تراقب الحكومة الهندية صعود مؤشرات أسواق المال، فسوق بورصة بومباي للسندات المالية BSE وسوق بورصة السندات الهندية تجاوز المؤشر 19000 نقطة خلال أقل من خمس جلسات تداول. وطلبت الحكومة الهندية من مجلس أسواق البورصة الهندية والبنك المركزي وبنك احتياطي الهند تفحص حالة الاضطراب في الأسواق. وتقوم الوكالات المركزية بمراقبة مصدر الأموال التي تتدفق إلى أسواق البورصة، إذ اتخذ مجلس أسواق البورصة الهندية المعني بتنظيم عمل أسواق المال خطوات ضرورية واحترازية لمنع أي قدوم غير شرعي للأموال إلى الأسواق.
وشهدت البورصة الهندية يوم الاثنين الماضي وصول مؤشرها إلى 19000 نقطة في بورصة بومباي للسندات المالية، ويعد هذا أسرع صعود، حيث قفز من 18000 إلى 19000 نقطة خلال أربعة أيام فقط.
وعبر وزير المالية الاتحادي بي. تشيدامبرام عن دهشته من الارتفاع الهائل لمؤشرات أسواق البورصة. وقال: «يدهشني الارتفاع الهائل في مؤشر سنسيكس أحيانا، لكنه أحيانا يقلقني. وتقييمنا للزيادة هو أنها ناجمة عن تدفق الأموال من عدد من المصادر من الخارج إلى الحد أن المضاربين استغلوا مؤشر سنسيكس، لكنني أظن أن ذلك سيهدأ بعد وقت قصير».
وتم خلال 17 جلسة تداول استثمار 7.2 مليار دولار من الأموال الأجنبية في أسواق البورصة الهندية، وهذا ما دفع حجم الاستثمار الأجنبي في الهند لعام 2007 إلى 18.5 مليار دولار.
ومع استمرار تدفق الأموال الأجنبية زادت قيمة الروبية الهندية أمام الدولار، حيث وصل الدولار إلى 39.38 روبية. وعلى الرغم من الشراء الواسع للدولار من قبل بنك احتياطي الهند فإن قيمة الروبية زادت بنسبة 12.6% خلال عام 2007، وبذلك أصبحت أفضل عملة على المستوى العالمي من حيث الأداء في آسيا. ويعتبر ارتفاع قيمة الروبية خبرا سيئا للشركات المصدرة، خاصة المعنية بتصدير برامج الكومبيوتر أو المقدمة للخدمات المكتبية، التي تحصل على نصف دخلها من الولايات المتحدة.
وقال المحلل نيلش جاساني من بنك كريدي سويس: «اتوقع عبور شراء الأجنبي أن يتجاوز 15 مليار دولار قبل نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. فتخفيض الولايات المتحدة للدولار فتح باب التدفق الواسع للأموال الرخيصة كي تأتي إلى أسواق مثل أسواق الهند».
ووسط الإثارة والمخاوف يتوقع الكثير من المسؤولين في أسواق البورصة الهندية أن يبلغ مؤشر سنسيكس 20 ألف نقطة قريبا. وتصاعد التفاؤل ناجم عن التدفق القوي للأموال الأجنبية إلى الأسواق، والثقة بأن الشركات الهندية ستستمر بالتنامي القوي في النصف الثاني من السنة. لكن هناك من ينصح بالحذر، إذ حذر بعض الخبراء من حالة عدم الاستقرار وما يتطلبه من تعامل متزن من قبل المستثمرين.
في الوقت نفسه منعت عدة مؤسسات مضاربة كبيرة في الهند مضاربيها من استخدام الهواتف الجوالة في غرف المعاملات التجارية تجنبا لحالة الوجود في الخطوط الأمامية.