أداء متفاوت في «الأسهم القيادية» يؤدي إلى ارتفاع ضعيف للسوق السعودية

وسط تواصل أداء المؤشر العام التصاعدي لـ 6 أيام

TT

استطاعت سوق الأسهم السعودية إنهاء تعاملاتها أمس على اخضرار خجول جدا بعد إغلاقها على ارتفاع أقل من نقطة واحدة. حيث أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7546 نقطة بارتفاع ما نسبته 0.01 في المائة فقط عبر تداول 252.2 مليون سهم بقيمة 11.8 مليار ريال (3.14 مليار دولار).

وجاءت هذه النتيجة الضعيفة للمؤشر العام بعد الأداء المتضارب بين أسهم الشركات القيادية والتي تفاوتت في إغلاقها أمس بين الربحية القوية والتراجع الكبير والاستقرار.

حيث أثرت على المؤشر العام أسهم شركة الكهرباء السعودية في تراجعها أكثر من 4 في المائة على حركة السوق مع هبوط أسهم مصرف الراجحي الطفيف، بالإضافة إلى استقرار أسهم شركة سابك. لكن ساعد على سطوع اللون الأخضر على السوق أمس التحرك الملفت الطاغي على أسهم شركة الاتصالات السعودية الصاعدة ما يعادل 3.5 في المائة لتنقذ المؤشر من الغرق في المنطقة الحمراء. وكان المسار المتفائل لأسهم «الاتصالات السعودية» جاء كردة فعل على تقرير صادر من HSBC السعودية، يؤكد على أن 80 ريالا (21.3 دولار) هو السعر العادل لأسهم الشركة.

وجاء هذا التقرير امتدادا للتقارير المتلاحقة والصادرة من بيوت استثمار عالمية والتي يتلقاها سوق الأسهم السعودية بين وقت وآخر والتي تؤكد وجود بعض أسهم شركات السوق تحت سعرها العادل، مما يزيد في مساحة التفاؤل في مستقبل السوق السعودية.

وأشار لـ«الشرق الأوسط» صالح الثقفي مستشار مالي، إلى أن التقارير الصادرة من بيوت الاستثمار عادة تكون توقعاته على المدى الطويل، مبديا استغرابه من تصميم التقرير الأخير والصادر من HSBC والخاص في شركة الاتصالات السعودية على الدخول في الحال في أسهم الشركة بعكس المفترض من المحللين الذين يعطون توقعاتهم على المدى الطويل. لكنه استثنى من ذلك إذا كان هذا التقرير بنيت فيه الدراسة على معلومات داخلية حصل عليها قبل الغير، وهذا بحد ذاته سلبي، لأن المعتمد في التقارير الاستثمارية أن تعتمد على التحليل العلمي دون الاستناد إلى الأنباء الداخلية، مشددا على أن أسهم «الاتصالات السعودية» تمثل إحدى الخيارات الاستثمارية على المدى الطويل.

ودلل الثقفي على التوقعات الإيجابية لأسهم الشركة في الفترة المقبلة بقوله «إن الشركة مرت بظروف صعبة خلال العامين الماضيين، مما انعكس سلبا على المستويات السعرية للسهم بعد أن فقد نسبة كبيرة من أسعاره، لكن هذه السلبيات استهلكت خلال الفترة الماضية مما يعطي توقعات إيجابية لأداء السهم السعري خلال الفترة المقبلة».

وأوضح الثقفي أن على المستثمر في سوق الأسهم السعودية العودة إلى الخلفية الاستثمارية قبل اتخاذ القرار في الشراء أو البيع، خصوصا إذا كان سوق الأسهم يناسب أهدافه الاستثمارية. كما أفاد بأن السوق أظهر تماسكا خلال الفترة الماضية أمام الأنباء التي يعتقد أنها سلبية واستطاع المؤشر العام تحسين مستوى أدائه، حيث بدأ يكشف عن إيجابيات جديدة منها قدرته على تحمل أنباء التشبع في الأسهم عن طريق الاكتتابات أو زيادة رؤوس الأموال للشركات المدرجة، بالإضافة إلى تحمل نقص السيولة المتدفقة الملاحظة في الفترة الماضية.

ولمح الثقفي إلى أن هذه مؤشرات تؤكد قدرة السوق على استيعاب أي أنباء سلبية في المستقبل كما حدث سابقا، مشيرا إلى بداية ظهور ملامح إيجابية على المؤشر العام من الناحية الفنية تحتاج إلى تأكيدات في الأيام القليلة المقبلة من خلال استمراره في الثبات فوق نقاط الدعم المتمثلة في منطقة 7400 نقطة.

من جانبه، أكد لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أظهر أداء تصاعديا متواصلا في الـ 6 أيام الماضية، مما يؤكد تدافع الشراء على أسهم شركات السوق وخصوصا الاستثمارية منها والتي تعكس أداء إيجابيا في كل تعاملات جديدة. ولمح السعيد إلى أن السوق أظهرت في تعاملات أمس نوعا من التراخي في عزمها، مما يعكس قوة المقاومة التي يواجهها المؤشر العام بعد اقترابه من مستويات 7600 نقطة، هذا البطء في الصعود يرجح بحث السوق عن أموال جديدة وأسهم قيادية أخرى لتشارك في عملية الاختراق المنتظرة في الفترة القريبة المقبلة. [email protected]