أسعار النفط تكافح لاختراق «الحاجز التاريخي»

وسط تسجيل الدولار تراجعات قياسية جديدة وصعود قوي للمعادن الثمينة

TT

سجلت أسعار النفط ارقاما قياسية جديدة أمس، في الوقت الذي سادت المخاوف السوق بشأن قلة امدادات الطاقة العالمية قبل بداية الشتاء في الدول الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الارضية، حيث يزداد الطلب على تلك الامدادات، حسب المتعاملين.

وفي سوق نيويورك بلغ سعر النفط الخام الخفيف للعقود الآجلة تسليم شهر ديسمبر (كانون الاول) رقما قياسيا جديدا حيث بلغ 97.11 دولار للبرميل قبل ان يتراجع الى 96.44 دولار للبرميل. وتنتاب المخاوف المتعاملين بسبب نقص مخزون النفط الأميركي قبل حلول فصل الشتاء عندما يزداد الطلب على وقود التدفئة.

وارتفع خام برنت في لندن بنحو ثلاثة في المائة، ليصل للمرة الاولى الى 93 دولارا للبرميل، وذلك قبل يوم من بيانات المخزون الامريكي المتوقع أن تظهر تراجع الامدادات في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم. وسجل برنت 93 دولارا الساعة 1521 بتوقيت غرينيتش، وفي وقت لاحق صعد الى 93.10 دولار، وهو مستوى قياسي مرتفع.

وبلغ الدولار أدنى مستوياته على الاطلاق أمام اليورو وسلة عملات مع استمرار التقييم السلبي في السوق للاقتصاد الأميركي. والدولار الضعيف يجعل الذهب ارخص ثمنا للمتعاملين بعملات أخرى، ويزيد الطلب عليه كما انه يعتبر استثمارا تحوطيا من التضخم الذي تقوده ارتفاعات اسعار النفط.

وسجل الدولار أمس انخفاضا قياسيا جديدا مقابل اليورو بسبب مخاوف من مستقبل القطاع المالي الاميركي، حيث وصل سعر الدولار 1.4543 دولار لليورو في التعاملات المبكرة.

وفي التعاملات اللاحقة سجل الدولار، انخفاضا طفيفا حيث بلغ 1.4538 دولار لليورو، بعد ان بلغ 1.4464 دولار لليورو في سوق نيويورك مساء الاثنين.

وذكر متعاملون ان الدولار تعرض لعمليات بيع كبيرة بسبب قلق المستثمرين، من ان يؤدي ضعف سوق الإسكان الأميركي الى تباطؤ الاقتصاد الاميركي، الذي يعد الاكبر في العالم.

وكان القطاع المصرفي الاكثر تضررا، حيث اعلن بنك سيتي غروب عن خسائر كبيرة بسبب أزمة الرهن العقاري العالي المخاطر في السوق الأميركية.

وفي الأسبوع الماضي فشلت بيانات اقتصادية أميركية قوية في وقف هبوط الدولار، واستمرت المخاوف بشأن مخاطر الائتمان في التأثير على العملة. وقفز سعر النفط بأكثر من دولار ليتجاوز مستوى 95 دولارا للبرميل، مع توقعات المستثمرين ان يدفع نقص المخزونات الاميركية مع اقتراب فصل الشتاء موجة جديدة من ارتفاعات الاسعار.

دفع تهاوي سعر الدولار وارتفاع أسعار النفط المستثمرين والمضاربين الى شراء الذهب امس، فبلغ المعدن أعلى مستوياته في 28 عاما، وجرى تداوله عند سعر اقل 30 دولارا من أعلى سعر له على الاطلاق.

وارتفع سعر البلاتين الى أعلى مستوياته على الاطلاق عند 1466 دولارا للاوقية (الأونصة) في حين زاد سعر الفضة الى 15.09 دولار، وهو أعلى مستوياته في 18 شهرا واقترب من أعلى مستوياته في 25 عاما البالغ 15.7 دولار والذي سجله في مايو ايار عام 2006.

وبلغ سعر الذهب في التعاملات الفورية في لبنان 822.50 دولار للاوقية، وهو أعلى مستوياته منذ يناير (كانون الثاني) عام 1980، عندما سجل أعلى مستوياته على الاطلاق عند 850 دولارا للاوقية. وبلغ سعر الذهب 820.15 ـ 820.85 دولار للأوقية، بالمقارنة مع سعر اقفاله السابق في نيويورك البالغ 808.80 ـ 809.60 دولار للاوقية.

وواصل الدولار خسائره امس، دافعا اليورو الى مستوى قياسي مرتفع جديد، وسط قلق المستثمرين بشأن قوة الاقتصاد الاميركي. وارتفع اليورو وفقا لبيانات رويترز الى 1.4571 دولار وهو أعلى مستوى للعملة الاوروبية الموحدة منذ تدشينها عام 1999. وتراجعت العملة الاميركية مقابلة سلة من ست عملات رئيسية الى 75.986، وهو أدنى مستوى في تاريخ المؤشر الذي يرجع الى 30 عاما.

وكانت أسعار النفط الخام قد ارتفعت أكثر من 1.5 دولار في المعاملات الآجلة أمس، مع مراهنة المستثمرين على المخاوف من عدم كفاية الامدادات خلال فصل الشتاء وبفضل تحسن أسواق الاسهم وضعف الدولار، وانخفاض متوقع في مخزونات النفط الأميركية.

وقفز مزيج برنت الى 92.36 دولار للبرميل، مسجلا مستوى قياسيا. وصعد الخام الاميركي الخفيف الى 95.94 دولار، مقتربا من مستواه القياسي 24.96 دولار للبرميل، الذي سجله الاسبوع الماضي، قبل أن يتراجع أمس الاثنين وسط مخاوف من التداعيات الاقتصادية المحتملة للازمة الائتمانية في الولايات المتحدة.

وقالت مجموعة سيتي غروب المصرفية الاميركية أمس، انه لا يمكنها أن تضمن للمستثمرين ألا يتجاوز شطب الاصول المبلغ الذي قالت أمس، انه قد يصل الى 11 مليار دولار بسبب الخسائر في سوق الرهون العقارية عالية المخاطر مما جدد المخاوف بشأن حالة الاقتصاد الاميركي.

ومن المتوقع أن تظهر بيانات رسمية انخفاض مخزون النفط الاسبوع الماضي بمقدار 1.6 مليون برميل وانخفاض مخزون المشتقات الوسيطة 700 ألف برميل وتراجع مخزون البنزين 100 ألف برميل فقط.