الأسهم السعودية: المؤشر العام يأبى الوقوف تحت مستوى 8000 نقطة

استمرار موجة «الثقة والتفاؤل» في وضعية السوق.. وخبير يتوقع أن يكون حاجز الـ 9000 مقاومة «شرسة»

متعاملون في احدى صالات التداول للاسهم السعودية («الشرق الاوسط«)
TT

كشفت تداولات الأسهم السعودية أمس عن صمود المؤشر العام فوق حاجز 8000 نقطة في مرحلة تعتبر مخاضا لتأسيس أرضية جديدة ينطلق من عندها المؤشر نحو تسجيل معدلات جديدة تراجع من عندها في سلسلة انهيار فبراير «شباط» عام 2006، إذ حافظ المؤشر العام على مكتسبات التداولات السابقة.

وبحسب تعاملات الأمس، وقف المؤشر مرتفعا بشكل طفيف قوامه 14.6 نقطة، تمثل صعودا ضئيلا قدره 0.18 في المائة عن إقفال أول من أمس، في حين تراجعت معدلات السيولة بأكثر من مليار ريال لتصل أمس عند 9.04 مليار ريال (2.4 مليار دولار) نتيجة لتداول 169.1 مليون سهم نفذت عبر 223.3 ألف صفقة، صعدت معها أسهم 63 شركة مقابل تراجع أسهم 18 شركة.

ولا تزال الأسهم القيادية السبب وراء تماسك السوق فوق الحاجز المعنوي الأقوى في المرحلة الحالية (8 آلاف نقطة)، ولو لم تكن هناك ارتفاعات سعرية قوية إلا أن مؤشراتها تبقى خضراء وعلى وجه الخصوص سهم «الراجحي» الذي صعد أمس بأكثر من نصف في المائة.

وتعليقا على وضعية السوق، قال عبد الله بن طارق القصبي شريك في شركة رواج للاستشارات، إن وضع سوق الأسهم المحلية آمن، إذ أن المقاومة فوق حاجز 6700 نقطة قبل شهور كان مؤشرا على قاعدة تأسيس متينة ستستند إليها قوى السوق وتعمد إلى الاتكاء عليها في مشوار تصاعد المؤشر العام، ربما يواجه المؤشر ذات الحالة حاليا.

وأضاف القصبي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الأسعار الحالية تضيف دعما فنيا جديدا حيث لا تسمح السوق والأرباح المحققة والعوائد المسجلة بضغوطات سعرية تخسف بأسعار الأسهم من جديد، إلا ما سيكون عند ملامسة المؤشر العام حاجز 9000 نقطة إذ ستكون هي نقطة المقاومة التي ربما يعاود المؤشر من عندها.

وزاد القصبي بأن الوصول إلى هذا المعدل ووفق آلية منطقية في تحرك المؤشر العام ربما سيكون محطة لإعادة ترتيب الأوراق من جديد والنظر إلى مؤشرات فنية جديدة كالمكررات الربحية ومعدلات الصعود وأسعار الفائدة غيرها، لاسيما لشريحة الصناديق والشركات والمستثمرين الكبار.

ويتوقع القصبي أن تسجل عوائد الأسهم السعودية في متوسطها على الصناديق والمستثمرين معدل يتراوح بين 6 و9 في المائة يستثنى من ذلك المضاربات الحامية والدخول في معدلات خطر عالية من قبل المتعاملين، مبينا أن المؤشر العام لا يزال يعيش حاليا مرحلة دافئة.

إلى ذلك، يرى عبد المنعم عدّاس أستاذ الإدارة المالية في دار الحكمة بجدة أن الرؤية بفرضية تراجع السوق أو تعرضه للهبوط بعد صعودات بعض الأسهم القيادية مثل تفاعلات سهم «الراجحي» و«سابك» في الوقت الراهن، هي مرفوضة وذلك لأن هدف عمليات الشراء حقيقية وتهدف إلى البحث عن فرص استثمارية متاحة حاليا.

وقال عداس لـ«الشرق الأوسط» إن هناك ملاحظة لابد من إيرادها تتمثل في وجود حقيقة مفادها أن السوق حاليا لا تحيط به أي عوامل سلبية وبالتالي فالإيمان بصحوة السوق وقوته وقدرته على تسجيل ارتفاعات مقبلة واقع لابد من الاعتراف به، مفيدا بأن القراءة الأولية تكشف بوضوح عدم وجود سبب فعلي لارتفاع السوق.

وأضاف عداس أنه ليس بالضرورة وجود مسببات أو مبررات تدفع بالمؤشر العام للصعود، إلا أن قوى الطلب والعرض الطبيعية هي المحرك الفعلي وهو الأمر الذي يعتبر من سمات السوق المالية الناضجة.