانخفاض الذي طرأ على المؤشر العام في الأسبوع الماضي، معتقدا أن هيئة السوق المالية تحاول فرض الاحترام للسوق من خلال التحقيق في تلك التعاملات التي زعزعت مسار السوق بعد التصريحات التي ظهرت منها في بعض الصحف. مؤكدا ضرورة محاسبة المخالفين في تعاملهم مع السوق لكي لا يتكرر ما حدث تحت مقولة من أمن العقاب أساء الأدب، مشيرا إلى أن ما يحدث في السوق. من جانبه أشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي مراقب لتعاملات السوق، أن سوق الأسهم السعودية يشهد محاولات من بعض كبار المضاربين لاستغلال الجانب النفسي المتمكن عند أغلب المساهمين المتمثل في التخوف من استمرار الهبوط، إذ اتضح في الفترة الأخيرة محاولة تكريس هذه المخاوف من خلال الإشاعات السلبية، الأمر الذي يؤثر على مسار العام للسوق. موضحا أن السوق خالف هذه الإشاعات في اليومين الأخيرين باتجاهه المتفائل مع وجود سيولة شرائية على أسهم الشركات القيادية الملاحظ على أسهم «سابك» و «الاتصالات» و«الكهرباء» وعدم غلبة البيوع على أسهم مصرف الراجحي كما كان يحدث في فترة الهبوط، ما يعكس وصول السوق إلى منطقة استثمار آمنة.

وأفاد الحميدي أن غالبية المتداولين في هذه الأثناء ينتظرون ردة فعل من هيئة سوق المال بشأن الأسئلة المطروحة حول المدة الزمنية المقترحة لطرح الاكتتابات الجديدة، هذا الأمر الذي يؤكده تناوب أسهم المضاربة في استقبال السيولة وعدم استقرارها داخل هذه الأسهم إلا لفترة قصيرة.

في المقابل يرى محمد الخالدي وهو محلل فني، أن المؤشر العام يسير داخل نطاق سعري، عاكسا الحيرة التي تغلب على المتعاملين، منتظرين التأكد من الاتجاه المتصاعد الذي لا يظهر غالبا إلا بعد فوات الفرص السعرية المتوفرة في السوق. وأبان الخالدي أن منطقة 7500 نقطة أثبتت قدرتها على دفع المؤشر العام إلى الارتفاع وبانتظار إشارات التأكيد الفنية التي تتضح لاحقا بعد ارتفاع معدلات السيولة الداخلة التي ظهرت ملامحها في تعاملات أمس.