حرب أسعار بين شركات الطيران تخفض سعر التذكرة من دول الخليج إلى أوروبا 64 %

شهر رمضان يخفض المبيعات.. والشركات الاقتصادية تدخل على الخط

TT

اشتعلت حرب أسعار في سوق السفر والسياحة في دول الخليج، تسببت في تنافس شركات الطيران الدولية على التسابق على تخفيض أسعارها، للفوز بحصة من كعكة المسافرين، الذين تناقص عددهم في شهر رمضان المبارك.

وبدأت حمى تخفيض الأسعار على الرحلات القصيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن تنتقل إلى الرحلات الدولية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، والتي بلغت أسعارا تنافسية وصلت إلى 1600 درهم إماراتي (430 دولارا).

ولم يقتصر التنافس بين شركات الطيران الخليجية، بل تعدتها لتصل إلى الخطوط الدولية مثل الخطوط الجوية البريطانية وشركة اللوفتهانزا، اللتين دخلتا في حرب الأسعار على خط أوروبا والولايات المتحدة، مرورا بلندن وفرانكفورت.

وتراوحت أسعار تذاكر السفر (للذهاب والعودة) بين 190 درهما إماراتيا للسفر بين محطات الخليج، و1600 درهم للسفر إلى المحطات الأوروبية. في الوقت الذي كانت تتراوح فيه الأسعار قبل رمضان لنفس المحطات بين 1200 درهم و4500 درهم على التوالي تعادل في الأخيرة انخفاضا يصل إلى 64.4 في المائة عن الأسعار السابقة.

وتقدم شركة الاتحاد للطيران خلال شهر رمضان تذكرة سفر ذهاباً وإياباً إلى جوهانسبيرغ مقابل 1750 درهماً فقط، وإلى سنغافورة بسعر قدره 1400 درهم، وإلى القاهرة مقابل 900 درهم. وإلى ميلانو وبانكوك وجاكرتا بسعر قدره 980 درهماً لسفرة واحدة أو 1400 درهم ذهاباً وإيابا. أما على خط العواصم الأوروبية فتقدم عروضا مخفضة تبدأ من 1260 درهماً لسفرة واحدة و1800 درهم للتذكرة ذهاباً وإياباً إلى كل من دبلن وبروكسل وجنيف وفرانكفورت ولندن ومانشستر وميونخ وباريس وميلانو.

أما شركة الطيران الألمانية (لوفتهانزا) فتقدم عروضها للسفر إلى أي وجهة أوروبية، عن طريق فرانكفورت، مقابل 1600 درهم. وكذلك أيضا شركة الخطوط البريطانية التي تقدم تذكرتها على الدرجة السياحية إلى العاصمة البريطانية بسعر 1700 درهم، فيما بلغت العروض من قبل الخطوط البريطانية حتى على درجة رجال الأعمال، التي لم تكن تدخل في حروب الأسعار هذه. في حين تقدم الخطوط القطرية عرضا للسفر إلى نيويورك بأسعار تبدأ من 682 دولارا، وتقدم شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية تذكرة السفر إلى لندن بسعر يبلغ 1395 ريالا سعوديا (372 دولارا).

في حين تقدم طيران الخليج أسعارا تنافسية على متن رحلاتها بين دول مجلس التعاون الخليجي من البحرين إلى الدوحة والكويت بـ 19 دينارا بحرينيا (50 دولارا).

وحتى الآن لم تنضم الخطوط السعودية وخطوط الإمارات والخطوط الكويتية لهذه الحرب المستعرة في تخفيض الأسعار، وإن كانت «السعودية» اكتفت بالإعلان عن سعر تذكرتها من الدمام إلى لندن بـ 1900 ريال، ومن الرياض إلى مانشستر بنفس السعر السابق.

ويقول غيرت بروفين نائب الرئيس التنفيذي لشؤون المبيعات والخدمات لدى الاتحاد للطيران إن شهر رمضان يعتبر فترة خاصة جداً بالنسبة للذين يعيشون ويعملون في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. ويضيف «أن الطلب من قبل العملاء الذين يبدون رغبة للسفر، يتواصل بهدف زيارة أصدقائهم وعائلاتهم في الخارج»، دون أن يتطرق للمنافسة في تخفيض الأسعار مع الشركات الأخرى.

ولم تقتصر حرب أسعار التذاكر على شركات الطيران الدولية فحسب، بل أن شركات الطيران الاقتصادية بالمنطقة دخلت على الخط، وتنافست شركات الطيران الاقتصادية في مجلس التعاون الخليجي وهما «العربية» و«الجزيرة» على تخفيض أسعار تذاكرهما بشكل غير مسبوق خلال شهر رمضان. فأعلنت الجزيرة عن عرض لمجموعة متنوعة من الوجهات بسعر لا يتجاوز الأربعة دنانير كويتية (13 دولارا أميركيا).

ويشكل شهر سبتمبر من كل عام استمرارا لأشهر الصيف، التي تعتبر بالنسبة لشركات الطيران الدولية موسم ذروة، إلا أن وقوع الشهر الفضيل هذا العام في شهر سبتمبر(أيلول)، وجزء من شهر أكتوبر(تشرين الاول)، قلل من ازدحام المسافرين على وجهاتهم المفضلة. إلا أن كل هذه العروض التنافسية وحرب الأسعار، ستنتهي بمجرد انقضاء شهر رمضان، وبدءا من عيد الفطر المقبل.

ولكن مصادر في السفر والسياحة تعتقد أن التنافس بين شركات الطيران على تخفيض الأسعار، سرعان ما ستعود إلى ما كانت عليه قبل حرب الأسعار هذه «خاصة في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار النفط في الأسواق العالمية، وتأثيرات هذا الارتفاع على تكاليف الوقود التي تواصل ارتفاعها على شركات الطيران الدولية».