قوة تصويتية سلبية

TT

تعقد الليلة عند العاشرة والنصف في مكة الجمعية التأسيسية لشركة جبل عمر، ويتوقع أن تقر الجمعية اعتماد المساهمات العينية والتحقق من رأس المال، وهو الأهم، إضافة إلى بقية بنود جدول الأعمال. ولن تواجه الجمعية في رأيي أي مشكلة لأنها ستعقد بمن حضر، مما يعني أنه حتى لو احتج ممثل التجارة على أي شيء يخص عدد المساهمين أو المساهمات العينية، كما حدث في الاجتماع الأول، فان الجمعية ستعقد وستقر جميع البنود، لأن أصحاب الحصص القوية سيحضرون وسيصوتون حتى لو اعترضت وزارة التجارة على بيع حصص عينية أو ألغت تمثيل ورثة بصفتهم لم يؤسسوا.

اللافت في الأمر أن الجمعية الأولى ألغيت رغم إمكانية عقدها كيف؟ سأشرح لكم ذلك. ستعقد لو حضر أصحاب الأسهم الذين اكتتبوا في الطرح الأولي العام أو وكلوا أحد الأفراد ليمثلهم في الجمعية، وعادة ما تتبرع الشركات بتوفير وكيل تنطبق عليه الشروط.

لكن سلبية حملة الأسهم، لا سيما القليلة، تعطل عقد الجمعيات، ذلك أن الأفراد يرون أنهم يحملون أسهم قليلة ويرون أنهم غير مؤثرين ولذلك لا يهتمون بالحضور أو التوكيل وفي النهاية يلومون مسؤولي الشركة لعدم التصرف.

القائمون على الشركة لا يستطيعون مخالفة الأنظمة لا سيما الظاهرة والتي يحضرها ممثل عن الوزارة تكون صلاحيته محدودة جدا ولا يستطيع عقد الاتفاقات مثل الكبار. المهم أن مساندة صغار حملة الأسهم لمؤسسي الشركة لو تكاتفوا تعجل بإنهاء ما يعرف بالشكليات في الجمعيات العامة وتساعد على سرعة تداول سهمهم في السوق، وهو ما يريدونه بدلا من الانتظار بين شد وجذب وهو ما يعطل طرح السهم في السوق.

عادة ما يسمى حملة الأسهم الصغار بالأقلية الصامتة نتيجة عدم مشاركتهم في جمعيات الشركة، ويجب أن تتعلم هذه الأقلية الحديث لتشارك في إيجاد حلول لشركاتها والتصديق على بعض البنود التي غالبا ما تكون في مصلحتهم مثل زيادة رأس المال في الجمعيات العامة غير العادية، وصرف الأرباح في الجمعيات العادية، وكل هذه تهم صغار المساهمين.

صمت الأغلبية يجعل أصواتها سلبية نتيجة عدم المشاركة وحديثها يجعلها قوة تصويتية فاعلة، فمتى نتعلم الكلام حينما يكون من ذهب؟

* كاتب اقتصادي [email protected]