من أساليب الاحتيال عبر الرسائل الإلكترونية

TT

ما زال الحديث الذي بدأته بمقال الأسبوع الماضي عن أهمية توخي الحذر من الرسائل التي ترد عبر البريد الإلكتروني من أشخاص مجهولين. كونها في حقيقة الأمر لا تعدو محاولات لعمليات منظمة للنصب والاحتيال، تقوم بها جهات ترمي بشباكها حول العالم .. تلقن منها البعض دروساً لا تنسى فأصبح يعرف كيف يتعامل معها والبعض ما زال يجهل حقيقتها، وهي مستمرة ترمي بحبائلها فينجو من ينجو ويقع من يقع ... فكم هو الطعم الذي يرمي به هؤلاء غاية في الإغراء وكم هي أساليبهم متفننة في القدرة على الاستدراج والإيهام. فعبر رسائل البريد الإلكتروني، تأتي رسالة منتحلة شخصية ممثل عن جائزة المسابقة الوطنية العامة The National Lottery ويرسل لك رسالة يعنونها بإشعار بالفوز بالمسابقة WINNING NOTIFICATION على سحب مسابقات أفضل بريد إلكتروني. ويذكر لك أن هذه نتيجة المسابقة [email protected] ويدعي أنك ربحت مبلغ مليون ومائتين جنيه إسترليني أو مبلغ ستمائة وأربعون ألف جنيه إسترليني. ويؤكد ذلك برسائل لاحقة للتأكيد Confirm Your Winning Amount وإذا لم تتجاوب يعيد التأكيد مرة تلو مرة مبشراً ومؤكداً على فوزك ويعطيك رقم بريد إلكتروني على أنه الخاص بك والذي حصل على الجائزة lucky numbers كما يرسل لك أرقام هواتف وفاكس وأرقام اتصال للتأكيد عليك بالفوز CONFIRM RECIEPT OF YOUR WINNING/LUCKY No: وفي آخر الرسالة (وهنا مربط الفرس) يطلب معلومات شخصية عنك حتى يرسل لك الرسالة، ويسميك في رسالته بالرابح. ويذكر لك أسمه الشخصي ويذكرك في الرسالة أن المعلومات سرية لك لوحدك وأن المبلغ (الذي هو جائزتك) محجوز رهن اتصالك بهم. وقد يرسل لك شخص رسالة أنك ربحت في مسابقات الحظ Lottery ويطلب منك معلومات ليرسل لك الجائزة أو لتحضر لتسلمها. والذي يبعث على الشك لدرجة توضح لك أن العملية مجرد استدراج، أنك إذا لم تتجاوب مع أول رسالة فإنه يعاود المراسلة ويعطيك مبلغاً مختلفاً للجائزة!. وتجد أن المرسل هو شخص باسم آخر. هذا غير رسائل الأشخاص بأسماء نسائية الذين يطلبون المساعدة الشخصية ويعطونك معلومات عن أنفسهم ويطلبون منك الصداقة ومن ذلك معلومات شخصية عنك. هناك رسائل بأسلوب آخر، كأن يذكر مرسلها أن لديه حساب ببنك متوفر فيه رصيد كبير ويريد تحويله لحسابك حتى تساعده على العيش. وأحياناً تُكتب الرسالة باسم نسائي في محاولة لاستعطاف البعض، أو لإيهام البعض بأن المرسلة مستعدة لبداية علاقة خاصة معك. ويطلب في الرسالة معلومات شخصية عنك ورقم حسابك بالبنك .. وكلها أساليب احتيالية.

ومن الأساليب الاحتيالية الخطرة، أن يتقمص مرسل الرسالة شخصية موظف البنك الذي تتعامل معه، ويرفق ملف أو رابط لموقع مصمم به شاشة شبيهة بشاشة البنك الذي تتعامل معه. ويطلب منك تحديث بياناتك عليه، ومن ذلك بالطبع رقم الحساب والرقم السري لتدخله على الشاشة المزيفة التي أعطاك إياها (وهو ما يريده بالضبط). حيث يستطيع السطو على حسابك بموجب هذه البيانات لأن كل ما يحتاجه أصبح متوفر لديه. أو يذكر لك معلومة بأن حسابك دخل به مبلغ ما هدية من شركة ما أو جائزة في مسابقة عامة، ويعطيك رابط لموقع مزيف مشابه لموقع البنك، ويطلب منك الدخول على هذا الموقع للتأكد منه. والمراد من كل ذلك أن تفشي باسمك ورقمك السري الإلكتروني. ومن الجدير بالذكر أنه من غير المستبعد أن يتواطئ معه موظف البنك، ففي كل مجتمع وفي كل بيئة عمل هناك ضعاف نفوس وليس في الأرض مجتمع ملائكة!. والذي يُحصل أن الطمع ينسي البعض أن الرقم السري هو خاص به فقط، لا يعطيه لأي شخص (أياً كان) ولو كان موظف البنك. وختاماً .. فإن غاية ما هنالك، أن هؤلاء أشخاص أو منظمات يستهدفون ضحاياهم للدخول على حساباتهم لتفريغها مما فيها من أرصدة. أو للحصول منهم على أكبر معلومات عنهم. يتم الحصول عليها ليستغلها المحتال أمام الآخرين مدعياً أنه يعرفك ويعرف فلان وفلان الذين حصل على معلومات عنهم بمثل هذه الطريقة، ليظهر للآخرين مصداقيته.

* محلل مالي سعودي [email protected]