تأرجح «القياديات» في سوق الأسهم السعودية يعيد الروح «للتأمين»

50% من الشركات تساير اتجاه المؤشر العام

TT

عادت الروح لتعاملات أسهم شركات قطاع التأمين، والتي استحوذت على نسبة كبيرة من سيولة سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس، هذه الروح التي ابتعدت عن شركات القطاع منذ فترة. حيث أدى هذا التفاؤل في تعاملات القطاع أمس إلى انعكاسات إيجابية على نفسيات المتعاملين.

إذ تمكنت أسهم جميع شركات التأمين من الاتجاه إلى الجانب الايجابي باستثناء أسهم شركتين فقط من أصل 14 شركة متداولة، كان من بينها أسهم شركتين منها على النسبة القصوى بطلبات بلا عروض، لتكرس التداولات الأخيرة منحى المضاربة التي تعتري تعاملات السوق في الفترة الحالية، والتي تأخذ أسهم بعض الشركات بعيدا عن طريق المؤشر العام.

كما لا تزال أسهم الشركات القيادية، تتردد في تحديد الاتجاه العام للسوق، بعد أن استقرت حركة أسهم الشركات القيادية في مقدمتها أسهم شركة سابك التي أنهت تعاملاتها أمس على استقرار، كما هو الحال باسهم شركة الكهرباء السعودية والتي أغلقت عند مستويات السبت الماضي، باستثناء أسهم مصرف الراجحي الذي حقق صعودا طفيفا جدا بمعدل 3 أعشار النقطة المئوية والتي قابلها تراجع أسهم شركة الاتصالات السعودية بأكثر من 7 أعشار النقطة المئوية.

ومن خلال حركة الأسهم القيادية، المتأرجحة بين الخسارة والربحية بين تعاملات وأخرى، هذا السلوك الذي أكسب السوق مسار جانبي، يوحي بعدم الرغبة في إظهار أي قدرة على الحركة التصاعدية أو العكس، وخصوصا بعد تجاهل السيولة لما مضى من التداولات الرمضانية، والتي انقضت عند مستوى 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار).

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7861 نقطة بانخفاض 12 نقطة تعادل 0.23 في المائة، عبر تداول 110.4 مليون سهم بقيمة 5.1 مليار ريال (1.36 مليار دولار)، لتتبع جميع قطاعات السوق اتجاه المؤشر العام السالب، ما عدا قطاع التأمين المتفرد في اللون الأخضر بين قطاعات السوق، بعد أن حقق صعودا بمعدل 2.2 في المائة.

إلا أن توجه أسهم الشركات كان أقل تبعية من قطاعات السوق من حيث العدد، إذ تراجعت أسهم 50 في المائة من شركات السوق، مقابل ارتفاع أسهم 33.6 في المائة من شركات السوق المتداولة أمس والبالغة 104 شركات.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» خالد الهزاني مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تظهر نوعا من الاستقرار رغم تراجع المؤشر العام أو ارتفاعه الطفيف، مضيفا أن هذا السلوك يوحي بالاتجاه السائد حاليا والذي يكتسح نفسيات المتعاملين حول الخمول في تعاملات شهر رمضان المبارك.

ويؤكد الهزاني على أن التداولات تكشف في كل يوم جديد ارتفاع الرغبة على الدخول في السوق من خلال تصاعد وتيرة السيولة الداخلة على السوق ولو كانت بنسبة قليلة، مفيدا أن تأخير التحركات الواضحة للسوق تكمن في امتصاص أسهم الشركات الصغيرة للسيولة الجديدة مما يعطل دورها في حركة المؤشر العام.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام يعكس نوعا من الاستقرار الفني فوق المستويات الحالية، رغم التحسن الفعلي على المؤشرات الفنية لأغلب شركات السوق، مضيفا أن السوق تنتظر تدفق السيولة على تعاملاتها لتكون ذات توجيه فعلي لاتجاه المؤشر العام.

وأبان المحلل الفني أن المؤشر العام يقف بين مستويات دعم ومستويات مقاومة، وعدم قدرته في الآونة الأخيرة من تخطي أحدهما، مفيدا أن ما يحدث ناجم عن تراجع زخم التعاملات، والذي دفع السوق الى اللجوء إلى النطاق الأفقي، حتى ظهور أخبار تحرك مجريات التداولات.