بوش يختار روبرت زوليك رئيسا جديدا للبنك الدولي

بعد أسابيع على أزمة وولفويتز

TT

اختار الرئيس الاميركي جورج بوش الممثل التجاري السابق روبرت زوليك رئيسا جديدا للبنك الدولي خلفا لبول وولفويتز الذي استقال في 17 مايو (أيار) الجاري وسط عاصفة انتقادات بشأن استغلال منصبه.

ويتوقع ان يتولى زوليك رئاسة البنك لمدة خمس سنوات في حال موافقة مجلس إدارة البنك الذي يضم 185 دولة.

ولم يسبق لمديري البنك الدولي أن رفضوا أي ترشيح لمنصب رئيس البنك. ويريد بوش أن يخلف اميركي وولفويتز رغم مطالبة دول اعضاء في البنك الدولي وبعض المشرعين الاميركيين بفتح هذا المنصب امام مرشحين من مختلف انحاء العالم. وكان الجدل بشأن قرار وولفويتز بزيادة راتب صديقته شاها رضا خبيرة شؤون الشرق الاوسط بالبنك قد فاقم الخلافات بين العاملين في البنك الذين يشعرون بالفعل بالاستياء من حملة وولفويتز لمكافحة الفساد وأثار انتقادات لاذعة من الدول المساهمة.

وذكرت وكالة رويترز ان المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو كان قد اعلن في وقت سابق: «اصبحنا قريبين جدا من اتخاذ قرار بهذا الشأن». ويبدو ان فوز زوليك بمنصب رئاسة البنك الدولي كان مرجحا في السباق. وقد طرح اسمه بشكل متزايد في مطلع الاسبوع في الصحف الاقتصادية، متفوقا على روبرت كيميت المساعد الحالي لوزير المالية. وكان بيل فريست الزعيم السابق للغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ قد انسحب من المنافسة اول من امس بعد ان كان اسمه مطروحا.

ويعتبر زوليك ،53 عاما، الذي انتقل للعمل في القطاع الخاص بانضمامه الى بنك «غولدمان ساكس» في يونيو (حزيران) بعد استقالته من منصب نائب وزير الدفاع الاميركي العام الماضي 2006، من دعاة التبادل الحر وتنقل في حياته المهنية بين الدبلوماسية الرفيعة المستوى والتجارة الدولية. وقد ساهم في اطلاق جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية ونجح في اتمام مفاوضات ضمت الصين وتايوان الى منظمة التجارة العالمية.

ويقيم زوليك علاقات على اعلى مستوى في اوروبا والصين وافريقا واميركا اللاتينية.

وقال المسؤول في الادارة الاميركية ان «خبرته وعمله الطويل في التجارة الدولية والمالية والدبلوماسية يؤهلانه بشكل فريد لمواجهة هذا التحدي». وتابع «انه يحظى بثقة واحترام عدد كبير من المسؤولين في العالم وهو مقتنع تماما بمهمة البنك الدولي القاضية بخفض الفقر». وابدى المسؤول ثقته بان الدول الاخرى ستوافق على هذا الترشيح. واضاف «لقد تلقينا ردود فعل ايجابية» من الدول التي تمت استشارتها، بدون كشف مزيد من التفاصيل. وقال «اننا على ثقة تامة» بانه ستتم الموافقة على تعيين زوليك.

ورغم ان بعض الدول الغربية اقترحت في البداية ان تقدم الولايات المتحدة اكثر من اسم ليختار المجلس التنفيذي للبنك واحدا منها، فضلت ان لا تتشدد في هذا الطلب حتى لا تطول ازمة البنك التي استمرت منذ بداية السنة، منذ ان بدأت مشكلة وولفويتز وصديقته.

ويبدو ان بعض الدول الغربية، حسب ما اكدته رويترز، وافقت على مضض على زوليك لأنه كان قبل ثلاث سنوات المرشح الاول لرئاسة البنك، لكن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية فضلته نائبا لها، بينما وافق دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع في ذلك الوقت على التخلى عن نائبه وولفويتز .

ويقضي التقليد الساري بان يعين الرئيس الاميركي رئيس البنك الدولي، وقد اعلن جورج بوش الاسبوع الماضي انه متمسك باختيار اميركي على رأس هذه المؤسسة.

وفي المقابل، تعين الدول الاوروبية رئيس صندوق النقد الدولي، المؤسسة الثانية المنبثقة عن اتفاقات «بريتون وودز» عام 1944. كما ان الولايات المتحدة أكبر مساهم في البنك الذي يقرض أكثر من 20 مليار دولار سنويا من أجل مكافحة الفقر والمرض.

وليس هذا التقليد محل اجماع، إذ تطالب عدة منظمات غير حكومية بفتح مجالات الترشيح امام شخصيات غير اميركية وباعتماد معايير الكفاءة حصرا.

وطالبت البرازيل السبت بالمشاركة في تعيين رئيس البنك الدولي.

وقال وزير المال غيدو مانتيغا ان «الحكومة البرازيلية ترى ان هذه العادة تخطاها الزمن وينبغي تجاوزها».