الأجانب يغذون ازدهار سوق العقارات الفاخرة في سويسرا

بعد تسهيل قوانين الهجرة

TT

كويزناخت (سويسرا) ـ رويترز: في حين ارتفعت بشدة أسعار المساكن في مدن مثل لندن ومدريد في السنوات القليلة الماضية، بدأ ازدهار أهدأ وان كان كبيرا في سوق العقارات المستقرة عادة في سويسرا.

فالمشترون الاجانب يتدفقون على أماكن مثل بلدة كويزناخت التي تبعد بضع دقائق بالسيارة عن مركز تجمع البنوك وشركات التأمين في زيورخ مما دفع أسعار العقارات الفاخرة الى الارتفاع لمستويات قياسية.

وقال كاكس بومجارتنر رئيس المجلس المحلي في كويزناخت: «نحن نرقب هذا الامر بقلق... أسعار الشقق ترتفع بسرعة لا يمكننا ايجاد مساحات جديدة لذلك أصبح من الصعب ايجاد شقق بأسعار معقولة».

فقد اقبل الاغنياء من المانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة في الفترة الاخيرة على شراء مساكن في كويزناخت التي تتيح منازل انيقة ومطاعم غالية وضريبة لا تتجاوز عشرة في المائة على أعلى شريحة دخل.

والمساكن الاغلى هي المطلة على بحيرة زيورخ الساحل الذهبي لسويسرا. وقد يدفع المشترون ما يقارب ثلاثة ملايين فرنك سويسري في منزل على الساحل الذهبي بالمقارنة مع نحو 800 ألف فرنك في شقة في وسط المدينة.

وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي كانت أسعار الشقق الكبيرة على الساحل الذهبي أعلى بنسبة 70 في المائة عن مستواها في بداية القرن وفقا لحسابات شركة «فويست اند بارتنر للاستشارات العقارية» ومقرها زيورخ، وارتفعت أسعار المنازل الكبيرة بنسبة 60 في المائة.

لكن الشركة تقول ان كويزناخت ليست المكان الوحيد الذي يشهد ازدهارا، فأسعار المنازل الكبيرة في زيورخ نفسها ارتفعت بأكثر من 50 في المائة في السنوات السبع الماضية في حين ارتفعت اسعار الشقق الكبيرة بنسبة 82 في المائة.

ويقول فريدي هازينميل محلل العقارات في «كريدي سويس» ان ارتفاعات الاسعار لم تبلغ بعد مستوى النمو الذي شهدته مدريد ولندن وباريس في السنوات القليلة الماضية، لكنها تظل كبيرة بسبب الطبيعة المستقرة نسبيا للسوق في سويسرا، حيث يعيش أكثر من 70 في المائة من السكان في منازل مستأجرة.

وقال هازينميل «منطقة الساحل الذهبي بالتحديد هي المنطقة التي يزيد فيها الطلب على العقارات ولذلك ترتفع الاسعار».

ومع مئات البنوك المسجلة في زيورخ وحدها بخلاف قطاع التأمين وادارة الثروات فان أموالا كثيرة تتداول، ويقول هازينميل «نشهد حاليا ارتفاعات في الرواتب ومكافآت كبيرة تمنح مع زيادة قوة الوضع الاقتصادي خاصة في القطاع المالي... فأصبح هناك الكثيرون الذين زادت دخولهم الاجمالية بشكل عام».

وأدى التخفيف في الفترة الاخيرة من تشدد القوانين المقيدة للهجرة الى زيادة عدد الاجانب خاصة الاوروبيين الراغبين في العمل في سويسرا.

وتابع هازينميل «يتدفق الكثيرون خاصة من المانيا على سويسرا ويحصلون على وظائف جيدة... وهم من العاملين المؤهلين ذوي الدخول المرتفعة مما يمكنهم من شراء عقارات سكنية حتى في ظل ارتفاع الاسعار».

والعديد من الشركات في زيورخ يديرها أجانب والكثير من الشركات المتعددة الجنسيات تقيم مقارها الاوروبية في زيورخ، واقامت شركة «جوجل» مركزها الهندسي الاوروبي هناك في الفترة الاخيرة.

والالمان على وجه الخصوص هم الاكثر تدفقا على سويسرا، فقد انتقل نحو ستة الاف الماني الى زيورخ في عام 2006 وهو رقم أعلى بكثير من أية جنسية أخرى، والغالبية جاءت من شركات التأمين والادوية حسب بيانات بلدية زيورخ.

ولكن ليس العاملون فقط هم من يأتون الى سويسرا فأرباب المعاشات الالمان الراغبون في تجنب ضرائب التركات واية تغييرات مستقبلية فيها قد تطرحها حكومة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يأتون الى سويسرا.

وقال الوكيل العقاري كلود جينستا الذي يتعامل في عقارات الساحل الذهبي «لدينا الكثيرون كذلك ممن يطلق عليهم لاجئو ميركل الذين يسعون للفرار من ضرائب التركات في المانيا».

واذا كان أقل من 5 في المائة من ستة الاف مهاجر الماني من أصحاب الثروات الكبيرة يقول جينستا ان ذلك يعني أن نحو 300 شخص يتطلعون لشراء فيلات على الساحل الذهبي والتي لا يعرض منها في السوق سوى عدد محدود في أية لحظة معينة، وهؤلاء المشترون لا يهتمون الا بأكثرها فخامة.

وقال ارس تشودي وكيل عقارات آخر من زيورخ: «انهم لا يتسرعون ويبحثون جيدا عن أفضل شيء وهم مستعدون لدفع ثمنه».

وقال جينستا «ليس لدينا سوى القليل جدا في هذه المنطقة من العقارات التي تباع بأكثر من 15 مليون فرنك سويسري، لكننا شهدنا في الفترة الاخيرة اقبالا من جانب مشترين مستعدين لدفع ما بين 20 و25 مليون فرنك في المكان المناسب».