فضيحة تلاعب تطال موظفين في أكبر مؤسستين في «وول ستريت» في نيويورك

TT

وصفت هيلين كانتويل، مساعدة المدعي الفيدرالي في مدينة نيويورك الأميركية، محاكمة أشخاص يعملون في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك) بأنها «واحدة من اكبر قضايا الفساد والتزوير في سوق الأسهم والأوراق المالية منذ أكثر من عشرين سنة». واثنت كانتويل امس، على المحققين الفيدراليين الذين حققوا في القضية، وقالت ان نجاح محاكمة المتهمين يجب ان تزيد من يقظة الحكومة لمراقبة الفساد والتزوير في شارع «وول ستريت».

وتشمل القضية اكبر مؤسستين ماليتين في «وول ستريت»، ومن اكبر المؤسسات المالية في اميركا «غولدمان ساكس» و«ميريل لنش».

وكانت محكمة فيدرالية في نيويورك قد أدانت، أول من أمس، ايوجين بلوتكين، في تهم يمكن ان يسجن بسببها 165 سنة. وأدانت، في يناير (كانون الثاني) الماضي، نفس المحكمة زميله ديفيد باشين، غير ان ثالثهما، ستان شبيغلمان، وافق على التعاون مع المحققين، وكشف تفاصيل الجرائم.

وخلال ثلاث سنوات، نجح الثلاثة في جمع سبعة ملايين دولار وتقاسموها، وذلك باستعمال طرق، وصفتها هيلين كانتويل، مساعدة المدعي الفيدرالي، بأنها «من أكثر عمليات التزوير ذكاء وإبداعا وتعقيدا».

وكان الثلاثة قد تقابلوا عندما كانوا طلابا في الجامعة، ثم عمل بلوتكين في شركة «غولدمان ساكس»، وعمل الاثنان في شركة «ميريل لنش». وخططوا، واتفقوا وفقا لما تم الكشف عنه أثناء المحاكمة مع رجل ليقدم طلبا ليعمل في مطبعة مجلة «بيزنس ويك» التي تقدم تنبؤات أسبوعية لاحوال الأسهم والأوراق المالية. وعندما قبل طلب الرجل، وعين ناقلا لأوراق المجلة داخل المطبعة، اتفقوا معه على ان يسرق صفحة التنبؤات قبل ان تصدر الجريدة، وهكذا استطاعوا الحصول على التنبؤات قبل غيرهم من العاملين في «وول ستريت»، واستفادوا منها في تحقيق الأرباح التي وصلت إلى سبعة ملايين دولار.

وأول من أمس، عندما وقف بلوتكين امام القاضية لإصدار الحكم بإدانته، قال: «اود ان اعتذر، لكني لا اقدر على الحصول على الكلمات التي تعبر عن اعتذاري. اود ان اعتذر للأذى الذي ألحقته بالآخرين، وخاصة عائلتي».