لبنان ينشئ مركزاً معلوماتياً لتحسين المناخ الاستثماري

تراجع إلى المركز الرابع عربيا في جذب الرساميل

TT

تسعى «المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات» في لبنان (ايدال)، المرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، الى تحسين مناخ الاستثمار وتوفير الخدمات والحوافز للمستثمرين بالرغم من أجواء عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تسود الساحة اللبنانية.

وفي هذا الاطار، قررت المؤسسة انشاء «مركز للمعلومات ودعم المستثمرين» بتمويل من «الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويمثل هذا المركز قاعدة معطيات كاملة يمكن للمستثمر الاعتماد عليها في القيام بأي مشروع»، على حد قول رئيس المؤسسة نبيل عيتاني، الذي اشار الى «الصعوبات الحالية التي يصادفها رجال الاعمال في الحصول على المعلومات والاحصاءات الضرورية لوضع دراسات الجدوى والاسواق». وألح عيتاني على المؤسسات والتجمعات المهنية، والمؤسسات العامة كي تتعاون من اجل تنفيذ هذا المشروع، الذي وصفه وزير الدولة للتنمية الادارية جان اوغاسبيان بانه «يعكس ارادتنا في تحديث الادارة من خلال استغلال البرامج المعلوماتية، وتسهيل اتخاذ القرار لدى المستثمرين، والسماح لهم بتوظيف رؤوس اموالهم في مختلف القطاعات».

وكان الوزير اوغاسبيان قد اودع المؤسسة برنامجاً معلوماتياً خاصاً يتيح توفير المعلومات من مصادر مختلفة (الوزارات، غرف التجارة، التجارة المهنية والمنظمات المحلية والدولية، بهدف تزويد موقع المؤسسة الالكتروني بها).

وعلى الرغم من تحسن واقع الاستثمارات في الفصل الثالث من هذا العام فان التحديات التي تواجهنا، كما يقول اوغاسبيان، لا تزال كبيرة، ولاسيما منها استمرار عدم الاستقرار السياسي والامني الذي يهدد بشل قدرة البلد على المقاومة، وباضعاف ثقة المستثمرين اللبنانيين والعرب والاجانب بالاقتصاد الوطني. وتنصب كل مساعينا الآن على خلق بيئة مؤاتية للاستثمار من خلال المركز المذكور الذي سيبدأ العمل فيه مطلع العام المقبل».

واذا عدنا الى التقرير السنوي للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار والذي يحمل عنوان: «مناخ الاستثمار في الدول العربية للعام 2006» لوجدنا ان لبنان شهد نمواً في الاستثمارات ورؤوس الاموال العربية بنسبة 31% لتصل الى مليارين و335 مليون دولار، في مقابل مليار و779 مليون دولار، لكنه تراجع الى المركز الرابع في جذب الاستثمارات، بعدما احتل المركز الثالث عام 2005، والمركز الثاني عام 2004، والاول عام 2003، ويدل التقرير على ان غالبية الاستثمارات المحققة تمت في النصف الاول من عام 2006، اي قبل عدوان يوليو (تموز).

تجدر الاشارة الى ان «الوكالة الدولية لضمان الاستثمار» (ميغا)، التي يعتبر لبنان عضواً فيها منذ نحو 10 سنوات، قدمت الى مؤسسة «ايدال» دراسة عن تقييم الحاجات حددت فيها قدرة «ايدال» على تشجيع الاستثمارات بالنسبة الى افضل الممارسات الدولية واقتراح الخطوات التي من شأنها تعزيز قدرة «ايدال» على اجتذاب الرساميل المباشرة الاجنبية الى لبنان.علاوة على ذلك، بات مجتمع المستثمرين في لبنان اكثر اهتماماً من ذي قبل بقدرة الوكالة على تقديم التغطية غير التجارية لاستثماره في البلدان النامية الاخرى. ففي السنة المالية 2002، اصدرت الوكالة المذكورة كفالة لاستثمارات شركة «انفستكوم» اللبنانية بمقدار 8.1 ملايين دولار على مشروعها للاتصالات في «بنين»، وفي السنة التالية، اصدرت الوكالة كفالة بقيمة 56 مليون دولار للشركة نفسها على استثماراتها في سبايستل، وهي ثاني اكبر شبكة للهواتف الجوالة في سورية، كذلك قام مستثمرون لبنانيون بتقديم طلبات اولية في مجالات التمويل والبنى التحتية والتصنيع لاستثماراتهم في ساحل العاج وغانا وسيراليون وغامبيا وغينيا وسورية.