الكويت ترفع قيمة الدينار أمام الدولار بنحو1.7 % والأسواق تختبر أسعار الربط الخليجية

عمان تستبعد تغييرا في سعر الصرف لعملتها

محل صرافة في الكويت حيث يجري تداول الدينار بقيمته الجديدة («الشرق الأوسط»)
TT

سمحت الكويت للدينار بالارتفاع بنحو 1.7 في المائة أمام الدولار المتدهور أمس، مما شجع المستثمرين على المراهنة على قيام منتجي نفط خليجيين آخرين بإعادة النظر في ربط أسعار صرف عملاتهم بالدولار. وصعد الدينار الى أعلى مستوياته في 18 عاما، في حين ارتفع الريال السعودي والدرهم الإماراتي بعدما تفاجأت السوق بحجم ثالث رفع لقيمة العملة الكويتية في ما يزيد قليلا على شهرين. وقال كوسيلاس ماميس، خبير أفريقيا والشرق الأوسط لدى كاليون كريدي أغريكول في باريس: «تبحث الأسواق عن البلد الذي يرجح أن يكون التالي». وقال البنك المركزي انه سيجري تداول الدينار بسعر 0.28200 دينار للدولار وسيشتري البنك الدولار بسعر 0.28195 دينار ويبيعه بسعر 0.28205 دينار. وكان السعر السابق للعملة الكويتية هو 0.28690 دينار للدولار. وقال روهيت كديا، مدير الخزانة لدى بنك الإمارات الدولي في دبي «لم يعد الدينار الكويتي عملة مقدرة بأقل من قيمتها. الكويت انتهت الآن والانتباه يتحول الى الدرهم». وسجل الدرهم 3.6716 مقابل الدولار بارتفاع طفيف عن مستواه قبل الإعلان. وارتفع الريال السعودي الى 3.7495 من 3.7505 ـ 3.7506. ولم يتسن الاتصال بالبنكين المركزيين في السعودية والإمارات العربية المتحدة للحصول على تعليق. واستبعد البلدان وجاراتهما البحرين وقطر وسلطنة عمان مرارا أي تغيير في سياسة سعر الصرف. وكانت البلدان الخمسة والكويت اتفقت عام 2003 على إبقاء ربط العملات بالدولار استعدادا لوحدة نقدية في 2010. وقال محمد ناصر نائب الرئيس التنفيذي في بنك عمان المركزي لـ«رويترز» أمس «إن سلطنة عمان ترى في تراجع الدولار «مرحلة عابرة» مستبعدا رفع قيمة الريال. وكانت سلطنة عمان أول من أثار الشكوك بشأن الجدول الزمني للوحدة النقدية العام الماضي عندما قررت عدم الانضمام اليها بحلول 2010. وبعدها أوقعت الكويت المشروع في أزمة في 20 مايو (أيار) عندما تخلت عن ربط عملتها بالدولار وتبنت سلة عملات قائلة إن ضعف العملة الأميركية يؤجج التضخم بجعله الواردات أكثر تكلفة. وارتفعت عملة الكويت، رابع أكبر مصدر للنفط في الشرق الأوسط، بنحو 2.5 في المائة منذ 19 مايو. وقال سايمون وليامز، الاقتصادي في بنك «إتش.إس.بي.سي» في دبي «إذا نظرنا الى حجم هبوط الدولار خلال العام الماضي أو نحو ذلك فسنجد أن التعديلات اتاحت للكويت استرداد جزء صغير مما فقدته». وهبط الدولار صباح أمس الى أدنى مستوى في شهرين ونصف الشرق أمام الين وسط مخاوف بشأن اضطراب سوق الائتمان الأميركية وضعف قطاع الإسكان بالولايات المتحدة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع بلغ أدنى مستوى على الإطلاق مقابل اليورو وهوى الى أقل مستوى في 15 عاما أمام سلة من ست عملات رئيسية. ورفض البنك المركزي الكويتي الكشف عن تكوين سلة العملات، مكتفيا بالقول إنها تتكون من عملات تستخدمها الكويت في الاستيراد والاستثمار وان الدولار أحد المكونات الرئيسية للسلة. وقبل خطوة أمس تكهن بنك ستاندرد تشارترد بأن العملة الأميركية تمثل نحو 70 في المائة من السلة. وقال ستيف برايس خبير اقتصاد المنطقة في ستاندرد تشارترد «يعني هذا أن تمثيل الدولار بنسبة 70 في المائة من السلة كبير جدا أو أنهم يريدون ارتفاع الدينار مقابل عملات رئيسية لأنهم قلقون بشأن ضغوط تضخمية». وبلغ معدل التضخم في الكويت 5.15 في المائة بنهاية مارس (آذار) وفقا لأحدث البيانات المتاحة. وبحسب كاليون فإن زهاء 38 في المائة من واردات الكويت تأتي من منطقة اليورو مقارنة مع 39 في المائة للإمارات و51 في المائة لقطر.