النعيمي: 100 دولار للبرميل لا تبرره العوامل الأساسية في السوق

وسط قلق رئيس «أوبك» لارتفاع أسعار النفط

النعيمي يتحدث في مؤتمر الشرق الأوسط وآسيا للطاقة في سنغافورة (إ.ب.أ)
TT

قال وزير البترول والثروات المعدنية السعودي علي النعيمي أمس، ان اسعار النفط التي تقترب من مائة دولار للبرميل، لا تبررها العوامل الاساسية، لأن الاسواق بها وفرة في المعروض والمخزونات في مستويات مريحة.

وقال النعيمي في قمة الشرق الأوسط وآسيا للطاقة التي انطلقت في سنغافورة أمس، وقبل اسبوع من اجتماع لـ«اوبك» في ابوظبي «العوامل الاساسية لا تدعم اسعار البترول المرتفعة الحالية». وقال «لا علاقة بين العوامل الاساسية وسعر اليوم. يوجد تناقض، ومن يقول لك غير ذلك مخطئ». واضاف قائلا «ليس لنا سيطرة على الأسعار، فالسوق هي التي تحددها».

واضاف «نحن نلاحظ بقلق بالغ صعود اسعار النفط في الآونة الاخيرة، ولكننا نعتقد ان السوق العالمية بها وفرة من المعروض ومخزونات النفط في مستويات مريحة». وقال النعيمي إن «عوامل مؤقتة» وراء اقتراب أسعار النفط العالمية من مستوى 100 دولار للبرميل، منها ضعف الدولار الأميركي والتوترات السياسية في العديد من مناطق العالم والمضاربات.

ورفض النعيمي أن يقول هل يعتقد ان هناك ضرورة لزيادة انتاج النفط مع ان السعودية استطاعت اقناع وزراء «اوبك» في اجتماعهم في سبتمبر (ايلول) بالموافقة على زيادة الانتاج 500 الف برميل يوميا ابتداء من اول نوفمبر (تشرين الثاني).

وردا على سؤال عما اذا كانت السعودية ستتحرك من اجل زيادة الانتاج في الاجتماع المقبل لـ«اوبك»، قال النعيمي ان الرد على هذا السؤال «سابق لأوانه». واضاف النعيمي للصحافيين بعد ان القى كلمة في مؤتمر اقليمي للطاقة في سنغافورة «علينا ان نجتمع أولا، وان ننظر في الأرقام وسنتخذ قرارا وفق هذه المعطيات».

وفي وقت سابق من امس، قال وزير النفط السعودي علي النعيمي، ان المملكة لديها فائض من الطاقة الانتاجية قدره نحو 2.3 مليون برميل يوميا، وسوف تضيف الى طاقتها 500 الف برميل يوميا في ديسمبر (كانون الاول). وتضخ السعودية انتاجها بمعدل تسعة ملايين برميل يوميا.

وكرر النعيمي أمس، ان «اوبك» ستدرس البيانات قبل تحديد سياستها المتصلة بالانتاج في اجتماع الاسبوع المقبل، ولم تصدر عنه أية اشارة هل ستسعى المملكة من اجل زيادة الانتاج في الاجتماع. وأكد النعيمي ان مخزونات النفط العالمية في مستويات مريحة تزيد على متوسط خمسة اعوام، وانه لا علم به بأية مقترحات مبكرة يجري توزيعها قبل اجتماع الخامس من ديسمبر (كانون الاول). من جهته قال رئيس منظمة اوبك محمد بن ظاعن الهاملي أمس، انه يشعر بالقلق من ارتفاع اسعار النفط، لكنه لاحظ ان الاقتصاد العالمي استطاع حتى الآن تحمل التكلفة المتزايدة للطاقة.

وقال الهاملي للصحافيين على هامش مؤتمر الطاقة في سنغافورة «نحن قلقون لارتفاع اسعار النفط، لكن على مدى العام الماضي شهد الاقتصاد العالمي نموا نشطا». وقال ايضا ان «اوبك» لديها فائض من الطاقة الانتاجية قدره نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا.

وقال محمد ضاعن الهاملي وزير الطاقة الاماراتي ورئيس «أوبك»، «لا داعي للشكوك حول هذه المسألة، ونحن على استعداد تام لرفع الانتاج، وحيث يطلب منا ذلك كما قمنا به دائما»، وأضاف «دول الخليج وبقية أعضاء أوبك قادرون على أرواء عطش آسيا من النفط».

وخلال كلمة للوزير الاماراتي أمام قمة الشرق الأوسط وآسيا للطاقة، التي بدأت في سنغافورة أمس، قال الهاملي «كلما ازداد الطلب من الدول الآسيوية على النفط، كانت هناك امدادات كافية والجزء الأكبر من الامدادات جاء من الخليج»..

وأكد محمد بن ضاعن الهاملي وزير النفط الإماراتي ورئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس، أن دول الخليج «ليست فقط قادرة ولكن أيضا راغبة» في ضمن استقرار إمدادات النفط لدول آسيا حاليا ومستقبلا.

وقال وزير النفط الإماراتي أمام المشاركين في المؤتمر، إن الزيادة المستمرة في الطلب على النفط وبخاصة من الاقتصاديات الناشئة الكبرى مثل الصين، تمثل تحديا كبيرا أمام الدول المنتجة لتلبية هذا الطلب.

يشار الى ان المؤتمر ينظمه مركز أبحاث الخليج ومقره دبي ومدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة، وقال بيان صادر عن المؤتمر إن عملية استخلاص النفط والغاز وصلت إلى مرحلة نضوج يحتاج إلى حلول معقدة واستثمارات ضخمة، في حين أن زيادة عمليات نقل الطاقة عبر الحدود يعمق التعاون الدولي في هذا المجال.

وأضاف البيان أنه يجب تهدئة التوترات الجغرافية السياسية في العالم، مع إيجاد حلول مبتكرة لنقل الطاقة وتخزينها على المستوى الاستراتيجي. ويمتلك الشرق الأوسط حوالي 60% من إجمالي احتياطيات النفط في العالم و40% من احتياطيات الغاز الطبيعي، وفقا لبيانات منظمي مؤتمر سنغافورة. ويتجه نحو ثلثي صادرات الشرق الأوسط من النفط والغاز إلى آسيا التي لا تمتلك الموارد الذاتية الكافية لتلبية احتياجاتها من الطاقة.