الأسهم السعودية تتجاهل الاكتتابات وتتوغل في آخر دقيقة داخل 9000

بعد ارتفاع جميع القطاعات من دون استثناء مع 91.4% من شركات السوق

متعاملون في احدى صالات التداول للاسهم السعودية («الشرق الاوسط«)
TT

توغلت سوق الأسهم السعودية داخل منطقة 9000 نقطة، في آخر دقيقة من تعاملاتها أمس، لتغلق فوق هذه المستويات، مستمرة في تحقيق مستويات جديدة في تداولات العام الجاري، بعد أن تجاهلت السوق أنباء الاكتتابات التي أعلنت من قبل هيئة السوق أمس، والتي تخص أسهم شركة دار الأركان وأسهم شركة بترو رابغ.

وكان لمخالفة السوق عادته في ردة الفعل السلبية من الاكتتابات وخصوصا ذات الحجم الكبير، الأثر الأكبر في استمرار الثقة في توجه المؤشر الايجابي، وعلى وجه الخصوص بعد أن فصل موعد الاكتتاب عن الإعلان الأخير مدة كافية للتفكير وإعادة تشكيل القرارات. وتمسك المؤشر العام مع انطلاقة صافرة التعاملات أمس بالمسار الصاعد، والذي أوصل السوق إلى هذه المستويات القياسية في 2007، بعد أن اتفقت جميع القطاعات على مسايرة اتجاه المؤشر العام، بالإضافة إلى صعود أسهم 91.4 في المائة من شركات السوق، بارتفاع جماعي عاكسته أسهم 6 شركات فقط.

حيث عزز المؤشر العام حركته في تعاملاته أمس في اتجاه متفائل عبر تذبذب تصاعدي حتى اقترابه من مستويات 9000 نقطة في الدقائق العشر الأخيرة من عمر التعاملات، والتي عكست ارتفاعا قويا ورأسيا مكنت المؤشر العام من اختراق مستويات 9000 نقطة في آخر دقيقة.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس، عند مستوى 9006 نقاط، بارتفاع 137 نقطة تعادل 1.5 في المائة عبر تداول 241.5 مليون سهم بقيمة 8.4 مليار ريال (2.24 مليار دولار)، مدعومة بتحرك القطاعات الرئيسية وأسهم الشركات القيادية، ليتصدر قطاع الكهرباء الارتفاعات بمعدل 4 في المائة. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» سعد السالمي مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تعكس تشبعها من التراجعات التي عاشت في ظلها طيلة الفترة الماضية من بداية العام الحالي، مفيدا بأن المتعاملين أظهروا رغبتهم بعدم التوجه إلى البيع ومعارضتهم تراجع السوق الدائم والذي أوصلها إلى مستويات ما دون 7000 نقطة.

وأضاف السالمي أن هذا التشبع من الهبوط يظهر من خلال اكتساب السوق لمناعة ضد أي خبر كان من المفترض مسحوبا على عادة السوق أن يؤثر على اطمئنانية الاتجاه، إلا أن الأداء الأخير يثبت الرغبة الجامحة التي يتعلق بها المساهمون بإلحاح في المحافظة على أسهمهم المملوكة وبانتظار التفات موجة الارتفاع الحالية إليها إن لم تكن من ضمن الأسهم المتفاعلة مع حركة المؤشر العام. وأبان أن قدرة السوق على مواجهة الأخبار المفاجئة أكبر دليل على تخلصها من تبعات الانهيارات المتوالية منذ فبراير (شباط) العام الماضي، مشيرا إلى أهمية التركيز في هذه المرحلة بالذات على التحليل المباشر للشركات وعدم اتباع الشائعات التي تترصد لأسهم بعض الشركات والتي بدأت تتفشى حاليا، إلا أن السالمي يرى أن هذه الشائعات رغم سلبيتها إلا أنها تعكس مدى روح التفاؤل التي تطغى على التوقعات في اتجاه السوق.

في المقابل أشار لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد المحلل الفني، أن المؤشر العام تمكن من الإغلاق فوق المستويات الصعبة والتي تتمثل في مستوى 9000 نقطة، ليحقق بذلك اتجاه جديد بعد استطاعة السوق التخلص من البوتقة الجانبية السعرية والتي كانت تعيش داخلها طيلة تعاملات هذا العام.

وأفاد المحلل الفني بأن هذا الإغلاق جاء في آخر لحظات التداول أمس، مما يوجب التأكد من جدية هذا الاتجاه في تعاملات اليوم والتي تعتبر أيضا توقيتا مهما، خصوصا أنها تعكس الإقفال الأسبوعي لتعاملات سوق الأسهم السعودية، والتي تعني الكثير في قراءة المؤشرات الفنية، والتأكيد على مصداقية هذا الاختراق لمنطقة 9000 نقطة.