الهند تطبع أوراقا نقدية من البلاستيك بدلا من الورق

تستخدم في أكثر من 20 دولة وتتميز بصعوبة تزويرها

ورقة نقدية هندية من فئة 10 روبيات («الشرق الأوسط»)
TT

تبدأ الحكومة الهندية ومصرف الاحتياط الهندي قريبا في طبع اوراق نقدية من البلاستيك بدلا من الورق.

وذكر مسؤولون في مصرف الاحتياط الهندي ان المصرف يخطط لإجراء تجربة لطباعة مليون ورقة نقدية من فئة 10 روبية باستخدام تقنية البلاستيك التي تستخدم في اكثر من عشرين دولة، بما في ذلك استراليا ونيوزيلندا ورومانيا مع استخدامات متفرقة في البرازيل والصين والمكسيك وسنغافورة وهونغ كونغ وسري لانكا.

وقال تشانديغرا دالجيت سينغ نائب المدير العام لمصرف الاحتياط «يدرس المصرف استخدام العملات البلاستيكية التي يمكن ان تكون مزيجا من الورق والبلاستيك والقطن»، ومن المتوقع ان يبدأ طرح العملة الجديدة قريبا، وسيجرى اختبارها في اوضاع السوق المفتوح.

وبالاضافة الى ذلك قرر مصرف الاحتياط تقديم عملات من الصب بما ان العملات المعدنية المستخدمة حاليا مصنوعة من النحاس والنيكل يتم صهرها لاستخدامها في صناعة المجوهرات. ويستعمل الناس العملات المعدنية لبيع المعدن الذي يصل سعرها الى اكثر من سعر العملة المعدنية. والعملات المعدنية المتوفرة في الهند هي من فئة 10 و20 و25 و 50 بيزة بالاضافة الى روبية وروبيتين وخمس روبيات. ويمكن طبقا لقانون العملات لعام 1906 اصدرت عملة معدنية من فئة الف روبية.

وتجدر الاشارة الى ان استراليا هي اول دولة في العالم تستخدم أوراقا نقدية مصنوعة تماما من البلاستيك (البوليمر) وذلك منذ عام 1988.

وتوجد لدى مصرف الاحتياط الهندي 4 مطابع نقدية، موجودة في ناسيك وماهراشترا ومادهيا وبراديش في شرق بنغال وميسور في كارناتاكا، بالاضافة الى بعضها في فرنسا والمانيا.

ولكن لماذا قررت الهند اجراء تجارب على استخدام النقدية البلاستيك؟ السبب الاول بالطبع هو ان عمرها الافتراضي اطول، بحكم صناعتها من مادة البوليمر غير النافذة بالاضافة الى طبقة خاصة حامية تمنع امتصاص الرطوبة.

والسبب الثاني هو ان الأوراق النقدية الجديدة الخاضعة للاختبار يصعب تزويرها. فدول مثل المكسيك التي تستخدم تقنية البوليمر يقال انه يصعب تزوير أوراقها النقدية المصنوعة منها. واضافة هذا فانه بعدما ينتهي العمر الافتراضي، يمكن اعادة تدوير النقدية واستخدامها في منتجات بلاستيكية.

وتوصلت وحدة العملات المزورة في مصرف الاحتياط الهندي بالاضافة الى لجنة بوزارة المالية الى ان الأوراق النقدية البلاستيكية الجديدة هي وحدها الكفيلة بحل مشكلة العملات المزورة التي تضخمت بشكل لم يسبق له مثيل في الشهور الاخيرة. وتذكر المصادر ان العملات المزورة قد اغرقت الاسواق وان حتى المصارف لم تتمكن من اكتشافها.

وفي الآونة الاخيرة تمكن المزورون من الحصول على الورق الخاص الذي تطبع عليه الأوراق النقدية الهندية، وهو ما شكل صداعا للسلطات، ولا سيما عندما تبين ان بعض الأوراق النقدية المزورة التي تم اكتشافها في الشهور الماضية طبعت على ورق يستخدم في طباعة الأوراق النقدية الاصلية.

وقالت المصادر انه بالرغم من عدم وجود تقديرات رسمية عن حجم الأوراق النقدية المزورة المتداولة، فان تقريرا حكوميا حدد المبلغ بما يقرب من 4 مليارات روبية في عام 2004.

وتتردد يوميا انباء عن اكتشاف عملات مزورة في مكان ما من الهند، وإن كان قد تبين ان معظم الأوراق النقدية المزورة اتت من منطقة الحدود مع بنغلاديش ونيبال، كما عثرت الشرطة الهندية على اكياس من الأوراق النقدية المزورة القيت من قطارات قادمة من الجانب الباكستاني في بعض المناطق الخالية حيث يلتقطها عملاء لتُوزع في الاسواق المفتوحة. ويعتقد ان كميات من العملات المزورة المضبوطة هي مجرد قطرة في المحيط، والامر الذي يدعم هذه النظرية هو حقيقة انه تم العثور على عملات مزورة مع عدد من الباكستانيين القادمين الى الهند ومع بعض الاشخاص الذين يحاولون تهريب العملة عبر الحدود النيبالية او غيرها من الطرق.

وفي آخر تقرير سنوي عن التحديات غير العسكرية التي تواجه الهند اعدته وزارة الدفاع الهندية تم اعتبار العملات المزورة تهديدا امنيا غير عسكري يضر بالاقتصاد الوطني.