«طومسون» تشتري «رويترز» مقابل 17.2 مليار دولار وسط قلق نقابات العمال

لتأسيس أكبر مجموعة للأنباء والمعلومات المالية في العالم

TT

اعلنت شركة «طومسون كورب» الكندية للنشر، أنها وافقت على شراء مجموعة «رويترز» مقابل نحو 8.7 مليار جنيه استرليني (17.23 مليار دولار) لتأسيس أكبر مجموعة للانباء والمعلومات المالية في العالم. وسيطلق على العملاق العالمي الجديد اسم طومسون ـ رويترز، وسيرأسها توم جلوسر الرئيس التنفيذي الحالي لرويترز، بينما سيحتفظ ديفيد طومسون رئيس مجلس ادارة طومسون برئاسة مجلس ادارة الشركة الجديدة. وستسجل الشركة اسهمها في كندا وبريطانيا واميركا.

وفي السياق ذاته، افادت نشرة انسايد ماركت داتا، بأن طومسون ـ رويترز ستستأثر بحصة 34 في المائة من سوق المعلومات المالية متفوقة على بلومبرج وحصتها 33 في المائة. ونقلت صحيفة «وول ستريت جونال» امس عن محللين في بورصة وول ستريت، انهم يدعمون الصفقة لأن الأسعار التي تتقاضاها شركة «بلومبيرغ» تعتبر مكلفة ومرتفعة.

وحسب سعر اغلاق اول من أمس الاثنين، فان السعر المعروض يعادل 691 بنسا للسهم نقدا وعلى شكل اسهم في الشركة الجديدة، او 8.7 مليار جنيه استرليني (17.2 مليار دولار). وهو ما يطابق ما تم الاعلان عنه في الاسبوع الماضي. ويشتمل على العرض 352.5 بنس نقدا لكل سهم من رويترز، و0.16 سهم في طومسون مقابل كل سهم في رويترز. وقالت الشركتان في بيان إن الصفقة تحظى بتأييد شركة «رويترز فاوندرز شير» التي تملك سهما ذهبيا يمكنها من تعطيل الصفقة اذا رأت أن استقلال رويترز الاخباري معرض للخطر. لكن الصفقة تتطلب موافقة السلطات المعنية. وقالت طومسون انها ستبذل قصارى جهدها لنيل موافقة مؤسسات مكافحة الاحتكار، رغم ان بعض المحللين يتوقعون ان يمتد الامر الى نحو سنة.

وقال انتوني دي لارينيغا المحلل في في مؤسسة «سيوسيتيه جنرال» في لندن «ان موافقة مؤسسات مكافحة الاحتكار يعتبر آخر العوائق الرئيسية.. وهناك فرصة تصل الى 75 في المائة لتمرير الصفقة من قبلهم».

وكتبت نقابات عمال تمثل العاملين في رويترز في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة لشركة رويترز فاوندرز شير اول من أمس الاثنين، تبدي «قلقها العميق» بشان تأثير تحكم مساهم واحد على مبادئ رويترز. وتمتلك وودبريدغ حصة 53 في المائة من طومسون رويترز وتساند اللائحة الاساسية لرويترز، وهي النزاهة والاستقلال والحياد. وتستثنى وودبريدغ من القيود التي تفرضها اللائحة الاساسية لرويترز على امتلاك مساهم واحد لأكثر من 15 في المائة من أسهم الشركة، طالما ظلت عائلة طومسون مسيطرة عليها.

لكن بير جيلينهامر رئيس شركة «رويترز فاوندرز شير» قال في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه «اننا نعتقد ان تأسيس طومسون ـ رويترز يمثل نقطة فاصلة في قطاع المعلومات المالية في العالم، كما انه سيدعم قوة وحيادية واستمرارية رويترز كلاعب قيادي في مجال الاخبار والمعلومات المالية لسنوات مقبلة».

من جانبه، رفض توم جلوسر الرئيس التنفيذي لرويترز الذي سيرأس مجموعة طومسون ـ رويترز التكهن بالمدة الزمنية التي سيستغرقها استكمال الصفقة، وأضاف أنه ربما لن تكون هناك حاجة لبيع وحدات للحصول على الموافقات الرسمية. وقال في مؤتمر بالهاتف مع الصحافيين «لا أتوقع ان نضطر لبيع أي وحدات».

وقال جلوسر إن إيرادات طومسون رويترز ستتجاوز 11 مليار دولار. وتدر أنشطة الأخبار والمعلومات المالية نسبة 60 في المائة من الدخل ويأتي 40 في المائة من أسواق القانون والضرائب والعلوم من خلال وحدة يطلق عليها طومسون رويترز بروفشنال. وعلى الصعيد الجغرافي، فان 60 في المائة من الإيرادات ستأتي من اميركا الشمالية، و31 في المائة من أوروبا، والباقي من منطقة المحيط الهادي في آسيا. وتنشئ طومسون أنشطة بيانات مالية فيما تسعى للاستفادة من انتعاش الاسواق العالمية. وباعت طومسون وحدتها التعليمية بمبلغ 7.75 مليار دولار نقدا في الأسبوع الماضي.

وذكرت الشركتان أن الاندماج مثالي من حيث الانتشار الجغرافي والمنتجات ويجمع بين قوة رويترز في نقل المعلومات الآنية ومعلومات طومسون التاريخية. وقال جلوسر «نحن نشكل قوة عالمية جديدة لمصادر المعلومات».

وبالنسبة لطومسون، فان الاندماج يمنحها قوة أكبر لأنشطتها للخدمات المالية. وفيما يتعلق برويترز، التي تأسست قبل 156 عاما وتوظف 2400 صحفي يعملون في 131 دولة، فانه يقلص ما يتهددها من مخاطر نتيجة تقلبات الخدمات المالية. وتتوقع الشركتان توفير نفقات تتجاوز 500 مليون دولار سنويا في غضون ثلاثة أعوام من استكمال الصفقة. وتدعم عائلة طومسون التي تمتلك 70 في المائة من طومسون كورب من خلال شركة وودبريدغ القابضة صفقة الاستحواذ. وقال بعض المستثمرين في رويترز إن عرض 352.5 بنس و0.16 سهم في طومسون مقابل كل سهم في رويترز عرض عادل. وبحلول الساعة 1102 بتوقيت غرينتش ارتفع سهم رويترز 3.22 في المائة الى 625 بنسا بانخفاض نحو عشرة في المائة عن السعر المعروض.