الأسهم السعودية: تراجع نقطة مئوية واحدة و«التوّجس» يستمر

«النظرة المختلفة» تضفي الثقة بين المتعاملين

متداولون في احدى صالات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت سوق الأسهم السعودية أمس تراجعا قوامه 1.06 في المائة لتحقق بذلك ثاني تراجع هذا الأسبوع، إلا أن ذلك يأتي في سياق موجة الثقة العارمة التي تطال الرأي الفني والمالي بواقع مكونات السوق وما آلت إليه مؤشراته. ولا تزال آثار التوجس والحيطة تلف التداولات نظير طبيعة المرحلة التي تعيشها سوق الأسهم حاليا وهي انتظار إعلان الشركات عن نتائج أعمالها خلال الربع الثاني من العام الجاري وصافي نتائج الأعمال عن الستة اشهر الماضية، إذ من المعلوم أن كثيراً من شرائح المتعاملين وخصوصاً المستثمرين منهم ينتظرون ما ستؤول إليه النتائج وعلى ضوئها تبدأ تحديد الأهداف الجديدة لمحافظها.

ووصف بدر بن غيث وهو محلل مالي مستقل أن حالة السوق بعد تداولاته الأخيرة تؤكد ضرورة التطلع إلى «النظرة المختلفة» وهي حقيقة جاذبية سوق الأسهم ومؤشراته الحالية وأن ما وصلت إليه الأسعار تعد فرصة سانحة لا بد من اقتناصها.

وأفاد ابن غيث في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المرحلة الحالية التي تعيشها السوق في الوقت الحاضر تمثل مرحلة انتقالية مليئة بالتفاؤل لاسيما مع العمل على ترسيخ وتعميق سوق الأسهم من قبل هيئة سوق المال، مشيرا إلى أن إحصائيات المؤشرات تعطي اطمئنانا حيال سلوك السوق في الفترة المقبلة.

وكانت سوق الأسهم السعودية خسرت في تداولات الأمس 77.4 نقطة، ليغلق المؤشر العام عند 7235.17 نقطة، تم فيها تداول 171.9 مليون سهم بلغت قيمتها الإجمالية 7.01 مليار ريال (1.8 مليار دولار)، نفذت عبر 192.5 ألف صفقة. وصعدت يوم أمس أسهم 17 شركة فقط مقابل هبوط 66 شركة. ويعود ابن غيث للتأكيد على أنه برغم التراجعات التي تبدوا على المؤشر العام إلا أن السوق يبدو في مرحلة نمو قوية جدا لاسيما على صعيد معظم الشركات العاملة فيه، مؤكدا على ضرورة متابعة خطة الشركات واستراتجيات الإدارات والتي هي مليئة بالتوسعات في خطوط أعمالها وتوسيع إنتاجها وخدماتها.

من ناحيته، أبان منور العنزي وهو محلل فني مستقل أن عمليات تراجع المؤشر العام تأتي في سياق التعامل بطريقة الكسب السريع حيث أن كل موجة صعود تتبعها موجة هبوط وهو ما نشاهده حاليا حيث صعد المؤشر ليومين متتالين ليعود المتداول للتحول من عقلية الشراء إلى البحث عن فرصة البيع وتسجيل مكاسب فعلية في المحافظ، مفيدا أن هذه الحالة طبيعية في أي وضعية تكون عليها السوق.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» العنزي أن السوق تمر حاليا بمرحلة من التأسيس والتكوين التي يمكن أن تساهم في ترسيخ وترسية قواعدها ولذلك يمكن أن تتم ملاحظة بعض المظاهر التي من بينها عدم تأثير الأخبار القوية في تحريك السهم أو الانعكاس على سلوكه. ولفت العنزي إلى أن السيولة الضعيفة التي تشتكي منها سوق الأسهم حاليا لا تمثل سوى عملية انضباط من شرائح كبيرة من المتعاملين الذين اشتروا في مستويات سعرية عالية واستمروا بعدم التفريط في السهم والذي بدوره أدى إلى تراجع القيمة السوقية بالضرورة، مشيرا إلى أنه وبرغم ذلك لا يمكن التنبؤ بوضع مؤشر السوق خلال الفترة المقبلة من حيث قراءة المؤشر العام، ولكن ما يطمئن هو قوة الشركات وتوقع نتائج إيجابية في الفترة المقبلة.