الأسهم السعودية تتمسك بالمسار الصاعد لليوم الثالث على التوالي

بعد تحرك القطاعات الرئيسية للسوق.. وقيادة «سابك» للمؤشر العام

TT

لا تزال سوق الأسهم السعودية متمسكة بالاتجاه المتفائل لليوم الثالث على التوالي، لتقطع مشوارها الصاعد، وصولا إلى المنطقة داخل المائة الثامنة فوق 7000 نقطة، بعد انطلاقة المؤشر العام من مستويات بالقرب من 7680 نقطة. ويأتي هذا السلوك كإصرار من السوق على تحقيق رغبتها في أن تعكس مسارا متفائلا رغم الضمور الذي تواجهه التعاملات بسبب قلة السيولة المدارة داخل السوق والتي تمثل عصب التداول، مع العلم أن السيولة خالفت اتجاه السوق، بعد أن تراجعت في تعاملات أمس 10.7 في المائة على الرغم من ارتفاع المؤشر العام. حيث لعبت الحركة الإيجابية التي قادتها أسهم شركة سابك أمس، دورا بارزا في إتقان السوق لدور الايجابية رغم بعض السلبيات التي أظهرتها نتائج البنوك المعلنة أمس، إلا أن أسهم شركة سابك تمكنت من الوصول إلى مستوى 131.5 ريال، والتي تعد القمة السابقة، والأعلى المحقق في المسارات الماضية.

إذ تمكنت أسهم شركة سابك أمس من ملامسة مستوى 132.5 ريال داخل تعاملات الأمس، لتعود بعدها إلى الإغلاق عند مستوى 131.5، ليأتي هذا التقليص من مستوى الربحية كدليل على قوة المقاومة المتمثلة في القمة السابقة، والمنتظر اختراقها مع ظهور انكشاف بعض الأرقام حول النتائج المرتقبة لشركة سابك. كما عكست حركة أسهم بعض الشركات التي أعلنت نتائجها للربع الثالث أمس بعض الاتجاه السلبي على نفسيات المتعاملين، حيث تراجعت أسهم بنك الجزيرة بنسبة 3.9 في المائة بعد أن هبطت أرباحه للتسعة أشهر الأولى من العام الحالي بمعدل 64 في المائة، مقارنة بالتسعة أشهر الأولى من العام الماضي، مما تراجعت أرباح البنك بمعدل 68 في المائة للربع الثالث للعام الجاري، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7810 نقاط، بارتفاع 58 نقطة تعادل 0.75 في المائة، عبر تداول 78.05 مليون سهم بقيمة 3.8 مليار ريال (1.01 مليار دولار)، إلا أن قطاعات السوق المرتفعة استطاعت التغلب على نظيراتها المنخفضة بعكس الأيام السابقة والتي كانت تنتهي بالتعادل.

إذ تمكنت 4 قطاعات من الارتفاع في مقدمتها قطاع الصناعة بصعود نسبته 2 في المائة، يليه قطاع الاتصالات بنسبة ارتفاع بلغت 0.78 في المائة، يليه قطاع الاسمنت المرتفع بمعدل 0.64 في المائة، وأخيرا قطاع الخدمات بما نسبته 0.56 في المائة.

واكتفت 3 قطاعات بالتراجع بعد أن تخلى عنها قطاع الكهرباء الذي لجأ الى الاستقرار، وكان الأكثر معاناة من بين قطاعات السوق من حيث نسبة التراجع قطاع التأمين الذي رضخ لنسبة تراجع بلغت 4.2 في المائة تقريبا، بعد أن تراجعت أسهم جميع شركاته باستثناء أسهم شركة التعاونية للتأمين. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم، المراقب لتعاملات السوق، أن سوق الأسهم السعودية بدأت تدخل مجال التمييز بين الشركات الرابحة والخاسرة، والتي تظهر على حركة أسهمها السعرية بعكس السابق، مفيدا بأن هذا التوجه يفيد باهتمام المحافظ بالشركات المتوقع لها تحقيق الأرباح كتوجه استثماري مع دخول السوق فترة الإعلانات للربع الثالث.

وأضاف السالم أن هذه التوجهات باتت واضحة على القطاعات الرئيسية والتي تحتوي على أسهم شركات ذات ريادة في تحقيق الأرباح والنمو كالقطاع الصناعي والاتصالات والأسمنت، حيث بدأت تتحرك بثقة نحو الارتفاع، مرغمة المؤشر العام على التوجه التصاعدي.

من ناحيته يرى المحلل الفني محمد الخالدي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المؤشر العام استطاع اختراق مستوى 7770 نقطة، بفعل أسهم بعض الشركات القيادية والتي ينتظر ظهور نتائجها المالية والتي تشير إلى وجود إيجابية في التوقعات لهذه النتائج، خصصوا «سابك» والمتوقع أن لا تقل أرباحها عن الربع السابق.