السعودية: 30 مليون جوال ترفع من أسهم «الشرائح الشعبية» عند شركات «النخبة»

بعد دراسات نفسية وسلوكية واقتصادية

تشهد مبيعات أجهزة الهاتف الجوال إقبالا كبيراً من قبل جميع شرائح المجتمع («الشرق الأوسط»)
TT

ارتفعت شهية دخول الشركات التقنية المتخصصة في شرائح معينة من المجتمع السعودي (أصحاب الأعمال)، نحو توسيع حضورها، ومحاولة اجتذاب شرائح أخرى من الافراد إلى نادي «النخبة» رغم «شعبية» مداخيل هؤلاء الافراد، إذ شجعت مبيعات أجهزة الهاتف الجوال في السعودية، والتي بلغت نحو 30 مليون جهاز في العام الجاري 2007 بزيادة تتجاوز 25 في المائة عن العام الماضي 2006، حسب تقديرات مختصين في دراسات السوق المحلي، تلك الشركات على النزول إلى «الدور الاول» في السوق الشعبي السعودي، مع محافظتها على مكانها في «ارتفاعاتها العالية» لعملاء متطلبين ولهم احتياجاتهم الخاصة.

ويأتي هذا التوجه، بحسب ساهر الهندي، وهو مدير التسويق التنفيذي في شركة سمير لمعدات التقنية، الوكيل الحصري، لأجهزة I-Mate، والمتخصصة في شريحة رجال الأعمال، أو فئة VIP عبر عدة قنوات، من أهمها طرح أجهزة خاصة في الفئات التي تعتبر «شعبية» إلى حد ما.

وأضاف الهندي أن ذلك يهدف لاقتطاع حصة أكبر من السوق السعودي الذي وصفه بـ«الأهم على مستوى منطقة الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن توفير أجهزة عالية الاستخدامات، وبنظام «الويندوز موبايل»، في شريحة الألف ريال (266 دولارا)، سيرفع من حدة المنافسة في هذا الخط، إضافة لخط الشرائح الاعلى تكلفة، والتي تصل الى أكثر من 3 الاف ريال (800 دولار)، المخصصة للمحترفين وأصحاب الاعمال الذين تتطلب مصالحهم ارتباطهم الدائم بمنظومة عالية التقنية من الاتصالات.

وأضاف الهندي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن نسبة النمو في شريحة أصحاب الاعمال تشكل ما نسبته 7 الى 10 في المائة، أي بمعدل 500 الى 750 ألف مستخدم من العدد الاجمالي للمستهلكين في السعودية.

ويرى متابعون لهذا القطاع النشط من مفاصل التسويق في السعودية، أن الدراسات التحليلية للسوق، باتت أكثر جدية في التعامل النفسي «السيكولوجي» مع احتياجات الافراد، من منطقة في العالم إلى أخرى. وهو ما أكد عليه الهندي في حديثه، من أن السعوديين على سبيل المثال، يفضلون «تعريب أجهزتهم بالكامل» كإحدى أولويات الشراء، إضافة لطلب تطبيقات تساعدهم على إنزال البرامج الدينية وتحميل القرآن الكريم، وغيرها من المتطلبات التي لم تعد شركات التقنية تستطيع تجاهلها في حال رغبت بأن يكون لها حضور في الداخل السعودي، وسط منافسة شرسة بين أسود ونمور التقنية القادمين من مختلف دول العالم.

ويعلق طلاب جامعيون ـ مكافأة الطالب الجامعي عن ألف ريال ـ بأن ما يدفعهم لشراء أجهزة عالية المواصفات والتطبيقات، عائد للخدمات التي يمكنهم استثمارها في دراستهم اليومية، ويعزز لديهم القدرة على التواصل مع كل المستجدات. فيما يرى آخرون أن مسألة اقتناء الأجهزة باهظة الثمن، تدخل في حساباته لدى الشباب السعودي، عوامل أخرى كـ«المباهاة» و«تحسين الصورة الذهنية»، مدللين على كلامهم بأن «شبابا يقترضون أحيانا أجهزة أصدقائهم لساعات في حال وجود مواعيد مهمة لديهم سواء كانت مواعيد مهنية أو أخرى». في وقت ترى فيه الشركات أن ارتفاع القدرة الشرائية للأفراد ادى الى الرغبة في اقتناء الاجهزة بمعدل جهازين سنويا في الأقل، مما دعا تلك الشركات إلى المغامرة بطرح أجهزة عالية التقنية بأسعار متوسطة، لتوسيع دائرة مفهوم دائرة «أصحاب الاعمال» وبنسبة نمو للعام القادم تزيد 50 في المائة عن الشريحة الحالية من «أصحاب الاعمال»، الأمر الذي سيعيد غربلة سوق الجوال في السعودية، ويوّسع من هامش الخيارات أمام المستخدمين. وكانت شركات أبحاث دولية متخصصة قالت ان عدد مستخدمي الهواتف الجوالة يبلغ نحو 3.3 مليار اشتراك، أي ما يقارب نصف سكان الأرض، وتشكل السعودية رقما مرتفعا في مبيعاته عالميا إلى جانب السويد والنرويج.

وتوجهت الصناعة التي كانت حكرا على دول أوروبا والقارة الأميركية، في الاعوام الأخيرة نحو القارة الآسيوية، ومغازلة العمالة الأقل تكلفة هناك بمصانع وعروض وظيفية جيدة، لتصنيع الأجهزة الجوالة في تلك الدول، بغيّة التقليل من التكلفة الاجمالية لتصنيع الجهاز والمحافظة على معامل الجودة، والقفز بمنتجاتها للاسواق العالمية، كأسماك قرش تقنية، لا تقبل منافسة أسماك «السردين».