الأسهم السعودية: «الحيرة» تلف آخر تداولات الأسبوع

1.5 مليار دولار حجم السيولة المتداولة وتوجه نحو المضاربة المتوسطة الحذرة

TT

ألقى سلوك الحيرة الذي تعيشه سوق الأسهم السعودية آثاره على آخر تداولات الأسبوع أمس، اتضح بما كشفت عنها مؤشرات الأساسية للتداولات أبرزها معدلات السيولة وحجم المتداول وتفاعلات القطاعات، لينهي المؤشر العام تعاملاته على ارتفاع طفيف قوامه12.1 نقطة فقط. ولعل هذه الحالة التي لازمت المؤشر العام في الأسبوعين الأخيرين من التداولات وتواصلت حتى آخر تداولات هذا الأسبوع نتيجة طبيعية تأتي عند الترقب والحذر والحيطة من قبل شرائح المتعاملين، تخوفا من سلوك سلبي قد ينهجه المؤشر العام.

وتقول مجموعة «كسب» المالية إن السمة الحالية للسوق هي التذبذب وتناوب عمليات الارتفاع والانخفاض بشكل نسبي، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى انخفاض في حجم التداولات.

وترجع مجموعة «كسب» المالية السبب وراء استمرار حالة التذبذب والحيرة وانخفاض أحجام التعاملات إلى مخاوف بعض المتعاملين من حدوث انخفاضات حادة ومفاجئة، وانتشار الشائعات حول إمكانية اختراق المؤشر العام لكسر مستويات جديدة انخفاضاً، مما خلق نوعاً من الإرباك لدى تلك الفئة وجعلهم يعرضون أسهمهم بأية أسعار نظرا لعدم وضوح الرؤيا المستقبلية لاتجاه المؤشر.

وأقفلت تداولات الأسهم السعودية أمس بحجم سيولة قوامه 5.7 مليار ريال (1.5 مليار دولار)، ساهمت في رفع المؤشر العام بواقع 0.15 في المائة، ليقف عند 7885.25 نقطة، بتداول 136.3 مليون سهم، تم من خلال تنفيذ 150.6 ألف صفقة، تفاعلت معها أسهم 40 شركة مقابل تراجع أسهم 40 شركة.

من جهته، يقول لـ«الشرق الأوسط» حسن بن عبد الله القاضي وهو محلل مالي سعودي مستقل، إن الحيرة التي عليها السوق تأتي في خطوة استباقية للنهوض بالمؤشر العام للتأهب لاختراق حاجز 8000 نقطة، إذ أشار إلى أن ملامسة نقطة الدعم عند مستوى 7750 نقطة تعني استيفاء الحق الفني للصعود بالمؤشر عند حدود لا بد أن تتخطى حاجز 8100 نقطة قريبا.

وأضاف القاضي أن القراءة الفنية الحالية تكشف أن حركة التذبذبات القائمة تمثل موجة فرعية منبثة من موجة صاعدة عامة، لافتا إلى أن ذلك يعطي انطباعا واضحا باستمرار وتيرة المضاربة والتعاملات لمدة لن تقل عن 10 أيام المقبلة لتخطي الحاجز المستهدف.

وبين القاضي أن المضاربة ستكون سائدة كجزء من تفاعل السوق ومؤشراته خلال الفترة المقبلة، ولكنها ستكون وفق سياسة المضاربة المتوسطة الحذرة، لا سيما أن الوقت ربما لا يزال غير مناسب لمواصلة طرح الاكتتابات الجديدة وتواصل آثار تخوف شريحة من صغار المتعاملين للتداول. ولكن مجموعة «كسب» المالية عادت للتأكيد على أن لعمليات المضاربة أثرا على السوق والتي تشكل جزءاً كبيرا من تعاملاته وتعتبر في بعض الأحيان المحدد الرئيسي لاتجاه المؤشر، موضحة أنه مع أية انخفاض حادة لأسهم المضاربة تنخفض معها أسهم جميع القطاعات.

وتتوقع مجموعة «كسب» المالية أن يستقر السوق تدريجيا مع ظهور توجهات واضحة نحو أسهم شركات استراتيجية في السوق قد تعمل على دعم المؤشر لعودته إلى مستوياته ما قبل أسبوعين، مشيرة في الوقت ذاته إلى ترقب أن تعلن بيوت الخبرة وشركات الوساطة المرخصة خلال الأسبوعين المقبلين توقعاتها لنتائج أرباح الربع الثالث لأهم الشركات في السوق والتي يؤمل النظر إليها بجدية والبعد عن الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة.

من ناحيتها، توقعت «مجموعة بخيت» الاستثمارية أن تواصل سوق الأسهم السعودية استقرارها النسبي إلى حين إعلان النتائج المالية للربع الثالث 2007، مفيدة بأنه بناء على ذلك سيتحدد اتجاه السوق في الفترة المقبلة، في حين لمحت إلى أن أسهم المضاربة مرشحة لأن تبقي الاحتمالات مفتوحة أمام تعرضها لتراجعات حادة نظراً لمكرراتها الحالية المتضخمة.