بنك استثماري يدعو 5000 شركة عائلية خليجية لإعادة هيكلتها الإدارية

تدير استثمارات تتجاوز 500 مليار دولار وتوظف 70% من القوة العاملة في دول المجلس

TT

دعا بنك استثماري بالتعاون مع «داو جونز» الى خلق تعاون بين 5000 شركة عائلية تدير ما يزيد على 90 في المائة من الانشطة التجارية في الخليج. وتصل قيمة الأصول الكلية لهذه الشركات لأكثر من 500 مليار دولار. وتشغل 70 في المائة من قوة العمل بدول المجلس. وذكر التقرير الصادر عن بنك اثمار كابيتال الاستثماري أن 30 في المائة فقط من الشركات العائلية على مستوى العالم تمكنت من الاستمرار في ممارسة النشاط حتى الجيل الثاني من الإدارة العائلية، في حين استطاع أقل من 6 في المائة مواصلة المنافسة حتى ما بعد الجيل الثالث.

وقال فيصل بن جمعة بلهول، المؤسس والشريك المدير لشركة «إثمار كابيتال» في بيان ان منطقة الخليج ستشهد تحديات متلاحقة في حالة تكرار النموذج الأميركي، حيث تدخل غالبية الشركات العائلية في المنطقة مرحلة الانتقال إلى الجيل الثاني من الإدارة.

وأشار التقرير إلى أن التواصل بين الشركات العائلية وقطاع الاستثمار في الشركات الخاصة قد يحمل مستقبلاً زاهراً للعديد من هذه الشركات. وتحتاج الشركات العائلية إلى إعادة هيكلة مستوياتها الإدارية، لتتمكن من المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، في الوقت الذي تستطيع فيه مؤسسات الاستثمار في الشركات الخاصة لعب دور رئيسي في تحقيق هذه الأهداف.

وأوضح التقرير ان الاستثمار في الشركات الخاصة يعتبر أساس النجاح في قطاعات الأعمال على مستوى العالم. وأحرزت الشركات العائلية في أوروبا، التي تمتلك علاقات شراكة مع مؤسسات الاستثمار في الشركات الخاصة، إنجازات ملموسة تجسدت في تعزيز حضورها بنسبة 60 في المائة في أسواق جديدة. كما تمكن ثلثا هذه الشركات من الارتقاء بقدرتها التنافسية. ويتضاعف متوسط قيمة الشركات المدعومة بمؤسسات الاستثمار في الشركات الخاصة عند مرحلة التخارج عقب فترة ملكية متوسطة لا تتجاوز ثلاث سنوات ونصف السنة. وقال التقرير: «يجب على أصحاب الشركات العائلية إدراك أن الجانب الكبير من نمو رؤوس أموال الشركات المملوكة لمؤسسات الاستثمار في الشركات الخاصة مستمدة من عوائد النمو العضوي وعمليات الاستحواذ، وذلك عكس التصور السائد بأن دور الاستثمار في الشركات الخاصة يقتصر على خفض التكاليف على المدى القصير. وتؤكد الإحصاءات أن مستويات القوى العاملة حافظت على معدلها أو ارتفعت في مرحلة التخارج مقابل مرحلة بدء الاستثمار، وذلك في 80 فى المائة من الصفقات الأميركية و60 فى المائة من الصفقات الأوروبية.

ورأى التقرير أنه من الأهمية أن يؤمن أصحاب الشركات العائلية بقدرة قطاع الاستثمار في الشركات الخاصة على توفير خبرات مميزة في تحقيق أهدافهم في إعادة هيكلة رأس المال، إعادة تشكيل استراتيجيات التسويق، صقل المهارات الإدارية وتبني إستراتيجيات حوكمة الشركات.

وفي الوقت ذاته، دعا التقرير المستثمرين في الشركات الخاصة إلى ضرورة اكتساب خبرات مميزة، وعرض قيمهم بوضوح، والتي يجب أن تكون مناسبة لثقافة المنطقة الاقتصادية. وبين التقرير: «ثمة منهج تعليمي لجميع الاطراف المشتركة في هذه العملية، ويجب أن يكرس جانب الملكية العائلي والمستثمرون جهودهم لإضافة قيمة حقيقية للشركات، إلى جانب إدراك أهمية مقومات وعوامل مثل الحوافز والمكافآت والتي لا تقل عن الموارد المالية. وربما يقتصر ما تحتاجه الشركات إلى الاستفادة السليمة من مواردها وإمكاناتها أكثر من تبديلها». واستندت نتائج التقرير الى بيانات تم جمعها من قبل وحدة البحوث التابعة لمؤسسة «داو جونز»، بالاعتماد على مقابلات مع شخصيات قيادية في قطاع الاستثمار في الشركات الخاصة، وتحليلات اقتصادية وبيانات منشورة مسبقاً.