اليونان تشهد نموا في جذب الاستثمارات العربية مع زيادة حجم الصادرات بين الجانبين

ورش مشتركة تبحث زيادة التعاون الاقتصادي المشترك

TT

تشهد الفترة الأخيرة نشاطا استثماريا وتجاريا مكثفا بين الدول العربية واليونان، وتلعب الغرفة العربية اليونانية للتجارة والتنمية دور المحرك الرئيسي لهذه الأنشطة، حيث نظمت أخيرا ورشة عمل مع غرفة تجارة وصناعة ثيسالونيكي واتحاد مصدري شمال اليونان بعنوان التعاون والاستثمار بين البلاد العربية ومنطقة شمال اليونان، بمشاركة نائب وزير الاقتصاد والمالية اليونانية خريستوس فولياس وعميدة السلك الدبلوماسي العربي سفيرة سورية سعاد الأيوبي، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة التنفيذية للغرفة العربية اليونانية ومشاركة عدد كبير جدا من رجال الأعمال والشركات تجاوز 250 مشاركا، بهدف فتح آفاق تعاون واستثمار حقيقي بين الجانبين العربي واليوناني.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر محمد عز الدين الخازمي الأمين العام للغرفة، أن الورشة الأخيرة في مدينة ثيسالونيكي عاصمة شمال اليونان، تأتي في إطار نشاطات الغرفة لعام 2007 وذلك للتعريف بالفرص التجارية والاستثمارية في البلاد العربية، وتطوير علاقات التعاون مع اليونان، ونظرا لما تزخر به المناطق الشمالية في اليونان من إمكانيات صناعية وزراعية وتقنية كبيرة، حيث لديهم اهتمام كبير لفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة مع البلاد العربية، ورغبة من الغرفة في مد جسور التعاون مع الغرف التجارية والاتحادات الصناعية والاستثمارية في اليونان لما فيه خدمة المصلحة المشتركة.

وخلال أعمال الورشة، تحدث الياس غنطوس الأمين العام للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، وفاروق جود النائب الأول لرئيس الغرفة وممثل اتحاد الغرف التجارية السورية، وعمر خليل النائب الخامس للرئيس، وممثل اتحاد غرف التجارة والصناعة في ليبيا، والدكتور صالح جلاد عضو اللجنة التنفيذية، ونائب الرئيس في شركة CCC، ومحمد الخازمي الأمين العام للغرفة العربية اليونانية.

في البداية تم استعراض مسيرة علاقات الصداقة والتعاون بين اليونان والبلاد العربية، بالإشارة إلى ما تملكه منطقة شمال اليونان بشكل خاص، واليونان عموما من خبرة في مجال الألعاب الأولمبية والبناء، وذكر الياس غنطوس أن رجال الأعمال اليونانيين لديهم القدرة اللازمة والمعرفة لإنشاء شركات مشتركة مع نظرائهم العرب، حيث أن السوق العربي كبير ومهم للسلع والمنتجات اليونانية.

وشدد الدكتور غنطوس على أهمية التعاون والاستثمار بين البلاد العربية واليونان في: 1 ـ مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة الزراعة والمواد الغذائية، حيث انها هدف استراتيجي عربي. 2 ـ التكنولوجيا الوسيطة وليس المتقدمة بمعنى ان نقل التكنولوجيا الوسيطة، هو ما يحتاجه حاليا العالم العربي. 3 ـ مشاريع التعاون في المجال السياحي مثل إنشاء وإقامة الخطوط الملاحية بين الجانبين لزيادة حركة السياح والسفر ورجال الأعمال. واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية الرفع من مستوى التعاون العربي اليوناني، وشدد على دور الغرفة العربية اليونانية في هذا الخصوص. وأكد نائب وزير الاقتصاد اليوناني على أن مدينة ثيسالونيكي تعتبر مدخلا مهما لمنطقة جنوب شرقي أوروبا والبلقان، كما أشار إلى اهتمام شركة موانئ دبي بميناء ثيسالونيكي وفرص التعاون الطيبة في هذا المجال.

من جانبه رحب رئيس اتحاد مصدري شمال اليونان بالحضور العربي في هذه الندوة، مؤكدا على الصداقة المتينة بين اليونان والبلاد العربية ورغبتهم في تقديم يد العون والمساعدة للشركات العربية، باتجاه منطقة شمال اليونان وجنوب شرقي أوروبا، لدرايتهم ومعرفتهم بالعادات والتقاليد، كما أشار إلى أن خلال الفترة القادمة، سيزور شمال اليونان وفد رجال أعمال أردنيين، في إطار التعاون والاستثمارات المشتركة. وأشار رئيس الغرفة العربية اليونانية المهندس أنستاسيوس أنتونوبولوس في كلمته، إلى أهمية دور الغرفة العربية اليونانية، وأعطى للحاضرين نبذة عن خدماتها وضرورة الاستفادة منها والانتساب إلى عضويتها، كما أعلن عن قرار اللجنة التنفيذية للغرفة بتنظيم المنتدى الاقتصاد العربي اليوناني الثاني في صيف 2008، وتمنى للحضور والمشاركين كل الفائدة من هذه الندوة. أما ما يخص قطاع النفط والغاز، فذكر الدكتور جلاد أن العالم العربي لا يزال يعتبر أهم مصدر للنفط، وكذلك سيعتبر أهم مصدر للدخل بالنسبة لذلك البلدان. وحسب الإحصائيات فإن العالم سوف يستمر خلال السنين القادمة، في الاعتماد على النفط العربي والغاز كمصدر رئيسي للطاقة، لذلك فإن هناك استثمارات حقيقية تجرى الآن، للوصول الى الطاقة الإنتاجية المطلوبة، وعليه فيتوقع أن تبلغ حجم الاستثمارات المطلوبة 500 مليار دولار مع عام 2025.