تتواصل في مدينة الدار البيضاء فعاليات الأسبوع التجاري الجزائري، الذي يعتبر الأول في نوعه الذي تنظمه الجزائر بالمغرب منذ توتر العلاقات بين البلدين على إثر إغلاق حدودهما البرية بداية التسعينات من القرن الماضي. وتشارك في المعرض التجاري الجزائري، الذي أقيم بهذه المناسبة في فضاء مكتب معارض الدار البيضاء، 75 شركة جزائرية، ضمنها 35 شركة تابعة للدولة و30 شركة تابعة للقطاع الخاص، تمثل قطاعات التجهيزات الزراعية الثقيلة، والسياحة، والصناعة التقليدية، والمنتجات الصيدلية، والتجهيزات الكهربائية المنزلية، والصناعات الكيماوية، والبناء والأشغال العمومية، والخدمات، وصناعات مختلفة.
وعبر وزير التجارة الجزائري جعبوب الهاشمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن أسفه العميق لاستمرار ما سماه «الواقع المر لانغلاق الحدود البرية» بين البلدين، وما يتمخض عنه من ضعف في المبادلات التجارية بينهما، والتي قال إنها لا ترقى إلى مستوى ما يكنه كلا الشعبين الشقيقين الواحد للآخر من محبة واحترام، ولا إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه المبادلات التجارية بين بلدين متجاورين.
واضاف جعبوب أن مثل هذه التظاهرات يمكن أن تشكل أرضية خصبة لتعزيز لحمة الاتحاد المغاربي والحفاظ على أواصر الوحدة والتآخي بين المغرب والجزائر. وعبر عن أمله في أن تزول كل العقبات في أقرب وقت وأن تعود التجارة البينية بين البلدين إلى ما كانت عليه من قبل.
واعتبر وزير التجارة والصناعة المغربي صلاح الدين مزوار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، مبادرة تنظيم أسبوع تجاري جزائري بالمغرب إشارة إلى وجود رغبة عميقة في تطوير العلاقات التجارية والمبادلات بين البلدين. وأضاف أن هناك قناعة لدى الطرفين بضرورة بناء شراكة قوية في إطار قطب جهوي مغاربي قادر على رفع تحديات المنافسة الدولية. واشار الوزير المغربي إلى أن حجم المبادلات التجارية بين الطرفين بلغ في سنة 2006 نحو 3.5 مليار درهم (422 مليون دولار). وقال إن صادرات الجزائر للمغرب بلغت 3 مليارات درهم (361 مليون دولار) وتكونت في أغلبيتها الساحقة من منتجات النفط والغاز، فيما بلغت صادرات المغرب نحو الجزائر نحو 500 مليون درهم (60 مليون دولار).
وعلى هامش انطلاق الأسبوع التجاري الجزائري في الدار البيضاء، اتفقت أربع مؤسسات عمومية لتنظيم المعارض، من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، على إنشاء اتحاد مغاربي للمعارض.
وقال عبد الإله منيب، مدير عام مكتب معارض الدار البيضاء، إن المؤسسات الأربع اتفقت على البنود الرئيسية للنظام الاساسي للاتحاد الجديد والتزمت بإنهاء إجراءات تأسيسه قبل نهاية العام الحالي.
واضاف منيب «لقد وقعنا اليوم اتفاقا لإنشاء معرض مغاربي مشترك، ينظم سنويا بالتناوب بين دول اتحاد المغرب العربي». وأشار منيب إلى أن المعرض المغاربي الأول سينظم في السنة القادمة في الجزائر، يليها المغرب سنة 2009، ثم ليبيا وتونس.