«الإسمنت» يلعب دور حفظ توازن السوق السعودية مع ضعف أداء «القياديات»

مستبقا التحرك الإيجابي في آخر تعاملات أمس لـ«سابك» و«الاتصالات السعودية»

TT

لعب قطاع الإسمنت أمس دورا مهما في الحفاظ على توازن تعاملات سوق الأسهم السعودية بعد الضعف الذي ظهر على أداء أسهم الشركات القيادية، الذي أتى بعد مشوار الصعود الماضي. إذ بدا التراجع واضحا على حركة أسهم الشركات القيادية أول من أمس، الذي استمر داخل التعاملات، مما أوصل المؤشر العام إلى مستوى 7632 نقطة، متراجعا 88 نقطة ما نسبته 1 في المائة، لتتدخل أسهم شركات القطاع الإسمنتي، التي خلقت نوعا من التوازن الذي وقف في وجه زيادة حدة الهبوط كون هذا القطاع من القطاعات المساندة لحركة المؤشر العام.

واستمر هذا السيناريو حتى النصف الساعة الأخيرة من فترة التداولات، التي أظهرت فيها الأسهم القيادية تغيير مستوياتها السعرية للإيجاب، خصوصا أسهم سابك، التي أغلقت على ارتفاع طفيف لا تساند في تفعيل حركة قطاع الإسمنت، بالإضافة إلى انتفاضة قطاع الاتصالات في آخر التعاملات، الذي أنهى تعاملاته على ارتفاع أكثر من 1 في المائة.

وأدت التحركات الإيجابية في آخر تعاملات السوق أمس إلى تقليص خسائر سوق الأسهم السعودية، التي أنهت تعاملاتها عند مستوى 7709 نقاط بانخفاض 11 نقطة فقط، عبر تداول 181.4 مليون سهم بقيمة 9.1 مليار ريال (2.42 مليار دولار). كما لاحت في أفق السوق من بداية التداولات التوجهات المضاربية، التي استهدفت الأسهم الخفيفة والمحببة مضاربيا، على الرغم من تحقيق بعضها النسب الدنيا أول من أمس، لتأتي أمس متصدرة أسهم شركات السوق في نسبة الارتفاع متمسكة بالنسبة القصوى. أمام ذلك، أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير، أكاديمي ومحلل مالي، الى أن سوق الأسهم السعودية تعكس إشارات ايجابية ما دامت تحافظ على المستويات القوية فوق 7500 نقطة، مفيدا بأن جميع ما يحدث من تراجع هو عبارة عن جني أرباح طبيعي غير مقلق، خصوصا أن الأسهم القيادية تحافظ على مكاسبها المحققة في فترة الارتفاع السابقة ولم تتنازل إلا على نسبة بسيطة منها.

وأوضح الكوير أن تحرك القطاع الإسمنتي أمس تزامنا مع هبوط أسهم الشركات القيادية يأتي بادرة ايجابية تنم عن إدارة احترافية من قبل المتحكم في مسار السوق، بعد أن أدى تحرك القطاع الإسمنتي إلى تخفيف وقع خسائر الأسهم المؤثرة على المؤشر العام. وأضاف أن شركات القطاع الإسمنتي ما زالت تعكس مؤشرات مالية مقنعة للمستثمر، خصوصا مع استفادته الكبيرة من التوسع العمراني الهائل في المنطقة، بالإضافة إلى المدن الاقتصادية والصناعية التي تزدهر مصاحبة الأوضاع الاقتصادية القوية.

وأبان الكوير أن السوق ينتشر فيها في الأوقات الحالية عدد من الإشاعات الإيجابية التي تساعد السوق في مسارها الصاعد، خصوصا التصريح الصادر أمس من الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية، الذي أكد من خلاله على قوة الشركة التنافسية ونيتها في الاستحواذ على حصة من إحدى الشركات التي سيصدر الإعلان عنها قريبا. في المقابل أبان لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن العليقي مراقب لتعاملات السوق، أن سوق الأسهم السعودية تتصف بالتذبذبات الحادة التي تربك التحليلات العلمية عند بعض المتشككين في قدرة الدراسة العلمية على كشف التحركات المستقبلية لأسواق المال، خصوصا في سوق الأسهم السعودية، إذ أن بعض صغار المتداولين ترتفع لديهم نسبة الضبابية في قراءة اتجاه السوق مع كل هبوط.

ويرى العليقي أن التراجعات الطبيعية دائما ما تتسم بعدم حدة الهبوط مع قلة القيمة المتداولة، وهذا ما ظهر على تعاملات السوق أمس، موضحا أن التضارب في الآراء الذي يحدث بين المتعاملين مع كل هبوط يؤدي ببعضهم إلى اللجوء إلى أسهم الشركات الآمنة، التي لا تتبع سلوك السوق المضاربية ذات النطاقات العالية كما حدث أمس في أسهم شركات قطاع الإسمنت.