الاشتراكي الفرنسي ينتخب مديرا تنفيذيا لصندوق النقد الدولي

تأكد فوز ستروس بالمنصب بعد أن وافقت أميركا عليه

TT

اختار امس مجلس ادارة صندوق النقد العالمي دومينيك ستروس مديرا تنفيذيا له، وستروس ينتمي للحزب الاشتراكي الفرنسي، وسبق له ان عمل وزيراً.

واصبح الوزير الاشتراكي السابق رابع فرنسي يعين مديرا عاما لهذه المؤسسة المالية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها. وسيخلف في هذا المنصب في نهاية اكتوبر (تشرين الاول) الاسباني رودريغو راتو الذي استقال لاسباب شخصية. وكان المرشح التشيكي جوزف توسوفسكي الذي دعمته روسيا ينافس ستروس المدعوم من الاتحاد الاوروبي.

وتأكد ان ستروس سيفوز بالمنصب بعد ان وافقت الولايات المتحدة عليه، على الرغم من انها كانت مترددة من قبل في الموافقة على تعيينه في هذا المنصب المهم. ويعتقد ان للموافقة الاميركية صلة بالتقارب الجديد مع الولايات المتحدة من جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وقلل الموقف الاميركي من احتمال فوز جوزيف توسوفسكي، الرئيس السابق للبنك المركزي في جمهورية التشيك، الذي ايدته روسيا ودول من شرق اوروبا. وحسب قانون صندوق النقد، ستعقد جلسة سرية يشترك فيها مديرو البنك التنفيذيون، الذين يختارون حسب حصة كل دولة في اسهم الصندوق.

واختار مجلس الحكومات المساهمة في الصندوق المكون من 24 عضوا ستروس. ويقود أوروبي صندوق النقد الدولي منذ تدشينه بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945، غير أن قوى اقتصادية صاعدة شككت في شرعية الصندوق حيث ترغب تلك القوى في الحصول على سلطة أكبر فيما يتعلق بعملية اتخاذ القرار في الصندوق. وكانت البرازيل والارجنتين قد اعلنتا اول من امس الخميس رسميا دعمهما لمرشح الاتحاد الاوروبي الذي يسعى لتجنب ان يبدو «مرشح الشمال ضد الجنوب او مرشح الاغنياء ضد الفقراء».

وشهد الاسبوعان الماضيان اتصالات مكثفة في واشنطن وفي نيويورك، على ضوء اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة حول الموضوع. وبينما وقفت دول غربية الى جانب المرشح الفرنسي، وقفت دول في شرق اوروبا وآسيا وافريقيا الى جوار المرشح التشيكي. وحرص المرشح التشيكي على دعم قضايا دول العالم الثالث، خاصة زيادة نصيبها في ادارة الصندوق، مشيدا بقرار اتخذه الصندوق في السنة الماضية لزيادة نصيب الصين وكوريا الجنوبية وتركيا والمكسيك، وقال انه سيعمل على زيادة دور دول اخرى في العالم الثالث.

واستغل المرشح التشيكي زيادة ارصدة روسيا والصين النقدية خلال الخمس السنوات الماضية، بسبب البترول في حالة روسيا، وبسبب زيادة الانتاج في حالة الصين. وقال ان الصندوق «يواجه مشكلة مالية كبيرة، وان هناك دولاً تقدر على مساعدته». لكن، لم تنفع هذه الوعود امام قوة الدول التي تؤيد المرشح الفرنسي، خاصة بعد التقارب الجديد بين الرئيسين الفرنسي ساركوزي والاميركي جورج بوش.