إدراج موانئ دبي العالمية لا يعطي إلا دفعة صغيرة للأمام لبورصة دبي العالمية

فيما يؤكد خبراء أن أداء البورصة خلال عمرها القصير مبشر

بورصة دبي العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

قد يكون من المبكر الحكم على اداء بورصة دبي العالمية بعد ادراج اسهم موانئ دبي العالمية في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وتداول السهم في خمس جلسات. الا ان اللافت ان التداولات على السهم الذهبي الجديد لم تؤثر تماما على بقيمة الاوراق المالية المدرجة في البورصة والتي يبلغ عددها 12 ورقة اذ بقيت دون حراك يذكر ولم تعمل الحركة النشطة نسبيا لسهم موانئ دبي على تحفيز الاسهم الاخرى. ويرى محللون ان اداء البورصة خلال عمرها القصير (تأسست في سبتمبر (ايلول) 2005) يعتبر «مبشرا» الا ان الوقت لا يزال مبكرا للحكم على نجاحها في استقطاب المستثمرين الدوليين الذين تسعى البورصة اصلا وراءهم للاستفادة من سوق متنامية لعمليات الطرح العام الاول واتاحة الفرصة أمام الشركات الاجنبية للنفاذ الى ثروات دول الخليج.

وخلال الجلسات الخمس الماضية لتعاملات سهم موانئ دبي العالمية بلغت القيمة الاجمالية للتعاملات حوالي 880 مليون دولار وبحجم يتجاوز 824 مليون سهم بقليل. كانت الجلسة الاولى للادراج هي الاقوى حيث اغلق السهم مرتفعا 4.6% الى 1.36 دولار بتداول اكثر من 300 مليون سهم بقيمة 402.1 مليون دولار، الا ان الجلسة الثانية جاءت مخيبة للآمال مع هبوط السهم اكثر من 5% وانخفاض قيمة التعاملات الى 290 مليون دولار وبتداول اكثر من 235 مليون سهم. وفي الجلستين الثالثة والرابعة اغلق سعر السهم من دون تغيير عند 1.29 دولار مع انخفاض ملحوظ لاحجام التداول الى 191 مليون سهم و66.9 مليون سهم على التوالي ليعود السهم الى الارتفاع في جلسة الخميس بنسبة 1.5% الى 1.31 دولار بتداول اسهم اقل (28.1 مليون سهم) بقيمة 36.7 مليون دولار فقط. وتعقد البورصة آمالها في اعطائها دفعة قوية للأمام على اصدارات جديدة لشركات اماراتية قوية مثل طيران الامارات التي يدور الحديث في الاوساط المالية حولها حاليا لتطرح 20% من اسهمها في وقت ما من العام المقبل.

كما تدرس إعمار العقارية كبرى شركات التنمية العقارية العربية من حيث القيمة السوقية امكانية القيام بإدراج ثانوي في بورصة دبي العالمية ولكن لم ترشح بعد معلومات عن الاطار الزمني لتنفيذ ذلك.

وفشلت خطط البورصة لاستقطاب من 10 الى 15 اصدارا اوليا على الأقل في 2006 بقيمة تصل الى ملياري دولار بهدف ان تصبح منصة نشطة للاصدارات الاولية.

ويقول مصرفيون ان اداء الاسواق المالية في المنطقة خلال العامين الماضيين لم يشجع الشركات والمستثمرين على النظر الى بورصة دبي العالمية.

وكانت شركة اوجيه تيليكوم تراجعت في الساعات الاخيرة قبل اكثر من عام عن ادراج اسهم وشهادات ايداع عالمية في البورصة بقيمة 1.25 مليار دولار بسبب الاحوال غير المشجعة للسوق الذي يمكن ان يؤثر على سعر السهم كما برر مسؤولو الشركة حينها. ويتم حاليا تداول 13 ورقة مالية تشمل مجموعة البركة المصرفية التي ادرجت في سبتمر (ايلول) 2006 واسهم ايداع عالمية لشركة «انفستكوم» التي ادرجت في اكتوبر (تشرين الاول) 2005 واسهم عادية لشركة المملكة للاستثمارات الفندقية التي ادرجت في الاول من مارس (آذار) 2006 والتي جمعت 397 مليون دولار من اصدار اولي لأسهمها.

واطلقت البورصة العام الحالي اول سوق في المنطقة للمنتجات الاستثمارية المهيكلة مع قيام دويتشه بنك، وميريل لنش، ومورغان ستانلي بإدراج ما مجموعه 14 منتجا مهيكلا في البورصة. وقالت البورصة ان سوقها الجديد «تراكس» يهدف الى تعزيز الفرص الاستثمارية من الأصول المدرجة في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وتعتبر تراكس السوق الوحيدة للمنتجات المهيكلة التي يتم إنشاؤها من قبل بورصة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وتتضمن منتجات السوق التي أدرجت امس أوراقاً مالية تمنح صيتاً كبيراً للحصص المدرجة في سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية، إضافة إلى أوراق مالية ترتبط بالسلع شأن النفط والسكر.

وقال حامد علي المسؤول التنفيذي لبورصة دبي العالمية ان سوق تراكس تسد فجوة واضحة في الأسواق الرأسمالية، لاسيما مع توفير منتجات مهيكلة لأول مرة تعتمد على أصول إقليمية ومدرجة في المنطقة.

وتعول البورصة ايضا على دخول ناسداك شريكا معها كجزء من صفقة للاستحواذ على بورصة او ام اكس الاسكندنافية. ويرى مصرفيون ومحللون ان تسويق بورصة دبي العالمية جنبا الى جنب مع ناسداك سيسهم في تقاطر الشركات وخاصة من آسيا واوروبا الى الشرق الاوسط. ولا تتوفر في البورصة حاليا سوق ثانوية على غرار الناسداك خاصة بالشركات الجديدة التي تحتاج لأموال دولية. ويقول مسؤول في البورصة «مع الوقت وتزايد الطلب سنقوم بتأسيس سوق ثانية تكون بمثابة ناسداك للمنطقة». واشار المسؤول الى ان الهدف الاساسي الحالي هو ترسيخ البورصة العالمية ومن ثم العمل على تأسيس البورصة الثانية تدريجيا. ويتوقع خبراء ان تصبح البورصة منصة نشطة للشركات الصينية بصورة اساسية. وقال فيكتور تشو، رئيس مجلس إدارة بنك «فيرست إيسترن» الصيني ان أكثر من 10 آلاف شركة في الصين ستصبح مؤهلة، مع مرور الوقت، لإدراج أوراقها في بورصة دبي العالمية. واوضح تشو ان محدودية الأسواق في الصين تحول دون وصول عدد كبير من الشركات المحلية إلى رأس المال. واضاف «نعتقد أن توسيع دائرة مشاريعنا الاستثمارية لتشمل منطقة الخليج والارتقاء بمعايير الحوكمة فيها، سيتيح لنا الوصول إلى مصادر جديدة لرأس المال، فضلا عن فرص النمو الجذابة».