خام برنت يصعد دولارا وعينه على مستوى قياسي والخام الأميركي يرتفع أكثر من دولار

مسؤول إيراني: لا حاجة لزيادة إنتاج «أوبك».. و«أدنوك» الإماراتية تصف الوضع بأنه يتجاوز قدرة المنتجين على التحكم فيه

TT

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في بورصة انتركونتننتال بأكثر من دولار أمس مواصلة مسيرتها الصعودية الى مستوى قياسي جديد فوق 84 دولارا للبرميل. وبحلول الساعة 14.37 بتوقيت جرينتش ارتفع عقد ديسمبر (كانون الاول) 1.02 دولار مسجلا أعلى مستوياته للمعاملات عند 84.15 دولار للبرميل.

وفي ذات السياق، ارتفع سعر الخام الاميركي في التعاملات الاجلة أمس متأثرا بضعف الدولار ومخاوف بشأن الإمدادات تعززت بالتوترات السياسية. وفي الساعة 13.36 بتوقيت جرينتش بلغ سعر الخام الاميركي في عقود نوفمبر (تشرين الثاني) 88.35 دولار للبرميل بارتفاع 95 سنتا أي بنسبة 1.09 بالمائة. وسجل الخام أعلى مستوياته خلال الجلسة عند 89 دولارا للبرميل أول من أمس (الأربعاء).

من جانبه، قال مسؤول نفطي ايراني مطلع على شؤون «اوبك» أمس ان ارتفاع أسعار النفط يرجع الى التوترات السياسية العالمية وليس الى أي نقص في امدادات النفط. ويعتبر تسجيل الخام الاميركي مستوى سعريا في العقود الآجلة بلغ 89 دولارا للبرميل أول من أمس مقتربا من أعلى مستوياته على الإطلاق المعدل حسب بيانات التضخم ليبلغ 90.46 دولار للبرميل في عام 1980 عندما بدأت الحرب العراقية الايرانية.

وقال المسؤول وفقا لرويترز «التوترات السياسية هي السبب في الارتفاع الكبير في أسعار النفط... اعادة الهدوء للوضع الدولي سيحد من ارتفاع الأسعار». وزاد المسؤول أنه لا داعي لان ترفع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنتاجها بدرجة أكبر.

وتعد ايران ثاني أكبر منتج في «أوبك» من المتشددين عادة بشأن الأسعار. واتفقت الدول الأعضاء في المنظمة خلال اجتماعهم السابق في فيينا الشهر الماضي على زيادة إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وأبدت المنظمة قلقها من ارتفاع أسعار النفط الثلاثاء الماضي لكن بعض الأعضاء قالوا ان المنظمة لا يسعها عمل شيء للحد منه.

وقال وزير الدولة النيجيري لشؤون النفط اودين اجوموجوبيا لرويترز أول من أمس انه لا يستبعد إجراء آخر من جانب «أوبك». ومن المقرر ان يجتمع وزراء المنظمة في الرياض بشكل غير رسمي قبيل قمة زعماء الدول الأعضاء يوم 17 نوفمبر المقبل والذي قال اجوموجوبيا انه قد يتحول الى اجتماع رسمي بشأن الإنتاج إذا تطلب الأمر.

وقال المسؤول النفطي الايراني «من السابق لأوانه القول ما اذا كان سيتحول الى اجتماع رسمي... بالنظر الى سوق النفط لا يبدو ان هناك حاجة لمزيد من النفط. نحن على وشك بدء تنفيذ خفض قدره 500 الف برميل يوميا اعتبارا من أول نوفمبر ونحتاج لمعرفة أثر ذلك على السوق».

وساعد تصاعد التوترات بين تركيا والعراق في رفع أسعار النفط بأكثر من ثمانية دولارات في الأيام العشرة الماضية بسبب القلق من أن أي صراع ينشب قد يهدد إمدادات النفط من الشرق الأوسط.

ووافق البرلمان التركي على إجراء الأربعاء يسمح للقوات التركية بعبور الحدود الى شمال العراق لملاحقة متمردين أكراد هناك. واستمرت كذلك التوترات بين الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، وايران بسبب طموحاتها النووية.

وحذر الرئيس الاميركي جورج بوش أول من أمس من أن وصول إيران الى سلاح نووي قد يؤدي الى نشوب حرب عالمية ثالثة. وترفض ايران اتهامات بانها تسعى لامتلاك سلاح نووي قائلة انها تريد التكنولوجيا النووية لتوليد الكهرباء.

من جانب آخر، قال مسؤول من شركة بترول أبوظبي الوطنية «ادنوك» في تصريحات نشرت أمس ان الدول المصدرة للنفط ليس لها نفوذ على العوامل التي أثارت ارتفاع أسعار الخام.

وقال سلطان المهيري مدير دائرة التسويق والتكرير «الدوافع الأساسية لزيادة الأسعار تكمن في النقص في الطاقة التكريرية والتوترات الجيوسياسية». ونقلت صحيفة «الاتحاد» الاماراتية عن المهيري قوله إن ذلك «علاوة على التطورات الاخرى التي ساهمت في ارتفاعها كالانخفاض الذي طرأ على سعر الدولار وبدورها شجعت المستثمرين المضاربين بالاستثمار بكثافة في الأسواق ولا سيما النفط الخام وهذه هي العوامل التي تؤثر في السوق بشكل أساسي وليس للمنتجين أي نفوذ عليها».

و«ادنوك» هي ذراع إنتاج النفط لابوظبي التي تسيطر على 90 بالمائة من موارد النفط في الإمارات العضو في «أوبك». واقلق ارتفاع أسعار النفط الى مستوى قريب من أعلى مستوياتها على الإطلاق المعدل حسب بيانات التضخم في عام 1980 المنتجين والمستهلكين على حد سواء الذين يخشون ان يضعف ذلك النمو العالمي ويحد من الطلب على النفط.

وأضاف المهيري أن «مخزون النفط الخام في الدول المستهلكة هو في مستويات جيدة كما أن موسم الاعصار في الولايات المتحدة قد تجاوز ذروته دون تأثير يذكر على الصناعة النفطية».