«سيتي غروب»: شهية الخليجيين ستظل مفتوحة على الاستحواذات العالمية

رغم أزمة الائتمان العالمية

أحد متاجر مجموعة سينزبري البريطانية، والتي تسعى قطر لشرائها («الشرق الأوسط»)
TT

توقعت مجموعة سيتي غروب المصرفية أمس، أن تبقى شهية دول مجلس التعاون الخليجي مفتوحة على عمليات الاستحواذ الدولية، على الرغم من الأزمة التي تمر بها أسواق الائتمان العالمية حاليا. وقال مشتاق خان، الباحث في المجموعة، إن أسعار نطاقات الصكوك الاسلامية، ارتفعت في الآونة الأخيرة استجابة لمخاوف سوق الائتمان العالمي، حيث شهدت أسواق المال المحلية عمليات بيع مدفوعة بخروج المستثمرين الاجانب للسوق. وقال خان في النشرة اليومية للمجموعة، إن هذا قد يؤدي فقط إلى تأجيل دخول مصدري صكوك جدد للسوق، إلا أنه من غير المرجح أن يؤثر على خطط الاستثمار.

وأدت الأزمة الى سلسلة من عمليات تأجيل لاصدارات سندات وصكوك في أسواق المنطقة والعالم، أحدثها كان إرجاء شركة دانة غاز الإماراتية، تسعير إصدارها من الصكوك الإسلامية بقيمة مليار دولار حتى سبتمبر(أيلول) المقبل، بسبب ضعف أسواق الائتمان العالمية.

كما أعلنت شركة غازبروم الروسية أكبر شركة للغاز في العالم، عدم تسعير سنداتها العالمية بالدولار التي يبلغ أجلها 30 عاما بسبب تقلبات الأسواق.

وكان بنك الخليج الأول، ومقره أبو ظبي، قرر مطلع الشهر الحالي، إرجاء برنامج لإصدار سندات بقيمة 3.5 مليارات دولار. كما قرر بنك إثمار البحريني، تأجيل طرح صكوك إسلامية خمسية بقيمة 300 مليون دولار، بسبب قطاع الرهن العقاري عالي المخاطر، وتداعياته على أسواق الائتمان.

الا أن خان يرى أنه على الرغم من الاسواق المضطربة في العالم المتطور، فإن اسواق الخليج وآسيا اكثر ربحية بسبب الفائض الصحي للبترول فيها.

وتشير آراء الى ان الشهية لتمويل المشاريع في الخليج، هي الاعلى في العالم، وأن الحكومات حريصة على ضمان بقاء زخم الاستثمار قائما. وذكرت نشرة سيتي غروب ان اسعار النفط هي عامل القلق الابرز للمنطقة، وباستثناء حدوث تباطؤ شديد في الولايات المتحدة يؤدي لهبوط الأسعار، فمن المرجح أن يبقى الخليج في وضع مريح.

وقال خان، إن القلق من قيام مستثمرين عرب ببذل بالضغط اكثر على السيولة العالمية من خلال عدم الاستثمار، هو رأي مبالغ فيه.

وأشار الى أن استثمار العوائد النفطية يزداد تعقيدا ما يعني ان الاسواق العالمية المضطربة، قد تكون فرصة اكثر منها رادعا للمستثمرين الخليجيين. وتنشط عدة مؤسسات خليجية حاليا في عمليات استحواذ، من ابرزها سعي قطر لشراء مجموعة سينزبري البريطانية التي تأثرت بأزمة الائتمان، وسعي دبي لشراء مطار اوكلاند النيوزلندي بمبلغ يتجاوز 4 مليارات دولار، وهو السعي الذي يواجه عقبات سياسية اكثر منها مالية بسبب أزمة سوق الائتمان. كما أعلنت بورصة «او.ام.اكس» الاسكندنافية التي تدير عدة بورصات في شمال أوروبا، أن بورصة دبي اشترت بمبلغ لم يعلن عنه حصة نسبتها 4.9 في المائة من أسهمها، مع إمكانية شراء حصة أخرى من الأسهم مستقبلاً نسبتها 22.5 في المائة بعد الاتفاق على شروط معينة. واغلقت شركة استثمار الاماراتية هذا الشهر، اي في أوج أزمة الائتمان العالمية عملية استحواذ لمتاجر بارنيز الامريكية، بمقابل 942.3 مليون دولار، وهي تتجاوز ضعف المبلغ الذي دفعته جونز اباريل لشراء سلسلة متاجر الملابس في نيويورك عام 2004.

وقالت مبادلة وهي وكالة استثمار لحكومة ابوظبي انها ترغب باقتراض المزيد لتمويل عمليات استحواذ عالمية. وقال خان انه مع احتمال بقاء تدفق العوائد النفطية قويا لما تبقى من هذا العام، فمن المرجح ان تظل شهية الخليج على المشاريع المحلية والاقليمية والاستحواذات الأجنبية المدفوعة بالملكية الخاصة مفتوحة بقوة.