أسهم الصين تهوي 6.5 % إثر رفع ضريبة المعاملات عليها.. ومخاوف من تداعياتها العالمية

فيما رفع البنك الدولي توقعاته لنمو اقتصاد بكين إلى 10.4%

TT

هبطت الأسهم الصينية 6.5 في المائة أمس رغم أن البنك الدولي رفع بشدة توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني بينما لوحت وحدة موديز لخدمات المستثمرين برفع التصنيف الائتماني للعملاق الآسيوي. وأغلق مؤشر شنغهاي المركب للاسهم الممتازة من الفئة «أ» على 4053.088 نقطة بعد ان هبط خلال يوم أمس 7.4 في المائة وسط موجة بيع قوية نجمت عن زيادة ضريبة الاسهم الى ثلاثة أمثالها لتصل الى 0.3 في المائة.

وكان الاعلان الذي صدر بعد منتصف الليلة قبل الماضية الاحدث في سلسلة خطوات حكومية شملت رفع أسعار الفائدة ومستويات الاحتياطات التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها وذلك لكبح جماح السوق التي قفزت 62 في المائة هذا العام لتصل الى مستوى قياسي.

وارتفع المؤشر بالفعل 130 في المائة عام 2006 مما جعل شنغهاي افضل البورصات الكبرى اداء على مستوى العالم.

ومع فتح حوالي 300 الف حساب لدى شركات سمسرة يوميا يحرص صانعو السياسة على سحب بعض الضغط من السوق بسبب المخاوف من ان يتكبد جيش من المستثمرين الجدد خسائر جسيمة في حالة انهيار البورصة.

ويقول محللون انه باستهداف المضاربين الذي كانوا وراء القسم الاكبر من حركة التداول في الاسابيع الاخيرة فان زيادة الضريبة قد تضر بالاسعار على المدى القصير. إلا ان المحللين لا يتوقعون أن تنهار السوق أو تتخلي عن مسارها الصاعد على المدى الطويل.

وقال جانج يانبنج المحلل في كنجينج للاوراق المالية لرويترز «ستجد السوق ارضا على المدى القصير عند ما بين 3900 و4000 نقطة وتستأنف الارتفاع بعد فترة تصحيح تبلغ نحو ثلاثة أيام».

وفي تقرير ايجابي بشكل عام، رفع البنك الدولي توقعاته لنمو اجمالي الناتج المحلي في الصين لعام 2007 الى 10.4 في المائة من 9.6 في المائة في تقريره لشهر فبراير.

وجاء رفع التقدير بعد نمو سنوي قوي بلغ 11.1 في المائة في الربع الاول من العام تقوده الاستثمارات وصافي الصادرات.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد قال البنك في تقريره الفصلي إن الصادرات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي والدول المتقدمة ارتفعت بشكل حاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، الأمر الذي أدى إلى زيادة كل من فائضها التجاري واحتياطيها من العملات الأجنبية.

وقال إن الاقتصاد لا يبدو عليه أنه يسير بوتيرة مبالغ فيها، وليست هناك «حاجة حقيقية لتقليص الطلب عموما» مجددا توصياته على المدى الطويل مرة أخرى من أنه ينبغي على قادة الصين التركيز على إعادة توازن الاقتصاد.

وقال لويس كويجس، الكاتب الرئيسي للتقرير إن قضية الاقتصادي الكلي الأولية بالنسبة للصين تظل هي زيادة فائضها التجاري.

وحذر البنك من أن رد الفعل المبالغ فيه للارتفاع السريع للبورصة الصينية يمكن أن يفرز «عملية تصحيح سلبية حادة» وقد تضر «بالثقة التي نشأت حديثا» في سوق رأس المال الصينية.

وكانت الحكومة قد أعلنت الشهر الماضي أن الصين سجلت نموا نسبته 11.1 % في الناتج المحلي الإجمالي المقدر للأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بعد أن نمت الصادرات بنسبة 27.8 %.

ونما الناتج المحلي الإجمالي المقدر للصين بنسبة 10.7 % في العام الماضي ليصل إلى 20.94 تريليون يوان ( 2.69 تريليون دولار).

وفي طوكيو، انخفض المؤشر نيكي القياسي في ختام التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية أمس بنسبة 0.5 في المائة بعد أن رفعت الصين الضريبة على تداول الاسهم مما زاد المخاوف من اتجاه سوق شنغهاي الى هبوط حاد.

وبنهاية جلسة التعامل انخفض المؤشر نيكي ـ 225 بمقدار 84.30 نقطة الى 17588.26 نقطة. وتراجع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.20 نقطة الى 1733.75 نقطة.

و في أوروبا، تسبب تراجع بورصة شنغهاي حالة من الاضطراب في البورصات الأوروبية ليزيد المخاوف من إمكانية أن يتسبب هبوط الأسهم في الصين في حدوث عمليات بيع أخرى للأسهم على مستوى العالم، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وتراجعت المؤشرات القياسية الأوروبية في بداية معاملات أمس ليفقد مؤشر ستوكس المؤلف من 50 سهما 0.8% من قيمته.

في الوقت نفسه، انخفض مؤشر يورو ستكوكس 50 الذي يضم الأسهم النشطة في منطقة اليورو 0.9%.

وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز لبورصة لندن ومؤشر كاك لبورصة باريس 0.7% لكل منهما بينما تراجع مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت بأكثر من ذلك ليفقد 1% من قيمته.

وفي سوق العملات، واصل الين الارتفاع أمس من مستوياته المنخفضة القياسية أمام اليورو مع اقبال المستثمرين على تقليص مراكزهم من قروض الين المنخفض الفائدة التي يستثمرونها في عملات ذات عائد أعلى، وذلك بعد هبوط حاد في سوق الاسهم الصينية إثر زيادة مفاجئة في الضريبة على معاملات الاسهم.

ويشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤثر رفع ضريبة الاسهم في الصين سلبا على اسواق الاسهم العالمية ويفاقم الاتجاه للعزوف عن المخاطرة في السوق.

ونقلت رويترز عن كوسوكي هاناو رئيس مبيعات الصرف الاجنبي في بنك «اتش.اس.بي.سي» في طوكيو قوله «اسواق الصرف الاجنبي تتأرجح بين اليأس والرجاء بسبب تطورات الأسهم الصينية».

وهبط اليورو أمام الين الى أدنى مستويات اليوم عند 163.05 ين لليورو قبل أن ينتعش الى 163.20 ين ولكنه ظل مع ذلك أقل بنسبة 0.2 في المائة عن مستواه في اواخر المعاملات الاميركية الليلة الماضية.

وارتفعت العملة الاوروبية الموحدة لتسجل مستوى قياسيا جديدا امام الين في الجلسة السابقة بعد ان أوحت تصريحات لمسؤولين في البنك لمركزي الاوروبي بزيادات جديدة في فائدة منطقة اليورو، مما حفز المستثمرين على شراء اليورو. وتراجع الدولار في اواخر معاملات آسيا 0.2 في المائة الى 121.40 ين بعد ان هبط الى 121.29 ين في وقت سابق من الجلسة.

من ناحية أخرى، ارتفع سعر الذهب في أوائل المعاملات الاوروبية أمس اذ فتح على 657.20-658.70 دولار للاوقية (الاونصة) بالمقارنة مع 655.95-656.45 دولار في أواخر المعاملات في نيويورك أول من أمس.