«الكهرباء السعودية» تساعد سوق الأسهم على تقليص 89.8% من خسائرها

«ملاذ للتأمين» تغلق على النسبة الدنيا في ثاني أيام تداولاتها

TT

واصلت سوق الأسهم السعودية في تعاملات أمس التراجعات، امتدادا لتداولات يوم السبت الماضي، لتفتتح تعاملاتها على انخفاض أوصلها إلى خسارة 69 نقطة عند ملامستها مستوى 7258 نقطة في منتصف التعاملات. وبدأ المؤشر العام بعد عبور التعاملات منتصف الفترة في تقليص خسائره، لتنتهي على خسارة 7 نقاط فقط، لتغلق السوق عند مستوى 7319 نقطة بانخفاض قوامه عشر النقطة المئوية عبر تداول 181.9 مليون سهم بقيمة 8.6 مليار ريال (2.29 مليار دولار).

وساهمت الأسهم القيادية في تقليص الخسائر المحققة داخل تعاملات أمس، بعد أن خفضت من نسبة هبوطها لتعود أسهم شركة سابك للاستقرار عن الإغلاق، بالإضافة إلى أسهم مصرف الراجحي، الذي أنهى تعاملاته على انخفاض بأقل من النقطة المئوية.

وكان الدور الأبرز من الناحية الإيجابية في تعاملات السوق الأداء الجيد لقطاع الكهرباء، الذي أغلق مرتفعا ما نسبته 2 في المائة، لتدفع المؤشر العام إلى أن يقلص 89.8 في المائة من خسائره أمس.

في المقابل انتهت حفلة استقبال أسهم شركة ملاذ للتأمين، بعد أن أغلقت في يوم تداولها الأول (السبت) على ارتفاع قوامه 360 في المائة، مقارنة بسعر الاكتتاب، لتأتي أمس في ثاني أيام تداولاتها لتنهي تعاملاتها على انخفاض بالنسبة الدنيا عند سعر 40 ريالا (10.6 دولار)، بعد أن استحوذت على 4.9 في المائة من قيمة تعاملات السوق، بعد أن بلغت السيولة الداخلة على أسهم الشركة 898 مليون ريال (239.4 مليون دولار). من جانبه قال لـ«الشرق الأوسط» صالح الثقفي مستشار مالي، إن سوق الأسهم السعودية تمر في مرحلة يجب على الجميع توقع تلقي الأنباء المتضاربة، التي تجعل المؤشر العام داخل نطاق تذبذبي، بسبب تحكم المضاربين على مسار السوق في ظل غياب كبار اللاعبين في حركة السوق وإحجامهم عن دخول السوق بسبب غموض الصورة المستقبلية للسوق، مع توقف الأنباء حول التطورات التنظيمية. وأضاف الثقفي أن كبار المستثمرين يتملكهم التردد في دخول السوق، بسبب التشاؤم المنتشر بين المتعاملين واعتقادهم بأن تأجيل الشراء يقودهم للحصول على الأسهم بأسعار أقل، بالإضافة إلى اعتقاد البعض بأن الطابع الاستثماري قد فقد حاليا في سوق الأسهم السعودية.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبدالله البراك عضو جمعية المحاسبين السعوديين، أن تعاملات سوق الأسهم تعكس نوعا من الضعف بارتداداتها الهشة، التي تظهر على أسهم الشركات المضاربة بعكس الارتدادات الحقيقية التي تأتي غالبا من الأسهم القيادية، والتي لم يحدث في تداولات أمس.

وأفاد بأن ما يحدث ناتج عن الترقب لما سينتج عنه اكتتاب «كيان السعودية»، الذي يعتبر سهما مغريا لكبار المحافظ الاستثمارية، مبينا أنه بعد انتهاء فترة الاكتتاب تبدأ السوق موجة صاعدة، خصوصا في هذه الفترة التي اعتادت بها السوق تاريخيا استباق إجازة الصيف بالارتفاع.

وأضاف البراك أن ظهور ملامح استقرار في السوق، بعد أن كشفت تعاملات الشهر الأخير عن دخول السوق في منطقة حيرة يظهر فيها تذبذبات ضيقة وتستمر هذه المرحلة عادة قرابة 3 أشهر يحتاجها المتعاملون لإعادة مستوى الثقة في السوق.

من جانبه، أبان لـ«الشرق الأوسط» سعد البقمي محلل فني، أن المؤشر العام استطاع الارتداد أمس، بعد اختباره للدعم القوي عند مستوى 7289 نقطة، بالإضافة إلى اقترابه من الدعم الثاني عند مستوى 7253 نقطة، التي ظهرت عندها سيولة انتهازية دخلت بين هذه المستويات ودفعت السوق إلى الإغلاق فوق حاجز 7300 نقطة.

وأفاد البقمي بأن المؤشرات الفنية عكست إغلاقا إيجابيا في أسهم أغلب الشركات، بعد التراجع الذي حدث في تعاملات أول من أمس، الذي كان نتيجة للبيوع التي واجهت أسهم بعض الشركات القيادية والاستثمارية من بعض بيوت الاستثمار والمحافظ الكبرى، بهدف الاكتتاب في شركة كيان السعودية، بعد أن أظهرت إحصائيات الاكتتاب الأخيرة انخفاضا في تغطية الاكتتاب.

ولمح البقمي إلى ضرورة متابعة مستويات المقاومة عند الصعود، التي تقع عند مستويات 7349 و7380 نقطة، والتي باختراقها تكون السوق مؤهلة للإغلاق فوق مستوى 7420 نقطة، التي تعكس استمرار الجانب الايجابي في اتجاه المؤشر العام.

وأضاف أنه كان من الملاحظ في منتصف تعاملات أمس التخفيف من حدة البيوع الضاغطة على السوق، بعد استهلاك بعض المتداولين للسيولة التي تستهدف الاكتتاب، حيث يتوقع أن تظهر المضاربات الحامية في السوق واستمرار المسار الصاعد ما لم تظهر أي أنباء تربك حركة السوق.