الأسهم السعودية: تودع النصف الأول من يونيو بخسارة 418 نقطة

إغلاق المؤشر بالقرب من مستويات الثلاثاء يكشف الحيرة المسيطرة على التعاملات

TT

ودعت سوق الأسهم السعودية النصف الأول من شهر يونيو (حزيران) الجاري على انخفاض بـ 418 نقطة مقارنة بإغلاق الشهر الماضي تعادل 5.58 في المائة، كما أقفلت تعاملاتها الأسبوعية أيضا على تراجع قوامه 288 نقطة ما نسبته 3.9 في المائة.

بعد أن أنهت سوق الأسهم السعودية تداولات أمس عند مستوى 7074 نقطة بانخفاض لم يصل إلى النقطة الكاملة عبر تداول 109.1 مليون سهم بقيمة 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار)، لتعكس مدى الحيرة التي تعيشها تعاملات السوق في تداولات أمس والتي انتهت بما يقارب إغلاق أمس الأول ما يدل على تعادل بين قوى الشراء ومناصري البيع.

وجاء هذا التردد في دخول السوق أو كبح جماح قرارات الشراء بسبب ضبابية الرؤية في مستقبل مسار السوق القريب خصوصا مع البيوع القوية التي واجهت بعض الأسهم القيادية والتي تزيد من مستوى الهلع لدى المتعاملين، والذي زاد من التخوفات إعلان هيئة السوق المالية أمس عن موعد إدراج أسهم شركة كيان السعودية للبتروكيماويات للتداول السبت بعد المقبل.

حيث كان هذا الإعلان منتظرا منذ فترة بعد أن رجحت بعض المحافظ الابتعاد عن السوق حتى يتضح الموعد لاستغلال الأموال للدخول في أسهم الشركة الجديدة التي تعتبر مغرية مقارنة في أسعار مثيلاتها من نفس القطاع والنشاط، والبعض الآخر تخوف من قوة اتجاه السيولة إلى أسهم الشركة مع الإدراج وبالتالي التأثير على باقي أسهم شركات السوق.

إلى ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فضل البوعينين، مصرفي ومحلل مالي، الى أن محاولة التعرف على توجهات سوق الأسهم السعودية فلابد من التطرق إلى نقاط مهمة تتمثل في آلية صناعة السوق كوحدة متكاملة، وصناعة السهم نفسه، فبالحديث عن آلية صناعة السوق ككتلة واحدة، فلو ترك السوق على مجرياته الحالية يخشى أن تمنى السوق بانخفاضات أكبر في الأيام المقبلة.

ويبين البوعينين أن هذا التوجه عطفا على مجريات السوق خلال الأسبوع الماضي وحجم البيوع القوية على الشركات القيادية ما قد ينذر بحدوث أمور سلبية مستقبلا، مفيدا أنه إذا ما تدخلت قوى السوق لصناعته وحمايته من الانهيارات المقبلة خصوصا قبيل إدراج أسهم «كيان السعودية» للتداول لتبدأ السوق في الصعود التدريجي كي تسمح لجمع نقاط ايجابية يمكن استخدامها للمناورة مع بداية إدراج الضيف الجديد على السوق.

ويرى البوعينين أن صناعة السهم نفسه ـ يقصد سهم «كيان السعودية» ـ في يوم إدراجه للتداول لحمايته من أي مخاطر قد تدفعه للافتتاح بأسعار غير مشجعة لملاك السهم الرئيسين ولسوق التداول وللسوق الأولية (سوق الإصدار) على أساس أن أي افتتاح سلبي أو غير متوقع للسهم قد يؤثر مستقبلا على حجم تغطية الاكتتابات القادمة.

ويسترسل البوعينين في حديثه قائلا «إنه من المتعارف عليه عالميا أن هناك شركات مالية عادةً ما تتخصص في صناعة الأسهم حديثة الإدراج، مشيرا إلى ما حدث مع أسهم بنك البركة في سوق البحرين المالية وما يتوقع حدوثه في سوق دبي المالية، باتفاق ضمن النظام مع مؤسسي الشركة الرئيسين وإدارة السوق». وتمنى أن تكون هذه الشركات المتخصصة في صناعة الأسهم متوفرة في السوق المالية والسعودية لحمايتها من التذبذبات الحادة خاصة السلبية منها.

وأفاد أن السوق تحتاج في هذه المرحلة إلى تدخل قوى شراء لدعم أسهم الشركات القيادية التي تقف عند مفترق طرق، حيث أصبحت قريبة من مناطق دعم خطرة والتي يمكن أن تقودها إلى أسعار متدنية في حالة كسرها. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري محلل فني، أن المؤشر العام بدأ يشهد تغير مسار ربما لفترة محدودة كارتداد ثانوي داخل مسار رئيسي هابط، لكن السيولة الداخلة على أسهم شركة سابك في آخر الفترة أمس تعطي بعض إشارات الاطمئنان مع اقترابها من مستويات دعم قوية.

وأبان السديري أن ابتعاد أسهم شركة سابك من المستويات الدنيا المحققة أول من أمس يرجح جانب التفاؤل في نفسيات المتعاملين لابتعادها عن المستويات الخطرة لكن يبقى الترقب لتزايد وتيرة السيولة في الأسبوع المقبل.