أبوظبي تخفض إنتاجها من النفط 600 برميل يوميا في نوفمبر

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الصيانة لن تتجاوز 3 أسابيع

TT

أعلنت أبوظبي رسميا عن تخفيض إنتاجها من النفط 600 ألف برميل يوميا (نحو 25 بالمائة) بدءا من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لأجل صيانة منشآتها النفطية. وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي تمتلك الحكومة المحلية في أبوظبي 60 بالمائة منها، إن برنامج الصيانة هذا «سبق ان تمت برمجته».

وبالرغم من أن الشركة لم تحدد موعدا لفترة الصيانة هذه، إلا أن مصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن فترة الصيانة لن تتجاوز ثلاثة أسابيع، وبحسب المصادر فإن صيانة الآبار النفطية من الصعب تحديد فترتها مسبقا، بسبب بعض الاعتبارات الفنية التي تتضح وقت الصيانة.

ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ برنامج صيانة ثلاثة من حقول بحرية وهي زاكوم العلوي والسفلي وام الشيف في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث سيهبط إنتاج الامارات الحالي من 2.56 مليون برميل يوميا إلى 1.96 يوميا، باعتبار أن عمليات الصيانة ستوقف إنتاج 600 ألف برميل.

من جانبه، قال لـ«الشرق الأوسط» المحلل النفطي كامل الحرمي إن الكمية التي ستنقطع عن سوق النفط العالمي والمقدرة بـ 600 ألف برميل يوميا «كمية كبيرة ومن الصعب إحلالها بسهولة»، مضيفا «السعودية هي الدولة الوحيدة التي باستطاعتها تعويض هذه الكمية وطمأنة الأسواق العالمية». ويجتمع وزراء الدول المصدرة للنفط (أوبك) في أبوظبي في نوفمبر المقبل.

إلا أن الحرمي قال إن وزراء النفط «من الممكن أن يتوصلوا لاتفاق فيما بينهم عبر اتصالاتهم للوصول الى وسيلة لتعويض هذه الكمية المفقودة من إنتاج الأوبك بدون أن يحتاج ذلك لاجتماع وزراء المنظمة».

وبالرغم من أن مسؤولي «أوبك» تحفظوا على أن تكون مسألة زيادة الانتاج ستناقش عبر اجتماع أوبك المقبل، إلا أن تخفيض أبوظبي لانتاجها، وزيادة الطلب على الإمدادات النفطية في فصل الشتاء، سيلقيان بظلالهما على جدول الأعمال المقبل.

وبحسب شركة بترول أبوظبي الوطنية فإن برنامج الصيانة «جرى الإعداد والتخطيط له بدقة فائقة قبل ما يزيد عن عام كامل». وقالت الشركة إنها حرصت خلال هذه الفترة في تنسيق عمليات التصدير مع عملائها «من اجل ضمان عدم حدوث اي انقطاع في إنجاز عملياتها بما يتماشى مع عمليات الصيانة الفصلية المبرمجة». ووفقا لعملية التنسيق هذه ستتم تلبية طلبات العملاء في فترة الخفض عن طريق تقديم موعد شحنات وتأخير أخرى. وتستورد اليابان نحو 40 بالمائة من صادرات الإمارات الخام.

ويقدر انتاج زاكوم العلوي (رابع أكبر حقول النفط في العالم) بـ 530 ألف برميل يوميا، وأم شيف بنحو 200 ألف برميل يوميا، وزاكوم السفلي عند 250 ألفا الى 280 ألف برميل يوميا عندما لا يكونوا تحت الصيانة. وتدير حقل زاكوم السفلي شركة أبوظبي للعمليات البحرية (أدما ـ أوبكو)، وتملك أدنوك 60بالمائة من الشركة، في حين تملك النسبة الباقية بي.بي وتوتال وشركة تطوير النفط اليابانية (جودكو).

وستتزامن عملية الصيانة هذه مع صيانة أخرى «دورية»، كانت (أدنوك) قد أعلنت عنها مسبقا في مصفاة الرويس، وتقوم بها شركة «تكرير» التابعة لها، التي ستتكفل باستكمال برنامج الصيانة، وستكون كمية النفط الخام التي سيتم إنتاجها خلال فترة الإغلاق (فترة الصيانة) بحدود 5 ملايين برميل.

ويبلغ إنتاج مصفاة الرويس الاجمالي 415 ألف برميل يوميا، وتدير المصفاة شركة أبوظبي لتكرير النفط (تكرير) التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

وغالبا ما تقوم ابوظبي بصيانة حقولها النفطية في فصل الربيع، مستغلة انخفاض الطلب على الخامات الخفيفة مرتفعة الكبريت عن أعلى مستوياته في الشتاء.

وعادة فإن الشتاء يكون موسما مزدهرا لصعود الطلب على خام ابوظبي، الغني بنواتج التقطير الوسيطة في اليابان، التي تستخدم الكيروسين كزيت التدفئة الرئيسي.

وأمس، قالت منظمة «أوبك» ان سعر سلة خاماتها القياسية واصل الارتفاع ليصل الى 76.72 دولار للبرميل يوم الجمعة من 75.78 دولار يوم الخميس الماضي.